على الرغم من كون المياه الجارية في الأنهار لا تمثل سوى 0.006 % من مجموع المياه العذبة في الكرة الأرضية وحوالي 0.0001 % من إجمالي المياه في الكرة الأرضية. غير أنها تكتسب أهمية كبيرة في الدراسات التي تعنى بالموارد المائية والطبيعية، وذلك لكون الأنهار تعد من أكثر مصادر المياه على سطح الأرض استخداماً من قبل الإنسان ولها علاقة ارتباط وثيقة بحياة السكان ومراكز الاستيطان وطبيعة الأنشطة الاقتصادية المختلفة. وعلى الرغم من الضآلة النسبية للمياه الجارية في الأنهار إذ تقدر بحدود 2 ألف كم مقارنة بحجم المياه في الكرة الأرضية البالغة بحدود 1.4 مليار كم إلا أنها تعد من المكونات الديناميكية الأساس في الدورة الهيدرولوجية إذ تعمل على خلق توازن دائم في كوكب الأرض بين المياه في المحيطات والغلاف الجوي من خلال نقل الأمطار المتساقطة على سطح الأرض إلى المحيطات. كما تعد الأنهار من أهم أدوات التعرية (Erosional Agents) ونقل الرواسب (Sediments) على سطح الأرض، حيث تحمل مياه الأنهار خلال جريانها نحو المصبات في البحار والمحيطات كميات كبيرة ومتنوعة من الرواسب العالقة تقدر بحدود 13.5 مليار طن متري في السنة مما يسهم في تغيير مظاهر سطح الأرض وتكوين التـرب وتطوير خصائصها النوعية. فضلاً عن ذلك تكتسب المجاري النهرية أهمية كبيرة في الجانب السياسي لكونها تعد حدوداً سياسية تفصل بين المجال السياسي في العديد من الدول المتجاورة.