أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-22
1101
التاريخ: 2023-08-28
820
التاريخ: 2023-11-11
899
التاريخ: 2024-04-06
817
|
ولم يكن حظ كريستيان الرابع بأحسن من حظ فردريك الخامس، فلقد هاجمه جيشان: الاول بقيادة مكسميليان امير بافاريا، والثاني هو الجيش الذي كان المغامر والنشتاين قد انشاه من اجل الامبراطور. وتم تكوين هذا الجيش دون ان يكلف الامبراطور شيئا، اذ انه كان جيشا يعيش على الاسلاب، وبلغت قوته 22,000 رجل، ودخل الحرب سنة 1625 ضد جيش ملك الدانمرك. وانهزم ملك الدانمرك، الذي كانت قواته قد توغلت في المانيا، امام الجيش الاول ثم الجيش الثاني سنة 1626، وراي ان ممتلكاته ومملكته قد اصبحت مهددة بالغزو، فاضطر الي عقد صلح لوبيك، الذي تعهد فيه سنة 1629 بعدم العودة للتدخل في شئون ألمانيا. وعندئذ وضحت اطماع فرديناند الثاني، الذي كان يسيطر على جيش والنشتاين، وأصبح في وسعه ان يسيطر على كل ألمانيا. وكان كاثوليكيا، ويرغب في سحق البروتستانت، وكان، بصفته امبراطورا، يرغب في تغيير دسـتـور ألمانيا. وحتى قبل صلح لوبيك، أصدر الامبراطور قرارا بضم كل الاملاك الكنسية التي كان البروتستانت قد اخذوها من الكنيسة الكاثوليكية الي املاكه، وكانت تضم أملاك اثنان من رئاسات الاسقفيات واثنتي عشر اسقفية ومائه وعشرين مطرانية. وأصبح على جيش والنشتاين أن ينفذ ذلك في طول المانيا وعرضها، هذه الممتلكات الشاسعة لأملاك الامبراطور، وكان في نفس الوقت يرغب في تغيير دستور المانيا وبشكل يجعل منه سيد ألمانيا. كما كان كل من ملك فرنسا وملك اسبانيا في مملكته، ويجعله يستغني عن كل المنتخبين والامراء، ويجعل الامبراطورية وراثية في أبنائه. وهكذا يتحول النبلاء الي رجال بلاط، بعد ان يفقدوا حقوقهم الانتخابية، ويصبحون تحت حكم الامبراطور المباشر، الذي سيلغي اماراتهم. التي بلغ عددها ما يقرب من اربعمائة، ولا تكون هناك سلطة في هذه الامبراطورية سوي رغبته. وكان هذا المشروع يمثل خطرا واضحا على دولتين أوربيتين هما: فرنسا، والسويد، اما فرنسا فأن هذا المشروع كان يهددها، خاصة وانه كان هناك هابسبورج اخرون يحكمون اسبانيا، ويمكن للمجموعتين. الاسبانية والالمانية وعن طريق ممتلكاتهما في ايطاليا وميلانو، ان يوحدا بين قواتهما، وبشكل يعيد تهديد فرنسا كما كان عليه الحال وقت امبراطورية شارل الخامس وفرنسوا الاول اي منذ قرن مضي من الزمن. فكان من الضروري اذن ان تتدخل فرنسا. حقيقة ان فرنسا كانت تواجه بعض الصعوبات الداخلية، ولذلك فان السويد هي التي ستتدخل اولا. وستقصر فرنسا دورها على تسهيل مثل هذا التدخل وأما السويد فقد كانت مهددة بطريق مباشر بالإمبراطور فرديناند خاصة وانه كان يأمل في انشاء قوة بحرية، واستولى على دوقيتين تطلان على بحر البلطيق، وكانت للسويد كذلك امال بالنسبة لبحر البلطيق، وتتعارض مع امال فرديناند الثاني. وكان ملك السويد في ذلك الوقت هو جوستاف ادولف، الذي كان مغرما بالحرب، وعمل على تطوير التكتيك، وحول السويد الي قلعة عسكرية تطل علي بحر البلطيق وكان لا يوافق على ان يقوم الامبراطور بالسيطرة علي بحر البلطيق المواجهة لبلاده. وكان يرغب في تحويل بحر البلطيق الي بحيرة سويدية، خاصة وان بلاده كانت فقيرة وراي ان مستقبلها سيكون مرتبطا بالبحر، وكان صراع مع بولندا، وما ان قام الامبراطور فرديناند بمساعدة ملك بولندا حتى اتخذ جوستاف ادولف ذلك ذريعة للتدخل في المانيا، خاصة وان ريشيليو قد ايده، فنزل بقواته في 4 يوليو سنة 1630، على سواحل المانيا. وفي نفس الوقت اجتمع الدايت في رايتسيون، وكان الامراء الكاثوليك يخشون من اطماع الامبراطور، وكان ريشيليو يؤثر عليهم وطالبوا الامبراطور بالتخلص من والنشتاين، وبتخفيض عدد الجيش الامبراطوري، وهددوا بعدم تأييده في حربه ضد جوستاف ادولف ووافق الامبراطور علي رغباتهم، سنة 1630، وأصبح بالفعل بدون قوة، وذلك في الوقت الذي عقد فيه ريشيليو تحالفا مع جوستاف أدولف. وكان تدخل جوستاف أدولف نقطة واضحة في حرب الثلاثين عاما، وكذلك في تاريخ الحروب الاوربية الحديثة وكان قد أدخل التعديلات على تنظيم الجيوش وتسليحها، وترتيب القوات على أرض المعركة، واستخدام التنظيم الرفيع بدلا من التنظيم العميق. وكان جيش والنشتاين يتكون من المرتزقة، وكان هو الجيش الوحيد الموجود في المانيا في ذلك الوقت، وسيجد نفسه في مواجهة جيش السويد، الذي كان جوستاف أدولف قد قام بإنشائه. وكان جيش السويد جيشا وطنيا، جمع من الفلاحين السويديين من اجل الواجب، لا المصلحة، وكان مدربا، ويخضع لنظام صارم وكانت أسلحته متطورة، ومن أجل تخفيف الثقل على المحاربين، فكانت كل من الحراب والبنادق أقصر في طولها، كما أنها كانت قد استغنت عن فتيل البندقية، وأصبحت تستخدم الخرطوش، الذي يجمع البارود والطلقة. كما أن المدافع كانت أخف، وفوهاتها من النحاس، ويجرها زوج من الخيل، الامر الذي يسهل الحركة، والمناورة، ويعطي سرعة إطلاق النيران وكانت هذه ميزة كبيرة للسويديين، في كل ارض، وفي كل ظروف مناخية، وبكفاءة نيران. ووصل جوستاف أدولف الي ألمانيا لكي يجد ان البروتستانت غير قادرين على الحركة. ولكن الموقف تعيير، بعد حريق مدينة مجد برج، الذي نسب الي جيوش الكاثوليك. وأنتصر جوستاف أدولف في معركة بريتنفيلد قرب ليبزيج على قوات (العصبة) الكاثوليكية، التي فقدت 9,000 قتيل و6,000 أسير. ولكن جوستاف أدولف اتجه صوب غرب ألمانيا، بدلا من يزحف على فينا وبوهيميا واستولت قواته على أقاليم الراين، حيث أمضت فصل الشتاء ثم زحـفت في ربيع 1632 على بافاريا، وواصلت عملياتها، إلى أن احتلت ميونيخ، 17 مايو، تمهيدا للزحف على فينا. ولقد تمكن قائد قوات الإمبراطور من تكوين جيش جديد، وهاجم إقليم ساكس حليف جوستاف أدولف، مما دفع بملك السويد إلى الإسراع لنجدة حليفه فوقعت موقعة لوتزن في 16 نوفمبر سنة 1632، التي قتل فيها جوستاف أدولف. ولقد ظلت قوات السويد تحارب في المانيا، إلى أن هزمت في معركة نورد لينجن، في 6 سبتمبر سنة 1634، فأسرع الأمراء البروتستانت بعقد صلح براغ مع الإمبراطور، في 30 مايو سنة 1635، وظهر الامبراطور مرة أخرى على أنه سيد ألمانيا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|