المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


استخدم جوارحك  
  
159   12:38 صباحاً   التاريخ: 2024-09-13
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص91ــ92
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23 210
التاريخ: 25-5-2022 1480
التاريخ: 23-10-2017 2164
التاريخ: 2024-07-28 383

في الحديث مع الآخرين، استخدم جوارحك، فالإشارات، وطريقة تحريك اليدين، والنظرات ونبرات الصوت لها تأثير كبير على الآخرين.

وخاصة حركة عينيك.. فلا فرق أن تكون تتكلم مع شخص واحد أو مع مئات الأشخاص، من المهم أن تنظر إليهم وليس إلى السقف، أو إلى ثيابك، أو إلى الهواء...

إن الروح تتطلع من العينين وتركيزها على الشخص الآخر، أو الأشخاص الآخرين يعطي لروحك قدرة شد انتباههم بقوة إليك.

ولا بد أن يستمر النظر إلى الطرف الآخر طوال المحادثة، وليس كما يفعل بعض الناس حيث يبدأون الكلام وهم ينظرون إليك، وما أن ينطقوا ثلاث كلمات حتى يقطعوا الاتصال العيني، وينظروا خارج النافذة.

لدى دخولك غرفة أجل ناظريك بارتياح، ثم تطلع مباشرة إلى الموجودين وابتسم.

بعض الناس يعتقد أن ولوج غرفة ملأى بالناس هي بمثابة ولوج عرين أسد. أنا أخالف هذا الاعتقاد لكني لو وافقته لما رنوت إلى قدمي ولا تطلعت إلى السقف بل لبقيت محدقاً إلى الأسد!

وهنا لا بد من الإشارة إلى الابتسام أيضاً فإن له تأثيراً مهدئاً ولا شك، إلا أنه لا بد أن يأتي طبيعياً، وليس مصطنعاً يتقصده صانعه كحيلة للفوز.

ذلك أن البعض يشبك عينيه بعينيك ثم يقذفك بابتسامة نابية هي أقرب إلى تكشيرة مصطنعة منها إلى ابتسامة حنونة..

فأفضل الابتسام والاتصال العيني هو ما كان مريحاً ولطيفاً وصادقاً ومن دون تكلف.

إن الابتسامة تكون أحياناً ضرورية لإشاعة جو من البهجة المطلوبة لتدفئة اللقاءات وتثميرها.

يقول أحدهم: «ما تريد نيله بالإرهاب يسهل عليك بالابتسام..».

ويقول آخر: (شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك).

وحسب تعبير النبي (صلى الله عليه وآله): إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم

يبسط الوجه وحسن الخلق(1).

إن بعض الناس يعود سبب كسبهم لاحترام الآخرين إلى الابتسامة الصادقة الرقيقة التي يطبعونها لدى لقاءاتهم.

فالابتسامة المرحبة الدافئة من أبرز مظاهر الشخصية، فهي تكسبك الثقة في الحال، وتضمن حسن نية المرء بسرعة. ألا ترى أنك تتمنى النجاح لمن يمنحك ابتسامته، وتبتعد عمن يتجهم في وجهك؟

تقول حكمة صينية قديمة (من لا يعرف كيف يبتسم لا يجوز له أن يفتح دكاناً).

لأنه حينئذ لا يستطيع أن ينجح ..

________________________

(1) مقال في قول، ص 15. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.