المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
فرنسوا الأول (1515 - 1547).
2024-09-14
الاصلاح الديني في فرنسا.
2024-09-14
السياسة الدينية المتقلبة في إنكلترا.
2024-09-14
الاصلاح النيابي في إنكلترا.
2024-09-14
وقت صلاة الظهر
2024-09-14
ما يصح السجود عليه
2024-09-14

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


رسالة من لسان الدين إلى سلطان تونس  
  
161   04:44 مساءً   التاريخ: 2024-08-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 131-132
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07 740
التاريخ: 2024-01-07 681
التاريخ: 2-2-2023 1148
التاريخ: 2024-05-06 369

رسالة من لسان الدين إلى سلطان تونس 

ولما خوطب لسان الدين من سلطان تونس بما لم يحضرني الآن أجاب عنه بما نصه: « المقام الإمامي الإبراهيمي المولوي المستنصري الحفصي ، الذي كرم فرعاً وأصلاً ، وشرف جنساً وفصلاً ، وتملى في ظل رعاية المجد ، من لدن المهد ، كرماً وخصلاً ، وصرفت متجردة الأقلام ، إلى مثابة خلافته المنصورة الأعلام ، وُجُوهٌ عبارة الكلام ، فاتخذ من مقام إبراهيم مصلى مقام مولانا أمير المؤمنين الخليفة الإمام أبي إسحاق ابن مولانا أبي يحيى أبي بكر ابن الخلفاء الراشدين ، أبقاه الله تعالى تهوي إليه الأفئدة كلما انتشت بذكره ؛ وتتنافس الألسنة في إحراز غاية حمده وشكره ، وتتكفل الأقدار بإنفاذ نهيه وأمره ، وتغرى عوامل عوامله بحذف زيد عدوه وعمره ، ويتبرع أسمر ، الليل وأبيض النهار بإعمال بيضه وسمره ، ولا زال حسامه الماضي يغني يومه في النصر عن شهره ، والروض يحيبه بمباسم زهره ، ويرفع إليه رقع الحمد ببنان قضبه الناشئة من معصم نهره ، وولي الدنيا والآخرة يمتعنا بهما بعد الإعانة على مهره ، يُقبلُ بساطة المعوّد الاستلام بصفحات الخدود ، الرافع عماده ظل العدل الممدود ، عبد مقامه المحمود ، ووارد غمر إنعامه غير المنزور ولا المثمود ، المني على نعمه العميمة ، ومنحه الجسيمة ، ثناء الروض المجود ، ، على العهود ، ابن الخطيب ، من باب المولى الموجب حقه ، المتأكد الفروض ، الثابت العهود ، المعتد منه بالود الجامع الرسوم والحدود ، والفضل المتوارث عن الآباء والجدود ، يسلم على متابتها سلام متلو على مثلها إن وجد المثل في الثاني ، ويعوذ كمالها بالسبع المثاني ، ويدعو الله تعالى لسلطانها بتشييد المباني ، وتيسير الأماني ، وينهي إلى علوم تلك الخلافة الفاروقية المقدسة بمناسب التوحيد ، المسئولية من مدارك الآمال على الأمد البعيد ، أن مخاطبتها المولوية تاهت على الملوك فارعة العلا ، مزعفرة الحلل والحلى ، ذهبية المجلى ، تفيد العز المكين ، والدنيا والدين ، وترعى في الآباء والبنين ، على مر السنين صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ﴾ (البقرة : 69) وقد حملت من مدحها الكريم ما أخفى للمملوك من قرة عين ، ودرة زين ، جبين الشرف الوضاح ، ومستوجب الحق على مثله من الخلق بالنسب الصراح ، والغرر والأوضاح ، والأرج الفواح ، فاقتي دره النفيس ، ووجد المروع في جانب الخلافة التنفيس ، وقراه لما قراه التعظيم والتقديس ، وقال يا أيها الملأ إني أُلقي إلى كتاب كريم ) ( النمل : (29) وإن لم يكن بلقيس ، أعلى الله تعالى تلك اليد مطوقة الأيادي ، ومحجلة الغمائم والغوادي ، وأبقاها عامرة النوادي ، غالبة الأعادي ، وجعل سيفها السفاح ورأيها الرشيد وعلمها الهادي ، ووصل ما ألطف به رعيها من أشتات بر بلغت ، و موارد فضل سوغت ، أمدتها سعادة المولى بمدد لم يضر معه البحر الهائل البحر الهائل ، ولا العدو الغائل ، وأقام أودها عند الشدائد الفلك الماثل ، لا بل الملك الذي له إلى الله الوسائل ، وحسب الجفن رسالتكم الكريمة لحظاً فصان وأكرم ، وعودة فتعوذ بها وتحرم ، وتولى المملوك تنفيق عروضها                      بانشراح صدره ، وعلى قدره، فوقعت الموقع الذي لم يقعه سواها ، فأما الخيل فأكرم مثواها ، وجعلت جنان الصون مأواها ، ولو كسيت الربيع المزهر حللا ، وأوردت في نهر المجرة علا ونهلاً ، وقلدت النجوم العواتم صحلا، ومسحت أعطافها بمنديل النسيم، وألحفت بأردية الصباح الوسيم ، وافترشت لمرابطها الحشايا ، وأقضمت حبات القلوب بالعشايا ، لكان بعض ما يجب، لحقها الذي لا يجحد فضله ولا يحتجب ، وما عداها من الرقيق والفتيان ، رعاة ذلك الفريق تكفله الاستحسان ، وأطنب الاعتقاد وإن قصر اللسان ، تولى الله تعالى تلك الخلافة بالشكر الذي يُحسب العطاء ، والحفظ الذي يسبل الغطاء ، والصنع الذي ييسر من مطا الأمل الامتطاء ، وأما ما يختص بالمملوك فقد خصه بقبوله تبركا بتلك المقاصد التي سددها الدين ، وعددها الفضل المبين ، وأنشد الخلافة التي راق من مجدها الجبين

قلدتني بفرائد أخرجتها من بحر جودك وهو ملتطم التبجح ورعيت نسبتها فإن سبيكة مما يلائم لونها قطع السبع

والمملوك بهذا الباب النصري أعزه الله تعالى على قدم خدمة ، وقائم بشكر منة لكم ونعمة ، وحاضر في جملة الأولياء بدعائه وحبه ، ومتوسل في دوام بقاء أيامكم ونصر أعلامكم إلى ربه ، وإن بعد بجسمه فلم يبعد بقلبه ، والسلام ، الطيب البر العميم، يخصها دائماً متصلاً ، ورحمة الله تعالى وبركاته الكريم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.