المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



عالم الغيب والشهادة  
  
417   09:02 صباحاً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج5 ص323 - 327
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

 عالم الغيب والشهادة

 

إنّ الاعتراض الذي وجهه زعماء بني إسرائيل الدينيون إلى المنافقين والمتوسطين منهم على خلفية إفشاء حقائق التوراة كان ناشئاً من نظرتهم المادية وإنزال الله المتعال إلى مستوى منزلة الموجود الطبيعي الذي يصيب العلم عبر إعلان الإنسان ويبقى جاهلاً مع كتمانه؛ والحال أن الله عز وجل هو: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الرعد: 9] ويعلم بما يظهر الناس وما يخفون: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77].

هذه الرؤية تشبه رؤية أعداء الله حيث ـ على أساس النظرة المادية وكتمان بعض خطاياهم في الدنيا ـ يعترضون على جلودهم لشهادتها عليهم يوم القيامة أنه: لماذا شهدتم علينا؟: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [فصلت: 19-21].

فيقول الباري تعالى: إنكم إذ كنتم تسترون ذنوبكم لم تكونوا تفعلون ذلك خشية شهادة أعضاء أبدانكم عليكم، بل لتوهمكم أنه إذا كان الشيء معلناً علمه الله، وإذا كان مكتوماً خفي عليه: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]. ثم يقول عز من قائل: أجل، لقد كان ظنكم هذا بربكم ظناً سيئاً وهو ما قادكم إلى الهلاك فأصبحتم من الخاسرين: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] كما يقول في موطن آخر: إن الله معكم إذ تبيتون وتجتمعون ليلاً: {وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108].

كما يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): احذروا أن تعصوا الله في خلواتكم؛ لأن شاهد اليوم هو عينه حاكم الغد: «اتقوا معاصي الله في  الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم» [1]. ويقول أيضاً: اعلموا أن الله يشهد خلواتكم: «ضمائركم عيونه وخلواتكم عيانه» [2].

ومن الجدير بالذكر هنا أن التفكر المادي المشار إليه لا يختص باليهود بل هو موجود لدى أغلب الناس الذين يعمدون إلى اقتراف الذنب في الخلوة. من هذا المنطلق يقول إمامنا الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في مناظرته حول البداء للمتكلم الخراساني (سليمان المروزي): «أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب» [3] وكان إصراره (عليه السلام) على أن لا يوجد هذا النمط من التفكر في أوساط المسلمين.

على أية حال فإن أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) الذين يودون نقل البشر من منطقة الشهادة والطبيعة إلى حيز الغيب وما وراء الطبيعة يقولون للناس: إن خلوتكم هي جلوة الباري تعالى، وإن ما ورد في الآداب الإسلامية من السلام عند دخول الدار حتى وإن خلت من أهلها: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور: 61] ، فهو لأجل أن الدار حتى وإن لم يكن فيها إنسان إلا أن ملائكة الله حاضرة فيها، ولابد للإنسان ان يراقب نفسه على الدوام وليعلم أنه لن يكون وحيداً في أي حال على الإطلاق فالله وجنوده حاضرون. فالمذنب الذي يعلم أن هناك من ينظر إليه في حال اقتراف الذنب سيوفق أكثر من غيره إلى التوبة؛ وذلك لأنه حافظ على رؤيته التوحيدية؛ وإن كانت شهوته العملية عائقاً مؤقتاً عن تأثير تلك الرؤية فيه؛ خلافاً لمن يرى في الخلوة ستاراً وغطاء له ويظن أن لا أحد على الإطلاق يراه في هذا المكان الخاص. إن شخصاً كهذا إنما هو مبتلى ـ في الحقيقة ـ بالرؤية المادية وقد ظهرت خصلة بني إسرائيل فيه ويوم القيامة سيوجه إليه الخطاب التالي: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ} [فصلت: 23] وهذا الفكر الباطل هو الذي سيؤدي به إلى السقوط: {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23].

ملاحظة: ليس معنى كون الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الرعد: 9] أن بعض الأشياء هي بالنسبة لله غيب وبعضها الآخر هي شهادة وأن الله سبحانه مطلع على القسمين معاً، بل إن الغيب والشهادة في هذا التعبير هما أمران إضافيان وهما هكذا بالنسبة لرؤية البشر ليس غير؛ وذلك لأن حقيقة العلم هي عبارة عن الشهود وحضور المعلوم، وحضور المعلوم لا ينسجم مع غيابه. فالكون بأسره مشهود للباري عز وجل وما من شيء غائب عنه.

فتقسيم العالم إلى غيب وشهادة لا يشبه تقسيم الموجود إلى مجرد ومادي الذي هو تقسیم حقيقي، بل هو بالنسبة الله تعالى من قبيل نفي الموضوع؛ بمعنى أن ما يكون عندكم على قسمين لا يكون عند الله سوى قسم واحد؛ وهذا يشبه ما جاء في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): «لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً» [4] حيث يشير إلى نفي الغطاء والستار، وليس بمعنى أن هناك ستاراً أمام عين قلبي وإذا أزيح فلن يضاف إلى يقيني شيء.

 


[1] نهج البلاغة، الحكمة 324.

[2] نهج البلاغة، الخطبة 199، المقطع 14؛ بحار الأنوار، ج 70، ص 365

[3] التوحيد للصدوق، ص 444، وبحار الأنوار، ج 10، ص 330

[4] بحار الأنوار، ج 40، ص 153؛ ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، ج 2، ص 47.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .