المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

أهمية الاتصال في العلاقات العامة
30-7-2022
دليل الانسداد
25-7-2020
An overview of Babylonian mathematics
13-10-2015
خصائص المرحلة السابقة على التعاقد
14-3-2017
تفسير سورة الفرقان 
2023-11-07
Choice of Proper Containers
25-2-2018


الجزيرة العربية قبيل عصر النبي "ص"  
  
237   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-09-06
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص47-56
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

نشر كعب الأحبار أمنياته بهلاك العرب !
استطاع كعب الأحبار أن يقنع عمر بن الخطاب في خلافته بأن الإسلام كالبعير سيكبر عن قريب ويهرم وينتهي ! وأن قريشاً والعرب سيهلكون ويبادون ! وأن الكعبة ستهدم فلا تبنى أبداً ! ومكة تخرب فلا تعمر أبداً !

ففي مسند أحمد : 3 / 463 : « كنت في مجلس فيه عمر بن الخطاب بالمدينة فقال لرجل من القوم : يا فلان كيف سمعت رسول الله ينعتُ الإسلام ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : إن الإسلام بدأ جذعاً ثم ثنياً ثم رباعياً ثم سديسياً ثم بازلاً . فقال عمر بن الخطاب : فما بعد البزول إلا النقصان » ! البزول أقصى سن البعير -

الصحاح : 4 / 1321 .

وهكذا صارت فرية كعب الأحبار حديثاً نبوياً في أصح كتب الخلافة !

فقد روى أحمد : 1 / 23 ، عن عمر أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها إلا قليل ، ثم تمتلئ وتبنى ، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً » ! ورواه مسلم : 8 / 183 ورواه بخاري في صحيحه وعقد باباً : 2 / 159 باب هدم الكعبة !

وفي الفتن لنعيم بن حماد : 1 / 398 : « لاتستريبوا في هلكة قريش ، فإنهم أول من يهلك حتى أن النعل لتوجد في المزبلة فيقال خذوا هذه النعل إنها لنعل قرشي » . وقد بحثنا ذلك وردينا عليه ، في كتاب ألف سؤال وإشكال : 1 / 492 .

  1. ردَّ أهل البيت ( ( عليهم السلام ) ) على فرية كعب عن العرب

وقد ردَّ أهل البيت « عليهم السلام » فرية كعب بهلاك الأمة . فقد روى الصدوق « الخصال / 475 » عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشروا ثم أبشروا ، ثلاث مرات ، إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره ، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاماً ، ثم أطعم منها فوج عاماً ، لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وفرعاً وأحسنها جَناً ! وكيف تهلك أمة أنا أولها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولي الألباب ، والمسيح عيسى بن مريم آخرها ؟ ولكن يهلك بين ذلك نَتَجُ الهَرَج ، ليسوا مني ولست منهم » .

  1.  زعموا أن العرب لا يكونون من الأبدال !

زعم رواة السلطة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لا يصل العربي إلى درجة الأولياء الأبدال ! قال القرطبي في تفسيره : 3 / 259 : « واختلف العلماء في الناس المدفوع بهم الفساد من هم ؟ فقيل هم الأبدال ، وهم أربعون رجلاً كلما مات واحد بدَّل الله آخر » .

وقال أبو داود في سننه : 2 / 30 عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي الأموي : « كنا نقول إنه من الأبدال ، قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي » !

وقال في سؤالات الآجري : 1 / 204 : « سئل أبو داود عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي قال : سمعت محمد بن عيسى يقول : كنا نرى أنه من الأبدال حتى سمعنا أن الأبدال من الموالي . . عن عطاء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأبدال من الموالي ، ولا يبغض الموالي إلا منافق » . وتاريخ بغداد : 12 / 279 وتهذيب الكمال : 22 / 421 .

وصححه المناوي : 3 / 220 وقال : « من علامتهم أيضاً أنه لا يولد لهم . . . وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعها ، لكن لايُنكر تقوي الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه إلا جاهل بالصناعة الحديثية ، أو معاند متعصب » .

وفي تهذيب الكمال : 7 / 264 : « كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له » !

وعدوا أكثر من عشرين من أئمتهم من غير العرب من الأبدال !

وزعم ابن عربي أن أصحاب المهدي ( عليه السلام ) كلهم من العجم ! قال في الفتوحات : 3 / 328 : « وهم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية » !

لكن أئمة أهل البيت « عليهم السلام » ساوَوْا بين العرب والعجم ، ونصوا على أن أصحاب المهدي ( عليه السلام ) فيهم العرب والعجم ، قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) كما في غيبة الطوسي / 284 : « يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر . فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق » .

  1. أخبر النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) بظلم قريش لأهل بيته ( ( عليهم السلام ) )

روى ابن حماد : 1 / 310 عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه ! قلنا : يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ، فقال : « إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً حتى يأتي قوم من هاهنا من نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلاً كما ملؤوها ظلماً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ، فإنه المهدي » . « ورواه ابن أبي شيبة : 15 / 235 ، بنحوه . وابن ماجة : 2 / 1366 ، رواه ابن المنادي / 44 ، الحاكم : 4 / 464 » ، وفيه : « أتينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ، قال : إنا أهل بيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون . فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً » . ورواه البزار : 4 / 310 ، 354 ، الداني / 92 ، كابن شيبة بتفاوت يسير ، نحوه جامع السيوطي : 3 / 101 ، وزوائد ابن ماجة / 527 ، المعجم الأوسط : 6 / 327 والسنن في الفتن : 5 / 1029 ، بروايتين وفيه :

« بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ قال : يجئ قوم من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها عدلاً كما ملؤوها ظلماً . فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج » .

وقال نقاد الحديث عن رواية زائدة التي فيها : واسم أبيه اسم أبي : إنها زيادة في الحديث زادها زائدة بن قدامة .

ورواه من مصادرنا : دلائل الإمامة / 233 و 235 ، بعدة روايات عن ابن مسعود ، كابن حماد بتفاوت يسير . ومناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان : 2 / 110 ، بنحوه عن ابن مسعود ، وملاحم ابن طاووس / 52 ، عن ابن حماد ، وفي / 161 ، عن فتن زكريا ، وكشف الغمة : 3 / 262 ، عن أربعين أبي نعيم . وفي / 268 ، عن البيان للشافعي . والعدد القوية / 90 ، كرواية دلائل الإمامة الثانية بتفاوت يسير ، والثالثة ، وإثبات الهداة : 3 / 595 ، عن كشف الغمة ، والبحار : 51 / 82 ، عن كشف الغمة ، و : 51 / 83 عن أربعين الحافظ أبي نعيم . . الخ .

« لكن أدق نصوصه حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) الذي رواه النعماني / 273 ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الإام الباقر ( عليه السلام ) قال : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء . أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر » .

والنتيجة : أن هذا الحديث المعروف بحديث الرايات السود ، متواتر بالمعنى ، لأنه روي عن صحابة متعددين بطرق متعددة ، يعلم منها أن مضمونه صدر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخبر عن ظلامة أهل بيته « عليهم السلام » وأنها تستمر حتى يأتي قوم من المشرق يمهدون لمهديهم : فيظهر ويسلمونه رايتهم ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

  1. سينقذ الله العرب بيد أهل البيت ( عليها السلام )

أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأن الله عز وجل سينقذ قريشاً والأمة بأهل بيته « عليهم السلام » ، ففي كمال الدين / 230 : « قال علي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله أَمِنَّا الهداة أم من غيرنا ؟ قال : بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله عز وجل من ضلالة الشرك ، وبنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة ، وبنا يصحبون إخواناً بعد ضلالة الفتنة ، كما بنا أصبحوا إخواناً بعد ضلالة الشرك . وبنا يختم الله كما بنا فتح الله » .

وفي أمالي المفيد / 288 ، عن علي ( عليه السلام ) قال : « لما نزلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ، قال لي : يا علي إنه قد جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ، فإذا رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَابًا . يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وهم مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني !

فقلت : فعلامَ نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؟ فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي ! قال فقلت : يا رسول الله إنك كنت وعدتني الشهادة فسل الله تعالى أن يعجلها لي ! فقال : أجل ، قد كنت وعدتك الشهادة فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا ، وأومى إلى رأسي ولحيتي ؟ فقلت : يا رسول الله أما إذا بينت لي ما بينت فليس بموطن صبر ، ولكنه موطن بشرى وشكر . فقال : أجل فأعدَّ للخصومة فإنك مخاصِم أمتي . قلت : يا رسول الله أرشدني الفلج ، قال : إذا رأيت قوماً قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم ، فإن الهدى من الله والضلال من الشيطان .

يا علي إن الهدى هو اتباع أمر الله دون الهوى والرأي ! وكأنك بقوم قد تأولوا القرآن ، وأخذوا بالشبهات ، واستحلوا الخمر بالنبيذ ، والبخس بالزكاة ، والسحت بالهدية ! قلت : يا رسول الله فما هم إذا فعلوا ذلك ، أهم أهل ردة أم أهل فتنة ؟ قال : هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل !

فقلت : يا رسول الله العدل منا أم من غيرنا ؟ فقال : بل منا ، بنا يفتح الله وبنا يختم وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة ، فقلت :

الحمد لله على ما وهب لنا من فضله » .

ومنها : في كنز العمال : 16 / 196 ، من وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يا علي إن القوم سيفتنون ويفتخرون بأحسابهم وأموالهم ، ويزكون أنفسهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ويأمنون عقابه ، ويستحلون حرامه بالمشتبهات الكاذبة ، فيستحلون الخمر بالنبيد ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع . . . إلى أن ينقذهم الله بنا أهل البيت عند ظهورنا . . يا علي : بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه ، وبنا أهلك الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق ، حتى إنا لنقتل في الحق مثل من قُتل في الباطل . يا علي : إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعمت فوجاً عاماً ، ثم فوجاً عاماً ، فلعل آخرها فوجاً أن يكون أثبتها أصلاً ، وأحسنها فرعاً ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيراً وأوسعها عدلاً ، وأطولها ملكاً » .

وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 266 » : « إذا ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : بأبي وأمي وقومي وعشيرتي ! عجبٌ للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسها ، والله عز وجل يقول في كتابه : وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ! فبرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنقذوا » .

وفي المسترشد لمحمد بن جرير الطبري الشيعي / 374 ، والاحتجاج للطبرسي : 1 / 93 والإمامة والسياسة : 1 / 18 ، من حديث طويل عن السقيفة : « أن أبا بكر دعا علياً إلى البيعة فامتنع وقال : إني لأخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يقولها غيري إلا كذاب ، وأنا والله أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، إنكم أخذتم هذا الأمر من العرب بالحجة وتأخذونه منا أهل البيت غصباً وظلماً ! احتججتم على العرب بأنكم أولى الناس بهذا الأمر منهم بقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الأمر ، فأنا أحتج عليكم بما احتججتم به على العرب ، فنحن والله أولى بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) منكم ، فأنصفونا من أنفسكم إن كنتم تؤمنون بالله ، واعرفوا لنا من هذا الأمر ما عرفته لكم العرب ، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون !

فقال أبو عبيدة بن الجراح : يا أبا الحسن أبو بكر أقوى على هذا الأمر ، وأشد احتمالاً ، فارض به وسلم له ، وأنت بهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك ! فقال لهم علي : أنا أحق بهذا الأمر منه وأنتم أولى بالبيعة لي ! أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأخذونه منا أهل البيت غصباً ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الإمارة . وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار ، أنا أولى برسول الله حياً وميتاً ، وأنا وصيه ووزيره ومستودع سره وعلمه ، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، أول من آمن به وصدقه ، وأحسنكم بلاءً في جهاد المشركين ، وأعرفكم بالكتاب والسنة ، وأفقهكم في الدين ، وأعلمكم بعواقب الأمور ، وأذربكم لساناً وأثبتكم جناناً ، فعلامَ تنازعونا هذا الأمر !

أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار ، وإلا فبوؤوا بالظلم والعدوان وأنتم تعلمون .

فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع طوعاً أو كرهاً ! فقال علي : إحلب حلباً لك شطره ، أشدد له اليوم ليرد عليك غداً ! إذاً والله لا أقبل قولك ، ولا أحفل بمقامك ولا أبايع ! فقال أبو بكر : مهلاً يا أبا الحسن ، ما نشك فيك ولا نُكرهك !

فقام أبو عبيدة إلى علي فقال : يا ابن عم لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك ، ولكنك حدث السن ، وكان لعلي يومئذ ثلاث وثلاثون سنة ، وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك وهو أحمل لثقل هذا الأمر ، وقد مضى الأمر بما فيه فسلم له ، فإن عمَّرك الله يسلموا هذا الأمر إليك ، ولا يختلف فيك اثنان . فقال علي ( عليه السلام ) : يا معشر قريش ، الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمد ( صلى الله عليه وآله ) من بيته إلى بيوتكم ، فإنكم إن تدفعونا أهل البيت عن مقامه في الناس وحقه تؤزروا ! والله إنه لفينا لا فيكم ، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعداً ، وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم . . وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت وخشي عمر أن يصغي الناس إلى قول علي ، ففسح المجلس وقال : إن الله يقلب القلوب ، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قول الجماعة ، فانصرفوا يومهم ذلك » .

  1. تحذيرات النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) للعرب من الطغيان

روى البخاري : 4 / 109 ، 176 ، 8 / 104 : « عن زينب ابنة جحش أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل عليها فزعاً يقول : لا إله إلا الله ، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها ! قالت زينب فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث » .

وفي البخاري : 8 / 88 : « قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : هلكة أمتي علي يدي غَلَمَةٍ من قريش . فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ! فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ! فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ! قلنا أنت أعلم » .

وفي مسند أحمد : 2 / 390 ، عن أبي هريرة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « وَيْلٌ للعرب من شر قد اقترب ! فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر » .

وفي مسند أحمد : 1 / 319 : « إذا رأيت الأمَة ولدت ربتها أو ربها ، ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان ، ورأيت الحفاة الجياع العالة ، كانوا رؤوس الناس ، فذلك من معالم الساعة وأشراطها . قال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة ؟ قال : العرب » .

وفي الكافي : 8 / 103 : « سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ؟ قال : ما تقولون في ذلك ؟ قلت : نقول : هم الأفجران من قريش : بنو أمية ، وبنو المغيرة ، قال : هي والله قريش قاطبة . إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فقال إني فضلت قريشاً على العرب ، وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي ، فبدلوا نعمتي كفراً ، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ » .

10 . رفض الأئمة ( ( عليهم السلام ) ) تعصب العرب ضد الشعوب الأخرى

مَيَّزَ الحكام القرشيون العرب على غيرهم من الشعوب ، واصر أهل البيت « عليهم السلام » على المساواة بينهم وجوز تزويجهم من بعضهم . واشتكى الموالي إلى علي ( عليه السلام ) ، فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 5 / 318 » : « أتت الموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا : نشكو إليك هؤلاء العرب إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يعطينا معهم العطايا بالسوية ، وزوج سلمان وبلالاً وصهيباً ، وأبوا علينا هؤلاء وقالوا لا نفعل ! فذهب إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكلمهم فيهم فصاح الأعاريب : أبينا ذلك يا أبا الحسن أبينا ذلك ! فخرج وهو مغضب يجر رداءه وهو يقول : يا معشر الموالي إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى يتزوجون إليكم ولا يزوجونكم ، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون ، فاتجروا بارك الله لكم ، فإني قد سمعت رسول الله يقول : الرزق عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء في التجارة ، وواحدة في غيرها » .

وفي الكافي : 5 / 345 : « لقي هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال : يا هشام ما تقول في العجم ، يجوز أن يتزوجوا في العرب ؟ قال : نعم . قال : فالعرب يتزوجوا من قريش ؟ قال : نعم ، قال : فقريش يتزوجوا في بني هاشم ؟ قال : نعم . قال : عمن أخذت هذا ؟ قال : عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) سمعته يقول : أتتكافأ دماؤكم ، ولا تتكافأ فروجكم » ؟ !

وقال الكاظم ( عليه السلام ) كما في الخصال / 123 : « الناس ثلاثة : عربي ومولى وعلج ، فأما العرب فنحن ، وأما المولى فمن والانا ، وأما العلج فمن تبرأ منا وناصبنا » .

وفي الكافي : 8 / 226 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : « كان عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) رجل من قريش فجعل يذكر قريشاً والعرب ، فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) عند ذلك : دع هذا ، الناس ثلاثة : عربي ومولى وعلج ، فنحن العرب ، وشيعتنا الموالي ، ومن لم يكن على مثل ما نحن عليه فهو علج ! فقال القرشي : تقول هذا يا أبا الحسن ، فأين أفخاذ قريش والعرب ؟ ! فقال أبو الحسن : هو ما قلت لك » !

الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 166 » : « نحن بنو هاشم ، وشيعتنا العرب وسائر الناس الأعراب . . . نحن قريش ، وشيعتنا العرب ، وسائر الناس علوج الروم » .

وقال الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 316 » : « والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا

أهل البيوتات والشرف والمعدن ، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دَنِسٍ مُلْصَق » .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.