منذ بضعة قرون كانت بولندا إحدى القوى السياسية الكبرى في أوربا ولقد عانت خلال تاريخها الطويل الكثير من الخراب والدمار وكثير من الاحتلال والتمزق كما فقدت الكثير من أبنائها أثناء الحرب العالمية الثانية . وحدودها الحالية وقعت بعد نهاية الحرب الثانية التي كان من نتيجتها أن ضم جزء كبير من أراضيها الشرقية ( 46 ٪ من مساحة البلاد قبل الحرب ) إلى الاتحاد السوفييتي وأصبح حـدهـا الشرقي مع الاتحاد السوفييتي يتماشى كورزون ، ولكن عوضت عن أراضيها التي ضمها الاتحاد السوفييتي بضم أجزاء من ألمانيا تشمل بوميرانيا وسيليزيا وممر دانزيغ والنصف الجنوبي من بروسيا الشرقية ، وأصبحت مساحة بولندا الآن 312,677 كيلو متر مربع  وإذا كانت مساحة بولندا الحالية أفضل من ذي قبل فالأراضي الألمانية التي أضيفت إليها في الغرب أكثر غنى وخصـوبـة من انتزعت منها في الشرق.

ويبلغ عدد سكان بولندا نحو 35 مليون نسمة في 1976 ومتوسط الكثافة السكانية 110 نسمة في الكم، وهي نسبة توجد في كثير من جهات السهل البولندي ، وتهبط النسبة في نطاق السهل الساحلي وتلال البلطيق إلى 40 ، وتبلغ ذروتها في سيليزيا العليا حيث الفحم والصناعة فتصل إلى 325 نسمة في الكم. ويكثر السكان حول العاصمة وارسو ( 2 مليون نسمة ) وحول مدينـة لودز ( 1 مليون نسمة) ( وبوزنان و دانزيغ وشتاتين).

وتنقسم بولندا إلى 19 محافظة بما في ذلك محافظتي وارسو ولودز ، وتنقسم كل محافظة إلى مراكز حضرية وريفية ، وبالدولة أكثر من 20 مـديـنـة تعداد كل منها يزيد على 100 ألف نسمة ، منها تسع مدن يزيد تعدادها عن 250 ألف نسمة . ونتيجة لتغيرات الحدود، والتزايد الغير طبيعي ازدادت نسبة الحضر التي تبلغ الآن 50٪ مقابل 26 ٪ في عام 1939 و 36 ٪ في عام 1949 فالدولة تتحول من بلد زراعي صناعي إلى بلد صناعي زراعي . وبولندا دولة شيوعية وهي عضو في حلف وارسو .