المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المشاكل المعيقة لتخطيط الخدمات - الخصائص الطبوغرافية لموقع الخدمات
2023-02-11
غزوتا قرقرة والسويق
11-12-2014
 منحني معايرة معقد الخارصين
2024-03-21
سنن الطواف
14-8-2017
كيفية الوضوء وجملة أحكامه
2024-10-15
فوتودايود انهماري avalanche photodiode
10-12-2017


الرؤيا وكشفها للواقع  
  
730   11:26 صباحاً   التاريخ: 2024-05-02
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص123ــ127
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-26 1174
التاريخ: 2024-10-13 394
التاريخ: 27-8-2022 1581
التاريخ: 2023-06-13 1021

من لطف الله على عباده أن جعل لهم قدرة على تجاوز العالم المادي، وتلمس عالماً فوق عالم الطبيعة، يشعر بكل ما يشعر به في حركته الطبيعية، في يقظته، فيحسها في منامه وذلك من خلال الرؤيا والمنامات التي يشاهدها النائم في نومه. ولم يجعلها الله عبثا. بل لها فوائد كثيرة قال تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43].

والرؤيا في المنامات قد تغير سلوك إنسان، وتبدل معتقد آخر وتحول تفكيره وتصرفاته، كل ذلك من خلال رؤيا رآها، أو رويت له بأن فلان شاهده في منامه ولم تكن هذه الأمور ضربا من الخيال، أو تخرصا من الجهل بل لها واقع، ولكن هذا الواقع يختلف درجته ووضوحه من شخص إلى آخر. فأصدق الرؤيا رؤيا الأنبياء (عليهم السلام): {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4].

ثم من يليهم في التقى والورع، مع ملاحظة صفاء النفس وقابليتها لرؤية ذلك العالم، فلذلك عبر الله عن ذلك بالبشرى، قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [يونس: 64].

ولكي تصدق الرؤيا فإن لها أوقاتاً تصدق فيه. كأن تكون الرؤيا في وقت السحر، أو قبل الغداة بساعة، وقد تصدق في غيرها، ولكن هذين الوقتين يشتهر فيهما الرؤيا الصادقة. ولتفسير الرؤيا ومعرفتها يحتاج إلى فن وعلم، وليس لأي شخص أن يقوم بتفسير الرؤيا، فقد يشاهد النائم شيئاً مقيتاً في رؤياه، وعند تفسيرها يكون تأويلها حسن، وقد يكون العكس بالعكس. وكيفما كان فإن للرؤيا جزء من الواقع كما جاءت به الروايات فعن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في تفسير الآية السابقة: «هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه»(1)،

يقول النبي (صلى الله عليه وآله): «لم يبق من النبوة إلاً المبشرات قالوا له يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: الرؤية الصالحة»(2).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: «إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من النبوة»(3)، أي أن لها جزء من الواقعية.

وعنه (عليه السلام): «رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزء من النبوة»(4).

وعندما نقول إنها جزء من سبعين جزء من النبوة فأنها تشير إلى حقيقة إمكان وقوع الرؤيا كما يراها النائم، ولكن لا يعني بالضرورة صدقها في كل حين، ومتى كانت كذلك فإن من الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس هو الحكم على الآخرين من خلال رؤيا رآها، أو حلم شاهده في منامه، فيبني عليه معتقداته، وتصرفاته وهذا الأمر لا يقبله الشارع الإسلامي مطلقاً. فإن الموازين التي يبني عليها الدين الأمور هو العقل والشرع، لا المنامات والأحلام وأضغاث الأحلام.

فلا يقول أحد إني رأيت الشخص الفلاني بشكل مقيت، فهو يدل على خبث سريرته وإذا كان العكس فيدل على طهارته، أو إن البعض يترك زوجته التي يريد أن يتزوجها بسبب أنه رأى شخصاً يقول له: لا تتزوجها ونحوه. فإذا كان الحال هكذا في الأمور الدنيوية فإنه من باب أولى أن يكون كذلك في الأمور الشرعية سواء كانت الرؤيا في المنام لإنسان عادي، أو لعالم كبير، أو لولي من أولياء الله فلا يصح التعبد، أو الاعتقاد بالأحكام من خلال المنامات. ولقد أستحق المحقق الحلي لقباً، وشرف هذا اللقب بسبب أنه لم يتعبد بالمنامات فقد كان صاحب الشرائع رحمه الله، يدرس في المسجد فدخل مجنون فأمر بطرد المجنون عن المسجد، في الليل رأى شخصا نورانيا يقول له: لا تطرد المجنون إذا دخل المسجد.

في اليوم الثاني جاء ذلك المجنون أيضاً، فقال لتلامذته اطردوا ذلك المجنون من المسجد، فطردوه وفقاً لأوامر الشيخ، وتكررت الرؤيا في الليلة الثانية وفي الليلة الثالثة وذلك الرجل النوراني ينهاه عن طرد المجنون من المسجد، إلا أن الشيخ يقوم بطرده، وفي الليلة الرابعة جاءه ذلك الشخص النوراني وقال له: يا أبا القاسم - كنيته أبو القاسم ويلقب بنجم الدين - لماذا طردت المجنون فلامه؟

قال له المحقق: لو رأيتك ألف مرة، أو سبعين ألف مرة لما غيرت رأي في طرد ذلك المجنون؛ لأن لدينا سبع روايات تأمر بطرد المجانين من المساجد، ولن أغير رأيي في الأحاديث الصحيحة بحسب رؤية رأيتها هذا أولا، وثانياً إن الرؤية ليست من مصادر الأحكام الشرعية فمصادر الأحكام الشرعية الكتاب والسنة والإجماع والعقل وليس من ضمنها عالم الرؤيا حتى تغير لنا الأحكام، التفت إليه ذلك النوراني قال له أردت أن امتحنك، فوجدتك محقاً، بعدها قص الرؤيا على تلامذته فشاع تلقيبه بالمحقق بين الجميع.

والحق يقال لو إن شخصا منا رأى مثل هذه الرؤيا لغير كل آرائه وأفكاره، ولكن المحقق يتبع ما ورد عن الله ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم ولم يلتفت إلى مثل هذه الأمور. فما يلزمنا هو العمل بالموازين الشرعية فقط. بل حتى لو وافقت الرؤيا الواقع والحكم الشرعي فلا يؤخذ به إتباعا للمنام أو لرؤية ولذلك يقول الصادق (عليه السلام): «إن دين الله أعز من أن يرى في النوم»(5).

وهذه الرواية تريد أن تشير إلى نقطة مهمة وهي أن دين الله عزيز بحيث لا يمكن لأحد أن يتلاعب بالأحكام الشرعية من خلال منام يشاهده، ولو فتح المجال لهذا الأمر لم يبقى من دين الله إلا القشور والخزعبلات وصار الإسلام دينا وهنا لا قيمة فيه.

_________________________

(1) الكافي8: 90.

(2) بحار الأنوار 61: 177.

(3) كتاب المؤمن: 35.

(4) أصول الكافي8: 90.

(5) الفصول المهمة 1: 689. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.