أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
887
التاريخ: 2024-10-09
232
التاريخ: 2024-05-07
539
التاريخ: 2023-09-10
1399
|
كانت أول مسافة قطعها بنو إسرائيل في هجرتهم من «قنتير» إلى «سكوت» وهي التي يجب أن نبحث عن موقعها بين الخرائب المجاورة للصالحية؛ إذ قد ذُكر في التوراة: أنهم لم يسلكوا طريق «فلسطين» (راجع سفر الخروج الفصل الثالث عشر السطر الثالث عشر):
ولما أطلق فرعون الشعب لم يصيرهم الرب في طريق أرض «فلسطين» مع أنه قريب؛ لأن الله قال: لعل الشعب يندمون إذا رأوا حربًا فيرجعون إلى مصر.
وهذه المسافة تبلغ نحو عشرين كيلومترًا، هذا مع العلم بأنهم قد بدئوا خروجهم في شهر أبريل. (راجع سفر العدد 33: 2).
وقد غادروا «رعمسيس» في الشهر الأول في اليوم الخامس عشر منه، وفي اليوم التالي للخروج ذهب بنو إسرائيل إلى الخارج بيد سامية أمام كل المصريين. وبعد الفيضان عندما يكون النيل في منسوب منخفض وكل الحياض جافة؛ يستطيع الإنسان أن يفهم كيف كان من السهل عليهم أن يسيروا دون أن يبتلوا، وكان كذلك في استطاعتهم أن يعبروا أية ترعة أو مصرف يعترضهم في طريقهم، والواقع أنه كان من الصعب على «موسى» وقومه، ومعهم قطعانهم أن يعبروا بهم في قوارب وقت الفيضان، ويقطعون في يوم واحد عشرين كيلومترًا.
وأهم برهانٍ يمكن الاستناد عليه في تحقيق موقع بلدة «سكوت» وأنه عند «الصالحية»؛ قد استقيناه من ورقة «أنسطاسي» التي يرجع عهدها إلى الأسرة التاسعة عشرة، وهي التي تصف لنا «سكوت» بأنها أرض متاخمة؛ أو على الحدود ويسكنها أجانب، وفيها قلعة تُدعى «ختم سكوت» ومستنقعات تُعرف باسم بحيرات «بتوم مرنبتاح» التابعة لبلدة «سكوت» وهذه البحيرات لا تخرج عن كونها بحيرة «مهيشر» ومستنقعات «سعده» و«أكياد» وقد كان الفراعنة مغرمين بالصيد والقنص في أعشاب هذه المستنقعات، وكانوا يستعملون قوارب من الغاب للسير فيها، ولا يبعد أنها كانت مخصصة لفراعنة الرعامسة الذين كانوا يسكنون «قنتير» على مسافة خمسة عشر كيلومترًا من الشمالي الغربي لهذه الجهة.
والطريق إلى «فلسطين» من «بررعمسيس» لا بد أن يكون بمحاذاة الشاطئ الأيمن للنهر؛ غير أن التوراة تقول:
إن بني إسرائيل لم يسيروا فيها على الرغم من قربها، ولما كان موسى يخاف على قطيعه وكذلك كان يخشى أن يتبعه الفرعون وجنوده فإنه اتخذ طريق الصحراء بدلًا من طريق «فلسطين».
وقد أسعفتنا وثيقة أخرى من أوراق «أنسطاسي» في تحديد بلدة «سكوت»، وهذه الورقة خاصة بهرب عبد من القصر الملكي جاء فيها (راجع كتاب الأدب المصري القديم ج1):
وبعد، فقد أرسلت من بلاط القصر الملكي وراء هذين العبدين في اليوم التاسع من الشهر الثالث من فصل الصيف وقت المساء. ولما وصلت إلى حصن «سكوت» في اليوم العشرين من الشهر الثالث علمت بأن أخبار الجنوب تقول: فَرَّا ذاهبين … اليوم … من الشهر الثالث من فصل الصيف، ولما وصلت إلى القلعة أخبرت أن السائس قد حضر من الصحراء (وأعلن أنهما تخطيا الحدود شمالي حصن «مجدول سيتي» … الخ).
وليس لدينا قصور ملكية إلا في «قنتير» و«سكوت» لا تبعد إلا مسيرة يوم واحد من «قنتير» وهي في اتجاه الصحراء، وهي الطريق الوحيدة التي يتمكن الهاربون من القصور الملكية من اتخاذها.
سكوت (تل اليهودية)
والمرحلة التالية من سير بني إسرائيل هي من «سكوت» إلى «إيتام»، والأخيرة ليست بلدة بل «بيداء» كما وُصفت في التوراة (سفر العدد 23: 2):
وغادروا من أمام «فم الحيروث»، ومروا من وسط سطح البحر إلى صحراء، ومكثوا مسافرين في صحراء «إيتام» ثلاثة أيام، وضربوا خيامهم في «مارا».
ومن ذلك نعلم أن «إيتام» بيداء وهي العبرية «مدبار»، ومعناها صحراء أو بيداء حيث ترعى الغنم، وكان معسكرهم في «إيتام» على حافة الصحراء (راجع سفر الخروج 13: 20):
ثم ارتحلوا من «سكوت» ونزلوا من «إيتام» في طرف البرية.
وهذا الوصف يؤكد لنا ماهية «إيتام» دون أي شك، وقد كانت أرض «إيتام» (إدوم) يسكنها العرب البدو الذين يسميهم المصريون «شاسو»، وقد كانوا ينزحون حتى الحدود المصرية جريًا وراء الكلأ عندما تتنكر لهم السماء وتحجب مطرها دونهم، وقد جاء ذكر أهل «إيتام» (إدوم) في ورقة «أنسطاسي» كما ذكرنا ذلك من قبل (راجع مصر القديمة ج6).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|