أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-6-2022
1774
التاريخ: 2024-06-10
496
التاريخ: 3-3-2022
1849
التاريخ: 12-3-2021
2907
|
تختلف مراتب الناس في العلم والتقوى والصلاح، وتبعاً لذلك يختلفون في الغايات التي يقصدونها في أعمالهم، وعليه، فيمكن أن نتصوّر للنيّة مراتب عدّة، هي:
1- نيّة مَن عمل خوفاً من العقاب، وحذراً من العذاب.
2- نيّة مَن عمل رغبةً في الثواب، ورجاءً له.
3- نيّة مَن عبد الله شكراً له على نعمه وعطاءاته، وعمل لأجل ذلك.
4- نيّة مَن عبد الله حياءً من مخالفته وعصيانه، بعد أن أدرك مقتضى العبوديّة له -سبحانه-.
5- نيّة مَن عبد الله شوقاً إليه، ورغبةً في التقرّب إليه.
6- نيّة مَن عبد الله، لأنّه وجده أهلاً للعبادة، وأدرك عظمته.
7- نيّة مَن عبد الله حبّاً له، واستجابةً للتعلّق القلبيّ الذي وجده في داخله تجاهه.
وهذه المراتب كلّها مراتب النيّة الصالحة التي لم يشبها شيء من مقاصد الدنيا، ولا يمنع صلاح النيّة كون بعض مراتبها تتعلّق بصرف العقاب أو جلب الثواب الأخرويّ، فإنَّ المانع من صلاح النيّة وخلوصها أن يشوبها شيء من أغراض الدنيا والتقرّب لغير الله تعالى.
وقد يتخيّل بعضٌ أنّ قصد النجاة من النار والفوز بالجنّة ينافي الإخلاص، باعتبار أنّ هذه النيّة غايتها دفع الضرر عن النفس أو جلب المنفعة لها، فالقصد والغاية لا زالا في دائرة النفس، وإخلاص النيّة أن تكون لله لا يشوبها شيء، لكنّ هذا يدفعه ما ورد في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾[1]، ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾[2]، ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾[3].
وفي كتابٍ لأمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض أوقافه: "هذا ما أوصى به، وقضى به في ماله، عبد الله عليٌّ، ابتغاء وجه الله، ليولجني به الجنّة، ويصرفني به عن النار، ويصرف النار عنّي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوه"[4].
وهذا لا ينافي كونه (عليه السلام) في أعلى مراتب الإخلاص، فهو على الأقلّ يدخل في باب التعليم والتوجيه وهو يكفي، فإخلاص النيّة لله هو الانبعاث عن أمره ونهيه، سواء كان خوفاً من عقابه أو طمعاً بثوابه أو انبهاراً بجمال جلاله وإقراراً بعظمته.
فإذا غلب على المصلّي الانشغال بأمور الدنيا والتفكير فيها، وجعل الصلاة من أجلها تحصيلاً للسمعة والرياء، لم يكن عمله بنيّة خالصة ولا صادقة، وإنْ قال: أصلّي قربةً إلى الله، لأنّ العبرة بالقصد لا بالقول. وكذلك إذا غلب على المدرّس والأستاذ حبّ الشهرة وإظهار الفضيلة، فليس عمله عن نيّة صلاح.
ويشترط في صحّة التكاليف العباديّة إخلاص النيّة، بأنْ لا يدخل فيها مع الله تعالى قصد غيره من المعبودين، لتقع العبادة انقياداً وإذعاناً لأمره دون الأغراض الأخرى. وأمّا الأعمال غير العباديّة، فإنّ اتّصافها بالانقياد والإذعان وترتّب بعض الآثار يتوقّفان على النيّة الخالصة أيضاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|