أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
698
التاريخ: 2023-10-23
801
التاريخ: 2023-06-06
928
التاريخ: 2024-08-23
239
|
دعاء اليوم الثاني:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرضاتِكَ، وَجَنِّبْني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقني فيهِ لِقِراءَةِ آياتِكَ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ.
أضواء على هذا الدعاء:
القرب تارة يكون قرباً حسياً ملموساً، مثل قرب بعضنا من بعض حيث أنّ هذا القرب يُلمس ويُحس وله أبعاده ومشخّصاته.
وتارة يكون قربا معنويا وهنا هو المطلوب في الدعاء، أيّ يا رب اجعلني بطاعتي وعبادتي في هذا اليوم قريبا إلى رضاك ورضوانك.
وقد فُسّر القرب بعدة تفاسير بالنسبة إلى قرب الله من عبده، في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
فقيل: قريب بالإجابة.
وقيل: قريب بالعلم، بمعنى أنّ علمه تعالى محيط بكل شيء، فهو يسمع أقوال العباد ويرى أعمالهم.
وهو منزَّه عن الانحصار في مكان وهو القائل: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [البروج: 20]، وهو تعالى متعالٍ عن القرب الحسيّ لتعاليه عن المكان ونظيره.
ثم يقول (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «وجنّبني فيه من سخطك ونقماتك».
ورد في اللغة: جنّبه الشيء تجنيبا، بمعنى: نحّاه عنه ومنه، قوله تعالى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] (1).
ومعنى ما ورد في الدعاء أي باعد بيني وبين ما يوجب سخطك ونقمتك، وهو المعاصي والذنوب التي تسبّب غضب الله وعذابه، والسّخَط والسُخْط ضد الرضا وقد سخط أي غضب، فهو ساخط وأسخطه أغضبه.
والنقمة جمعها نَقِمات ونقم عليه فهو ناقم أي عتب عليه، وانتقم الله منه عاقبه (2).
أي جنّبني يا ربّ عما يُسبّب عقابك وانتقامك، واجعلني من أهل طاعتك الذين يستحقون ثوابك وثوابهم جنّتك التي وعدت بها عبادك المخلصين.
ثم ينتقل النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في دعائه فيطلب من الله تعالى أن يوفّقه لتلاوة آيات القرآن الكريم فإنَّ شهر رمضان شهر القرآن، وشهر التلاوة، وشهر الذكر والقراءة المفيدة النافعة يجب أن تكون قراءة تدبّر وتأمّل، وتلاوة القرآن الكريم والإكثار منها يفتح آفاق النفس على رحاب الله تعالى، وتنفع صاحبها دنيا وآخرة.
قال الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى، صلّوا في الكنائس والبيع وعطّلوا بيوتهم فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الدنيا».
والقراءة في شهر رمضان لها حلاوة وطعم لذيذ؛ لأنّه موسم القرآن الكريم، وفي الحديث: «لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان»، يُستحب في سائر الأيام ختم القرآن ختمه واحدة في كل شهر، وأمّا في شهر رمضان فالمسنون فيه ختمة في كل ثلاثة أيام.
ثم يستمطر رسول الله (صلىاللهعليهوآله) رحمة ربّه الغفور الرحيم، بل هو الأرحم من كل شيء، وقد نعت ذاته المقدسة بأنّه أرحم الراحمين، وهو الرحمن الرحيم، والذي وسعت رحمته كل شيء، وسبقت رحمته غضبه.
__________________
(1) مختار الصحاح: 112.
(2) مختار الصحاح: 678.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|