المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



أهمية علوم القرآن  
  
1208   01:57 صباحاً   التاريخ: 2024-03-18
المؤلف : الدكتور ضرغام كريم الموسوي
الكتاب أو المصدر : بحوث قرآنية على ضوء الكتاب والعترة
الجزء والصفحة : 104- 108
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

 

أهمية علوم القرآن :

         من خلال تعريف علوم القرآن يتضح مكانة وأهمية علوم القرآن في الثقافة الاسلامية؛ لأنه يتناول المصدر الأول من مصادر التشـريع الاسلامي ألا وهو القرآن الكريم , فأهميته نابع من أهمية ما تبحثه , هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن لبعض مباحث علوم القرآن العلاقة الوثيقة والارتباط المباشـر ببعض العلوم الاسلامية الاخرى التي تتوقف عليها , فعلى سبيل المثال لا حصـر نذكر مثالين هما :

      1- علاقة علوم القرآن بعلم التفسير

         ومن المعلوم أنه لا يستطيع أحدٌ أن يعمل بالقرآن إلاَّ إذا فهم معانيه ، ولا تُفهم معانيه إلاَّ بمعرفة تفسيره ، ولا يستطيع أحدٌ أن يخوض غمار التفسير إلاَّ إذا تسلّح بسلاح علوم القرآن ؛ فعلم علوم القرآن إذاً هو مفتاح الدخول إلى تفسير القرآن الكريم ، وتفسيرُ القرآن الكريم هو الطريق الموصل في النهاية إلى العمل بالقرآن العظيم ، ولا ريب أن العمل بالقرآن هو المقصود الأعظم الذي نزل القرآن من أجله. ونجد ذلك جليا في قول الامام علي % : عندما مر على قاض, فقال: (هل تعرف‏ الناسخ‏ من‏ المنسوخ؟‏ فقال: لا  , فقال: هلكت و أهلكت)[1].

      وعن أهمية علوم القرآن يقول محمد معرفة : (يكفيك أن تعلم أن ليس باستطاعتك الحصول على حقائق معاني القرآن الا عبر هذه البحوث , والتي هي مبادئ وتمهيدات لإمكان البلوغ الى تلك الغاية المنشودة)[2].

       فعلوم القرآن تساعد بشكل فاعل في فهم كتاب الله العزيز , وقد بلغة أهمية العلوم مبلغا بحيث لا يمكن فهم القرآن بشكل دقيق دون ملاحظتها , كمباحث أسباب النزول , والمحكم والمتشابه , والقراءات , فالمفسـر لا يستطيع الخوض في بيان مراد الله عز وجل الا بعد بيان علاقة الآيات فيما بينها؛ لان هذه العلاقات فيما بين هذه العلوم حاكمة بعضها على بعض .

       2- علاقة علوم القرآن بعلم اصول الفقه:

         ان معرفة علوم القرآن لابدّ لِمَن يريد أنْ يستنبط من القرآن أن يعرف علوم القرآن وإلاّ وقع في المحذور , فقد روى الإمام الصادق % عن جده أمير المؤمنين علي % أنّه قال لقاضٍ: (هَلْ‏ تَعْرِفُ‏ النَّاسِخَ‏ مِنَ‏ الْمَنْسُوخِ‏؟ قَالَ: لَا قَالَ, فَهَلْ أَشْرَفْتَ عَلَى مُرَادِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَمْثَالِ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا, قَالَ %: إِذاً هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ. وَ الْمُفْتِي يَحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَةِ مَعَانِي الْقُرْآنِ, وَ حَقَائِقِ السُّنَن...)[3]. ولابدّ من النّظر في غريب القرآن و المحكم والمتشابه , والأمر والنّهي , لأهمية ذلك في الاستنباط , ففي حديث يذم الإمام ابو عبد الله % من ترك هذه الأمور بقوله: ( وَ تَرْكِكُمُ‏ النَّظَرَ فِي‏ غَرَائِبِ‏ الْقُرْآنِ‏ مِنَ التَّفْسِيرِ بِالنَّاسِخِ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْي)[4]. وعليه لابدّ لمن يريد ان يستنبط من القرآن حكما ان يكون عارفا وعلىٰ بينة بعلوم القرآن (من اسباب النزول والمكي والمدني) وغيرها من علوم القرآن التي تساعد في فهم كتاب الله.

      وتوضيحه من خلال المراحل التي يمر بها المكلف لتحديد الحكم الشـرعي ويمكن بيانها على هذا الترتيب :

1ــ قطع المكلف بالحكم الشـرعي من أي طريق حصل له القطع بالحكم , سواء أكان عن طريق الوجدان أو النقل أو غيرها , وجب العمل بقطعه , وهو من البديهيات ، فان القطع عقلا منجز للتكليف في حالة الإصابة للواقع ، و معذر عند عدم الإصابة للواقع والمخالفة , و التنجيز والتعذير لا زمان عقليان للقطع بالحكم الشـرعي , ولا تنال يدُ الشـريعةِ القطعَ وضعا ولا رفعا. وبما أن المقام هو ظواهر الألفاظ في القرآن الكريم ,وان علوم القرآن أحدى تلك الظواهر القرآنية , فكان من المفيد جدا التعريج على كيفية إفادة الأصولي من علوم القرآن .  فالأصولي يتبع أسلوب الاستقراء في تتبع تلك العلوم, للخروج بقاعدة كلية تكون في الغالب مطردة , بحيث تعم اغلب أبواب الفقه , أو كما يعبر عنها السيد الشهيد الصدر بالعناصـر المشتركة في عملية الاستنباط[5], فمن خلال تتبع علوم القرآن يستطيع أن يصل إلى قاعدة كلية تحدد الطريق للفقيه , وتكون حجة له بحيث إذا أفتى في شيء قيل له : وما دليلك؟ استطاع أن يشير إلى تلك القاعدة , وهو كما يعرف بالعلوم الحديث من قابليتها للقياس والتقويم والتجربة , إذا له -  الأصولي-  وقفةٌ مع الناسخ والمنسوخ , والعام والخاص , والمطلق والمقيد , وأسباب النزول , وغيرها من علوم القرآن يبينها الباحث في محله , فلا يمكن تجاهل تلك العلوم لما لها الدور الأساس في بيان كثير من الأحكام من جهة , ومن جهة أخرى لما بين الآيات القرآنية من علاقة وثيق , لأن القرآن عبارة عن وحدة متكاملة لا يمكن تجاهل أي جزء منها , وهذا ما سار عليه الأولين وتابعهم عليه المتأخرون .  إذ من خلال تتبع علوم القرآن وعلاقاتها بالأحكام الشـرعية يستطيع الأصولي الوصول إلى دلالةٍ ربما لا يصل إليها إلا عن طريقها , لان بعض الأحكام أصابها النسخ , وبعضها أصابها التخصيص , وبعضها أصابها التقييد بعد أن كانت مطلقة , وبعضها له سبب نزول , وهذا يرجع إلى طبيعة القرآن وحكمة الله عز وجل من حيث مراعاة التدرج في التشـريع , فمن هذا لا يمكن الإغماض عن دور علوم القرآن في إرساء مجموعة لا يستغنى عنها من القواعد الأصولية.

2ــ عدم قطع المكلف بالحكم الشـرعي , وفي هذا الحال يرجع إلى الأدلة الظنية , التي ثبت اعتبارها وحجيتها بدليل معتبر من ناحية الشارع , وهو ما يسمى بالحجة بالعرض في مقابل الحجة بالذات وهو القطع , وهذه الطائفة من الأدلة الظنية ثبت اعتبارها وحجيتها بدليل شـرعي معتبر , أي أن الشارع أحال المكلف إلى العمل بها حال تعذر الطريق الأول , و تسمى عادة بـ (الإمارات) و(الطرق) و (الظنون الخاصة ) وذلك مثل (خبر الثقة الواحد) و(الإجماع ) و(الشهرة) وغير ذلك من الأدلة الظنية التي اعتبرها الشارع وتعبدنا بها , والا لا يمكن تصور وضع الشـريعة في حال عدم وجود ما يرجع اليه المكلف حال تعسـر الطرق القطعية. وبعض علوم القرآن يرجع إلى هذه الأدلة الظنية , إذ منها ما يرجع إلى الناسخ والمنسوخ , ومنها ما يرجع إلى تخصيص العام , أو تقييد المطلق , أو بيان أسباب نزول , أو المكي والمدني , أو غيرها من علوم القرآن , وتعامل هذه الظنون معاملة الظنون الخاصة , التي اعتبرها الشارع  , من حيث الاعتبار والتعويل عليها حال ثبوت كونها حجة في مقام الاستنباط.  فلا بد من استقراء مصاديق علوم القرآن , والبحث عن ما تنتجه من أحكام شـرعية , لبناء قواعد كلية تسعف الفقيه حال الاستنباط , ويرجع إليها حال وجود حوادث مشابهة , إذ لا يمكن تجاهل هذا , والوقوف في حيرة عند عدم معرفة واقعة معينة , لان القرآن يحوي خزين ثلاث وعشـرون سنة من الوحي , والتشـريع وإرساء دولة قائمة إلى قيام الساعة .

 


[1] العياشي: محمد بن مسعود:  تفسير العياشي 1: 12.

[2] معرفة : محمد هادي : التمهيد في علوم القرآن 1: 42.

[3] النراقي: احمد بن محمد: مستند الشيعة. ط1-1419هـ, المطبعة: ستارة, تحقيق الناشر: مؤسسة آل البيت ( لإحياء التراث, قم- ايران 17: 25.

[4] الكليني : الكافي 5: 69.

[5] ظ: الصدر : محمد باقر : الحلقة الأولى :12.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .