أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-12
361
التاريخ: 2024-09-09
356
التاريخ: 2024-03-17
883
التاريخ: 2024-02-18
969
|
وهكذا يرى القارئ أن بعض ما أقامه أعظم فرعون في مصر من الآثار قد نصبت كالأعلام في العالم المتمدين تطلُّ على ربوع «القسطنطينية» «فروما» «فلندن»، ثم «نيويورك»، في حين أن بلاد الآلهة التي أُهدِيت إليهم هذه الأعلام الشامخة لا تملك مسلة واحدة من بينها. حقًّا إن مصر موطن المسلات الأصلية لا تملك إلى خمسة أمثلة من أعظم منشآتها المعمارية، من بينها مسلة حقيرة قُطِعت من الحجر الخشن أقامها «سيتي الثاني»، في حين أن أعظم هذه المسلات شهرةً وأكثرها جمالًا منصوبةٌ الآن في ممالك متحضرة لا يعتني أهلها بها عنايةً تليق بها، لدرجة أنهم لا يسمونها بأسماء الملوك العظام الذين أقاموها، والواقع أنه ممَّا يسجل بالعار على المدنية الحديثة أن نشاهد هذه الآثار الفخمة التي تتحدث عن مجدٍ أثيل غابر، قد أخذت تفقد من روائها وجمالها، إلى درجة أن نقوشها قد أخذت كذلك تتلاشى ويضيع رونقها. ويقول «أنجلباخ» مهندس البناء الإنجليزي: ماذا عساه يكون شعور «تحتمس الثالث» عندما أمر بقطع هذه المسلات للإله «رع»، لو أدرك أن واحدة منها ستُنقَل إلى أرضٍ لم يكن يحلم بوجودها في العالم، وأن الثانية ستقع في يد قومٍ كانوا وقتئذٍ شعبًا يهيم على وجهه في الأحراج؟ ومع ذلك فإن هذه المسلات بعد أن تقلبت عليها غير الزمن، وخيف عليها الغرق وأخطار القنابل، لا تزال باقيةً منتصبةً في مكانها بعد أن مضى على صنعها حقبةٌ من الزمن تربي على 3400 عام. وكذلك يعلِّق على ذلك المؤرخ «ويجل» بقوله الصائب: وإذا كان غرور جيلٍ مضى من الإنجليز، قد استحلَّ لنفسه إقامةَ مسلة في بلادهم قُطِعت من أفخر حجر الجرانيت الأحمر، لا يمكن أن تحفظ قيمتها وما تنطوي عليه من معانٍ إلا إذا كانت قد بقيت في التربة التي نشأت فيها، كما أن جمالها كان في حفظ لونها الرشيق الأصلي، فإن أقل ما كان يمكن أن يقوم به أهالي «لندن» في أيامنا هذه من الاحترام والتقدير لهذا الجندي القديم، الذي لا بد أنه يحتدم غيظًا وحنقًا (يعني تحتمس الثالث)، هو أن يحافظوا على نظافة أثره الذي أقامه لعيده الثلاثيني المقدَّس، فيميطوا عنه ما لحق به من أذًى، وألَّا يسموه بالاسم المفجع الخاطئ «مسلة كليوباترا«.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|