المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



ما رايكم بهذا الكلام ؟  
  
390   07:21 صباحاً   التاريخ: 2024-08-04
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج7 ، 41
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أهل البيت عليهم السلام /

السؤال : أود أن أطلعك على صفحة ـ يبدو أن الوهابية وراء ذلك ـ قد جمعوا فيها، بين أقوال من لا يمسك لسانه إلا الموت، وبين أقوال من لا يفهمونه لجهلهم بلغة العرب..

إنهم قد جمعوا أقوال خطباء شيعة، ومقتطفات من الكتب، وحتى اللطميات، وفي الحقيقة إذا كان لديكم معرفة في بعض أولئك الذين لا يتورعون ويطلقون كلامهم دون أن يدركوا مدى خطورة كلامهم..

واحد منهم: في ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام، يقول: إن المسيح عيسى يتشرف أن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب..

والثاني: أن الله لولا علي لم يخلق محمداً ولولا فاطمة لم يخلق علياً ومحمداً. وفاطمة هي سبب الخلق، وحدِّث ولا حرج، من فلتات لسان هؤلاء، لا أدري ماذا سيقولون لله يوم القيامة..

إنهم يظنون أنهم يحسنون إلى أهل البيت عليهم السلام، ولكن لا يعلمون أن أمثالهم كمحب غال..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

الجواب : بالنسبة إلى أسئلتكم نقول :

1 ـ إن ما يرد في الأشعار الشعبية واللطميات، لا يعبر عن الخصوصيات العقائدية للمذهب، لأن ذلك يصدر عن أناس لم يقل أحد بعصمتهم، ولا هم من العلماء بالدين، والعارفين بخصائصه، والمدققين في مزاياه..

2 ـ إنني لا أظن أن الذي قال عن المسيح عليه السلام: إنه يتشرف بأن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب عليهما السلام، كان يقصد بذلك أن المسيح عليه السلام، يعبد علياً عليه السلام، لأن هذا من الشرك والكفر، نعوذ بالله منه..

كما أنه لا يقصد العبودية بمعنى المملوكية له، على حد ملك السيد لعبده ورقيقه..

وإنما يقصد: أنه يفتخر أن يكون في خدمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، كما كان الإمام علي عليه السلام يقول: «أنا عبد من عبيد محمد..»(1).

أو كما يقول الإنسان للعالم، أو للرجل الكريم المسن: أنا في خدمتك، ورهن إشارتك. فإن هذا، إن كان على الحقيقة فهو راجح وصحيح، وإن كان على سبيل التواضع فهو أمر محبوب، ومرغوب أيضاً.. وهو من مفردات عظمة المتواضع، ومن دلائل كرامة من يتواضع له..

وقد يكون المقصود هو بيان أنه يجب على المسيح أن يطيع أوامر الإمام علي عليه السلام، كما يجب علينا إطاعته، وكما يطيع الولد أباه، والعبد سيده.. بل يجب أن يطيع حفيد الإمام علي عليه السلام، حيث إنه سوف ينزل في آخر الزمان، ويكون مع قائم آل محمد، يطيع أوامره، ويكون في خدمته..

3 ـ وأما بالنسبة للحديث القدسي، الذي يقول: «لولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(2).. فلا أرى فيه أي إشكال لو فهم في سياقه الطبيعي..

إذ إننا لو نظرنا إلى جسد إنسان، فسنرى أنه لولا الرأس فإن الجسد لا يقدر على أداء وظيفته رغم وجود القلب والرئتين، وإذا فقد القلب، فلا يفيد وجود الرأس شيئاً في تمكين الجسد من تأدية وظائفه، وكذلك الحال لو فقدت الرئتان..

وهكذا يقال بالنسبة للحديث الوارد، فإن عمل النبي صلى الله عليه وآله لا يكتمل, ولا يحقق المراد الإلهي الأقصى، بدون الإمام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام، وعملهما عليهما السلام، لا يكفي إلا بوجود رسول الله صلى الله عليه وآله. فالحكمة الإلهية تقتضي وجود الثلاثة: النبي محمد، والإمام علي، والسيدة فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين، ليمكن تحقيق الغاية، وإنجاز المراد..

4 ـ وأما حديث لولاك لما خلقت الأفلاك..(3) ، فهو واضح المعنى أيضاً، فإن جميع قضايا الحياة تقريباً قائمة على هذه المعادلة..

فإن الله الحكيم العليم لا يفعل إلا ما يوافق الحكمة، ويوافق الغرض، وهذا معناه أنه لا يخلق الخلق عبثاً، بل لا بد من غاية وهدف تتناسب مع عظمة الله سبحانه، ومع عظمة هذا الخلق، ومع دقة صنعه أيضاً، فالله الحكيم العليم القادر، لا يخلق الخلق ليجسد فيه النقص، والتلاشي، والفساد، بل ليتجلى فيه الكمال بأبهى، وأتم، تجلياته..

ومن الواضح: أن الكمال الذي يستحق أن يظهر، ويبرز بواسطة هذا الخلق، ليس هو إلا كمال رسول الله وأهل بيته الطاهرين..

إذ ليس في الفراعنة، والأبالسة، والشياطين، والمجرمين، والأشرار، أي كمال، وأما بعض مظاهر الكمال في سائر المخلوقات، فهي لا تستحق خلق هذا الوجود.. إذ إن كل كمال دون كمال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام لا يستحق الاهتمام، لأنه مشوب بالنقص..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

______________

(1) الكافي ج1 ص90 والاحتجاج ج1 ص313.

(2) مجمع النورين ص14 عن بحر المعارف .

(3) مستدرك البحار ج3 ص168.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.