المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



العلاقة مع الله سبحانه وتعالى في كلام رسول الله "ص"  
  
210   01:26 مساءً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : نهج الرسول
الجزء والصفحة : ص39-41
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

 الحثّ على الارتباط بالله تعالى 

وروي عن الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادق، عن أَبِيهِ (عليهما السلام)، أنّه قَالَ:

  1. قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ: أُهْدِيَ إلى رسول اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا النَّبِيُّ  (صلى الله عليه وآله) بِجُلٍّ مِنْ شَعْرُ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا غُلَامُ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، وَاحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامك، تعرَّف إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجلَّ، فَقَدْ مَضَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ جَهَدَ النَّاسُ أن ينفعوك بِأَمْرٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهَدُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِأَمْرِهِمْ لَمْ يَكْتُبْهُ الله عليك لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِالصَّبْرِ مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تستطع فاصبر، فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكُرَبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»[1].

وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «أربعٌ مَنْ كُنَّ فِيِهِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ: مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُهُ شهادةَ أنْ لا إِلهَ إلا اللَّه ، ومَنْ إذا أَنَعَمَ اللَّهُ عَليْهِ النِّعَمَةَ قَالَ: الحَمْدُ للَّهِ، ومَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قال: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، ومَنْ إِذَا أَصَابْتَهُ مُصِيبَةٌ قال: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُون»[2].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «لَا يَسْتَوْحِشُ مَنْ كَانَ اللَّهُ أَنِيسَهُ، ولَا يَذِلُّ مَنْ كَانَ اللَّهُ أَعَزَّهُ، ولَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَانَ بِاللَّهِ غِنَاؤُهُ، فَمَنِ اسْتَأْنَسَ بِاللَّهِ آنَسَهُ اللَّهُ بِغَيْرِ أَنِيسٍ، ومَنِ اعْتَزَّ بِاللَّهِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِغَيْرِ عَدَدٍ ولَا عَشِيرَةٍ، ومَنْ يَسْتَغْنِي بِاللَّهِ أَغْنَاهُ اللَّهُ بِغَيْرِ دُنْيَاه »[3].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «وقَالَ (صلى الله عليه وآله): تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ بِقَلْبِهِ جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْعِبَادِ مُنْقَادَةً إِلَيْهِ بِالْوُدِّ والرَّحْمَةِ، وكَانَ إِلَيْه بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَع»[4].

 أقرب الناس إلى الله تعالى 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إِنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ جُوعُهُ وعَطَشُهُ وحُزْنُهُ فِي الدُّنْيَا، فَهُمُ الْأَتْقِيَاءُ الْأَنْقِيَاءُ الْأَحْفِيَاءُ الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ وتَحِفُّ بِهِمْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ، تَنَعَّمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وتَنَعَّمُوا بِذِكْرِ اللَّهِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ وافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ والرُّكَبَ، وَسعُوا النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ عَلَيْهِمْ لِفَقْدِهِمْ، ويَسْخَطُ اللَّهُ عَلَى بَلَدٍ لَيْسَ فِيهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، لَمْ يَتَكَالَبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَالُبَ الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُعْثاً غُبْراً يَرَاهُمُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ أَنَّ بِهِمْ دَاءً أَوْ قَدْ خُولِطُوا أَوْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ ومَا ذَهَبَتْ بَلْ نَظَرُوا إِلَى أَهْوَالِ الْآخِرَةِ فَزَالَ حُبُّ الدُّنْيَا عَنْ قُلُوبِهِمْ، عَقَلُوا حَيْثُ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاس»[5].
 

[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص412؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص203(قريب منه).

[2]  تفسير العيّاشي، ج1، ص69، ح127؛ دعائم الإسلام، ج1، ص223؛ الأمالي (المفيد)، ص76، ح1.

[3] مشكاة الأنوار، ص222، ح618.

[4] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص16، ح34؛ الدرّة الباهرة، ص17.

[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص100، الديلمي، إرشاد القلوب، ج1، ص135.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.