أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2017
3131
التاريخ: 2024-10-05
307
التاريخ: 2024-10-07
226
التاريخ: 16-10-2014
3048
|
المنهج العقليّ في تفسير القرآن
يحظى منهج التفسير العقليّ بمنزلة خاصّة بين مناهج التفسير، وقد اتّخذت المذاهب الكلاميّة (الشيعة، المعتزلة، الأشاعرة...) بإزاء هذا المنهج مواقف مختلفة، وقد يطلق عليه في بعض الأحيان منهج التفسير الاجتهاديّ، وقد يُذكر كأحد أقسام منهج التفسير بالرأي(1)، وقد يُنظر إليه بنظرة مساوية للاتّجاه الفلسفيّ في التفسير(2).
تعريف المنهج العقليّ في تفسير القرآن
هو الطريق الذي يسلكه المفسّر في عمليّة التفسير، من خلال الاستعانة بالعقل البرهانيّ أو القرائن العقليّة القطعيّة، بغية الكشف عن معاني القرآن الكريم ومقاصده.
وقد عمّمه البعض إلى الاستفادة من قوّة الفكر في الجمع بين الآيات والروايات والقرائن اللغوية وغيرها في عملية الاستنباط العقليّ، بهدف توضيح آيات القرآن وفهم مقاصده. وهذا التعميم غير دقيق، لأنّ ما ذُكِرَ هو المنهج الاجتهاديّ الاستنباطيّ، وليس المنهج العقليّ الذي يقع في مقابل المناهج الأخرى (منهج تفسير القرآن بالقرآن/ منهج تفسير القرآن بالسنّة/...)، كما أنّ الاستنباط العقليّ ليس قسيماً لهذه المناهج، بل هو مستخدم في كلّ منها(3).
ولعلّ هذا الالتباس حصل بسبب الخلط في وظائف العقل، فإنّ للعقل وظيفتين:
- وظيفة الكشف، وهي ما يقوم بها المنهج الاجتهاديّ من خلال قوّة التحليل والتركيب والاستنتاج.
- وظيفة توليد المعرفة، وهي التي يقوم بها المنهج العقليّ من خلال الاستعانة بالقضايا العقليّة البرهانيّة.
نشأة المنهج العقليّ ومراحل تطوّره
ظهر منهج التفسير العقليّ في وقتٍ مبكّر مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام في ما كانوا يفسّرونه للناس من آيات، ولا سيّما التي تتناول الذات الإلهيّة والتوحيد والصفات والأفعال، بالاستناد إلى البراهين والقرائن العقليّة القطعيّة.
فعن هشام بن المشرقي عن أبي الحسن الخراساني (الرضا) عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله كما وصف نفسه أحد صمد نور"، ثمّ قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] ، فقلت له: أفله يدان هكذا - وأشرت بيدي إلى يده - قال: "لو كان هكذا كان مخلوقاً"(4). ففي هذا الحديث استفاد الإمام عليه السلام من العقل في تفسير الآية، ونفي اليد المادّية عن الله سبحانه وتعالى، لأنّ وجود مثل هذه اليد يستلزم الجسمانيّة والمخلوقيّة لله، وهو سبحانه منزّه عن هذه الصفات (فالمقصود من اليد هنا هو القدرة الإلهيّة).
ووصل هذا المنهج إلى أوج تطوّره فيما بعد على يد المعتزلة، وظهرت عند الشيعة تفاسير عقلية، مثل: تفسير التبيان للشيخ الطوسيّ (385-460هـ)، ومجمع البيان للطبرسيّ (ت: 548هـ)، وكذلك التفسير الكبير للفخر الرازي عند أهل السنّة، وقد بلغ هذا التطوّر مدىً بعيداً في تفسير الميزان للعلّامة الطباطبائيّ عند الشيعة وروح المعاني للآلوسيّ (ت: 1270هـ).
أدلّة القائلين بحجّيّة المنهج العقليّ في التفسير
استدلّ القائلون بحجّيّة المنهج العقليّ في التفسير بأدلّة عدّة، أبرزها الآتية:
أ- آيات القرآن الكريم:
وردت آيات كثيرة في القرآن تحثّ على إعمال التفكّر والتدبّر والتأمّل، منها: قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10] ، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2] ، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] ، وكذلك وردت آيات تذمّ المعرضين عن ذلك، كقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24]. فإذا لم يكن للعقل اعتبار ومنزلة عند الله تعالى، فإنّ هذه الخطابات ستُصبح حينئذٍ عديمة الفائدة وبدون معنى، وما نتيجة التدبّر والتفكّر في آيات الله إلّا التفسير العقليّ والاجتهاديّ.
ب- الروايات:
وردت روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام تحثّ على الاهتمام بالعقل وتعدّه حجّة باطنة، منها: ما رواه هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال: "يا هشام إنّ لله على الناس حجتين: حجّة ظاهرة وحجّة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام، وأمّا الباطنة فالعقول"(5).
فإذا كان العقل حجّة باطنة، وجب أن يكون الشيء الّذي يُدركه ويحكم به بصورة قطعيّة، حجّة على الإنسان، وواجب الاتّباع، وإلّا فإنّ الحجيّة تصبح لا معنى لها.
ج- السيرة العمليّة:
جرت سيرة المعصومين عليهم السلام على استخدام هذا الطريق في تفسير القرآن، وهناك نماذج من هذا المنهج في أقوال الأئمّة عليهم السلام، كما تقدّم في الرواية الواردة عن الإمام الرضا عليه السلام. وقد تبعهم في ذلك المتشرّعة من الصحابة والتابعين، وكذلك كبار المفسّرين من المتقدّمين والمتأخّرين.
ج- سيرة العقلاء:
- إنّ سيرة العقلاء في التفسير الاجتهاديّ، قائمة على أساس التمسّك بظاهر كلام المتكلّم، واستخراج مقاصده ومعاني كلامه عن طريق القواعد الأدبيّة، والدلالات اللفظية والقرائن الموجودة.
- إنّ الشارع لم يمنع عن هذه الطريقة العقلائيّة ولم يخترع طريقة جديدة في التعامل.
- نستنتج من عدم ردع الشارع إمضاءه لها، بل إنّ الشارع قد جرى على هذه السيرة.
د- قلّة الروايات التفسيريّة:
التي وردت في تفسير آيات القرآن، وتطبيق بعضها على موارده الخاصّة يحتاج إلى إعمال فكر وتأمّل دقيق.
هـ- فهم بعض الآيات، من قبيل:
آيات العرش والكرسيّ... يحتاج إلى تفكّر وتأمّل دقيق يستعان فيه بالقرائن العقلية للوصول إلى فهم المراد من دون الوقوع في الخطأ.
أدلّة القائلين بعدم حجّيّة المنهج العقليّ في التفسير
ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز الاعتماد على هذا المنهج في التفسير متمسّكاً بجملة من التقريبات والأدلّة أبرزها الآتية:
أ- ما ورد من روايات تنهى عن التفسير بالرأي وبالقياس، منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس، فلم تزدهم المقائيس من الحقّ إلا بعداً، وإنّ دين الله لا يصاب بالمقائيس"(6).
ب- لو كان العقل كافياً، لما احتاج الناس إلى الوحي والأنبياء عليهم السلام.
وفي مقام الجواب عن هذه التقريبات، يمكن القول:
- إنّ هذه الروايات واردة في مورد النهي عن التفسير بالرأي الذي يهمل النظر إلى القرائن المختلفة والآيات الأخرى والروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام، وأمّا المنهج العقليّ والاجتهاديّ، فإنّه لا ينطلق من الأهواء والآراء الشخصيّة للمفسّر ويهمل هذه القرائن في عملية التفسير. فالعقل -كما تقدّم- له وظيفتان: الكشف والتوليد، فالكشف يتقوّم من خلال القوّة العقلية التي تقوم بالترتيب والتجزئة والتحليل والتركيب والاستنتاج لمعطيات ومقدّمات من القرآن أو الروايات أو... فيكشف عنها ولا ينتجها. والتوليد، هو أن يقوم العقل البرهانيّ بإنتاج معرفة وتوليدها بالاستناد إلى مقدّمات عقلية يقينية موافقة لمعطيات الوحي القرآنيّ والروائيّ.
- ما ذُكِرَ بالنسبة لعدم كفاية العقل لهداية الإنسان، هو أمر لا ينكره أحد من أصحاب المنهج العقليّ، لأنّ العقل يدرك في مجال الأحكام الشرعيّة أنّ وراء الأوامر والنواهي الإلهية مصالح ومفاسد، وقد يُدرك جزئيات هذه المصالح والمفساد، ولكن ليس على نحو الموجبة الكلّية، بل على نحو الموجبة الجزئية، وإذا ما قُدِّمت للعقل المقدّمات القطعيّة، فإنّه سيحكم بما حكم به الشرع. ولذلك، فإنّ العقل قادر على إدراك حقائق القرآن ومقاصده في ما لو توافرت لديه المقدّمات اليقينية والقطعية المطلوبة.
معايير التفسير العقليّ والاجتهاديّ
- الشروط المعتبرة في التفسير: من معرفة قواعد اللغة، وعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وقواعد علم الأصول،...(7)
- القدرة على الاجتهاد في التفسير.
- الالتفات إلى القرائن العقلية والنقلية.
- عدم تحميل الآراء والنظريّات على القرآن.
- الاستفادة من البراهين والقرائن العقلية القطعيّة.
- الإلمام بقواعد الجمع العرفيّ والتعارض والترجيح.
تبصرة
- المدار في حجيّة العقل هو خصوص إفادته اليقين والقطع.
- المدار في القطع هو القطع النوعيّ بين العقلاء وليس بين آحاد العقلاء.
- في صورة تعارض حكم العقل القطعيّ مع ظهور الآية، تُوجَّه الآية بما يتناسب مع حكم العقل القطعيّ، وأساليب الكلام العربيّ، كالحمل على معنى مجازيّ له وجهه الاستعماليّ في لغة العرب.
تطبيقات منهج التفسير العقليّ
أ- قرائن عقليّة قطعيّة:
مثال: قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] ، فإنّ المعنى المتبادر من لفظ يد هو اليد الجسمانيّة، ولكنّ هذا المعنى يستحيل أن يُنسَب إلى الله تعالى، لأنّه يؤدّي إلى لزوم التجسيم بحقّه تعالى، وهو باطل بضرورة العقل. فينبغي أن نصرف المعنى الظاهر لليد والذي هو حقيقة لغويّة فيها، إلى معنى آخر يتوافق مع حكم العقل القطعيّ ببطلان التجسيم، بحيث يكون له وجه استعماليّ في لغة العرب، كمعنى القدرة الذي يكون حقيقة قرآنيّة في ما لو استخدمت اليد بحقّ الله تعالى.
ب- براهين عقليّة:
إنّ القرآن يكشف للعقل عن مقدّمات عقلية يقينيّة، لو التفت إليها العقل لأنتج معرفة برهانيّة، فتكون الآيات واردة في مقام التأييد والإرشاد لحكم العقل، وليست في مقام التأسيس والإنتاج. ومن نماذج ذلك:
- قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء: 22].
تنطوي هذه الآية على دليل عقليّ يتألّف من مقدّمات ترشد بمجموعها العقل إلى الحكم باستحالة وجود شريك مع الله -تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً-، وقد صاغت الآية هذا الدليل وفق التالي:
- قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾، أي افتراض وجود أكثر من إله مع الله - تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً -.
- لو فُرِضَ للعالم آلهة فوق الواحد، لكانوا مختلفين ذاتاً متباينين حقيقة.
- قوله تعالى: ﴿لَفَسَدَتَا﴾، لأنّ تباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم، فتتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض.
- لكنّ النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها.
- النتيجة: فليس للعالم آلهة فوق الواحد، وهو المطلوب(8).
- قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91].
تشتمل هذه الآية على دليلين عقليين مستقلّين يتضمّنان مقدّمات يذعن لها العقل بحكم استحالة وجود أكثر من إله في الوجود. وهذان الدليلان هما:
- الدليل الأوّل: قوله تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾، وبيانه التالي:
- ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾، افتراض وجود أكثر من إله للوجود.
- لا يُتصوّر فرض تعدّد الآلهة إلا ببينونتها بوجه من الوجوه، بحيث لا تتّحد في معنى ألوهيّتها وربوبيّتها.
- معنى ربوبيّة الإله في شطر من الكون ونوع من أنواعه تفويض التدبير فيه إليه، بحيث يستقلّ في أمره، من غير أن يحتاج فيه إلى شيء غير نفسه، حتى إلى مَنْ فوّض إليه الأمر.
- إنّ المتباينين لا يترشّح منهما إلّا أمران متباينان.
- قوله تعالى: ﴿إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾. لازم التباين أن يستقلّ كلّ من الآلهة بما يرجع إليه من نوع التدبير وتنقطع رابطة الاتّحاد والاتّصال بين أنواع التدابير الجارية في العالم، كالنظام الجاري في العالم الانسانيّ عن الأنظمة الجارية في أنواع الحيوان والنبات والبر والبحر والسهل والجبل والأرض والسماء وغيرها، وكلّ منها عن كلّ منها، وفيه فساد السماوات والأرض وما فيهنّ.
- لكنّ النظام الكونيّ ملتئم الأجزاء، متّصل التدبير.
- النتيجة: ليس للعالم آلهة فوق الواحد، وهو المطلوب.
- الدليل الثاني: قوله: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا ... وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾. وبيانه الآتي:
- ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾، افتراض وجود أكثر من إله للوجود.
- إنّ التدابير الجارية في الكون مختلفة، منها: التدابير العرضية، كالتدبيرين الجاريين في البرّ والبحر، والتدبيرين الجاريين في الماء والنار، ومنها: التدابير الطولية التي تنقسم إلى تدبير عامّ كلّي حاكم، وتدبير خاصّ جزئيّ محكوم، كتدبير العالم الأرضيّ وتدبير النبات الذي فيه، وكتدبير العالم السماويّ، وتدبير كوكب من الكواكب التي في السماء، وكتدبير العالم المادّي برمّته، وتدبير نوع من الأنواع المادّيّة.
- بعض التدبير، وهو التدبير العام الكلّي يعلو بعضاً، بمعنى أنّه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه، لتقوِّمه بما فوقه، كما أنّه لو لم يكن هناك عالم أرضيّ أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم لم يكن عالم إنسانيّ ولا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص.
- قوله تعالى: ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾. لازم ذلك أن يكون الإله الذي يرجع إليه نوع عالٍ من التدبير عالياً بالنسبة إلى الإله الذي فوِّض إليه من التدبير ما هو دونه وأخصّ منه وأخسّ.
- استعلاء الإله على الإله محال، لأنّ الاستعلاء المذكور يستلزم عدم استقلال المستعلى عليه في تدبيره وتأثيره، إذ لا يجامع توقّف التدبير على الغير والحاجة إليه الاستقلال، فيكون السافل منها مستمدّاً في تأثيره محتاجاً فيه إلى العالي، فيكون سبباً من الأسباب التي يتوسّل بها إلى تدبير ما دونه لا إلهاً مستقلاً بالتأثير دونه.
- النتيجة: ما فُرِضَ إلهاً هو غير إله، بل سبب يدبّر به الأمر، وهذا خلف(9).
أبرز التفاسير العقليّة والاجتهاديّة
-تفسير التبيان(10/10): الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (385-460هـ.ق).
-مجمع البيان في تفسير القرآن(10/10): الشيخ أبو الفضل الطبرسي (ت: 548هـ.ق).
- الميزان في تفسير القرآن(20/20): العلامة محمد حسين الطباطبائي (1321- 1402هـ.ق).
- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل(20/20): الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (معاصر).
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: شهاب الدين الآلوسي (ت: 1270هـ.ق).
- التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)(30/30): فخر الدين الرازي (ت: 606هـ.ق).
- تفسير البحر المحيط: أبو حيّان الأندلسي (654-745هـ.ق).
المفاهيم الرئيسة
1- المنهج العقليّ في تفسير القرآن هو طريق يسلكه المفسّر في عمليّة التفسير، من خلال الاستعانة بالعقل البرهانيّ أو القرائن العقليّة القطعيّة، بغية الكشف عن معاني القرآن الكريم ومقاصده.
2- ظهر منهج التفسير العقليّ في وقتٍ مبكّر مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، ووصل إلى أوج تطوّره فيما بعد على يد المعتزلة والشيعة.
3- استدلّ القائلون بحجّيّة المنهج العقليّ في التفسير بأدلّة عدّة، أبرزها الآتية: آيات القرآن الكريم، السنّة الشريفة، سيرة العقلاء، مع عدم ردع الشارع عنها، بل جريانه وفقها.
4- ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز الاعتماد على هذا المنهج في التفسير متمسّكاً بجملة من التقريبات الضعيفة، التي تزول بأدنى تأمّل.
5- أبرز معايير التفسير العقليّ والاجتهاديّ: معرفة قواعد اللغة، وعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وقواعد علم الأصول، والقدرة على الاجتهاد في التفسير، والالتفات إلى القرائن العقلية والنقلية، وعدم تحميل الآراء والنظريّات على القرآن، والاستفادة من البراهين والقرائن العقلية القطعيّة، والإلمام بقواعد الجمع العرفيّ والتعارض والترجيح.
6- من تطبيقات منهج التفسير العقليّ: قرائن عقليّة قطعيّة، براهين عقليّة.
7- من أبرز التفاسير العقليّة والاجتهاديّة: تفسير التبيان، مجمع البيان في تفسير القرآن، الميزان في تفسير القرآن، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، التفسير الكبير (مفاتيح الغيب، تفسير البحر المحيط، ... .
_____________________
1.انظر: الذهبي، محمّد حسين: التفسير والمفسّرون، ط2، دار الكتب الحديثة، 1976م، ج1، ص255، العكّ، أصول التفسير وقواعده، م.س، ص167.
2.لمزيد من التفصيل في هذا المنهج وتطبيقاته، انظر: الرضائي، مناهج التفسير واتّجاهاته، م.س، ص151-189، معرفة، التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، ج2، ص801-804، 849-900، السبحاني، المناهج التفسيريّة، م.س، ص77-91.
3.انظر: الرضائي، مناهج التفسير واتّجاهاته، م.س، ص152-155.
4.العياشي، تفسير العياشي، م.س، ج1، تفسير سورة المائدة، ح145، ص330.
5.الكليني، الكافي، م.س، ج1، كتاب العقل والجهل، ح12، ص16.
6.الكليني، الكافي، م.س، ج1، كتاب فضل العلم، باب البدع والرأي والمقائيس، ح7، ص56، وانظر: ح1، 9، 11، 13-18، 20، ص54-58.
7.تقدّم تفصيل الكلام فيها عند تناول شروط المفسِّر المعرفيّة والعلميّة في درس سابق.
8.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج14، ص266-267.
9.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج15، ص62-63.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|