أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/11/2022
1295
التاريخ: 2023-09-12
1245
التاريخ: 10-7-2016
3107
التاريخ: 2024-03-14
840
|
اعتقاد الزيادة والنقصان في القرآن الكريم:
من الأمور العقدية ان ما بين ايدينا من كتاب هو كتاب الله عز وجل، حرمة اعتقاد خلافه، وان نسب بعض الى الامامية هذه الفرية ولكن لسنا بصددها، نرجع الى صلب الموضوع فيقول صاحب منهاج البراعة: (واعلم أنّ الحق المحقق المبرهن بالبراهين القطعية من العقلية و النقلية أن ما في أيدي النّاس من القرآن الكريم هو جميع ما أنزل اللّه تعالى على رسوله خاتم النّبيين محمّد بن عبد اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) و ما تطرّق إليه زيادة و نقصان أصلا؛ و مبلغ سوره مائة و أربع عشـرة سورة من لدن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) إلى الان بلا ريب و أنّ ترتيب الآيات في السور توقيفي إنّما كان بأمر النّبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) كما أخبر به الأمين جبرائيل عن أمر ربّه، و أنّ النّاس كانوا في عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) قبل رحلته يعرفون السور بأساميها، و أنّ رسم الخط في القرآن المجيد هو الرسم المكتوب من كتّاب الوحى في زمن الرّسول (صلى الله عليه واله وسلم) )(1). والذي تطمئن به القلوب و يزيدها إيمانا في عدم تحريف القرآن هو أن اللّه تعالى ضمن حفظ كتابه و تعهّد إعلاء ذكره ووعد اتمام نوره ومن أصدق من اللّه حديثا ووعدا و دونك الآية القرآنية في ذلك: قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، ففي الاية تاكيدات عديدة من الجملة الاسمية و الضمائر الأربعة الراجعة إليه تعالى و تكرار إنّ المؤكدة و لام التأكيد في خبر إنّ الثانية، و اسمية خبرهما و تقديم الجار و المجرور على متعلقه. ومن الأدلة على أنَّ القرآن محفوظ قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42]، وقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]، وقوله تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [القيامة: 17، 18] فهو المعجزة الباقية من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) بل في الحقيقة كلّ سورة منه معجزة على حالها.
أما من السنة فهناك مجموعة من الروايات نقتصـر على بعضها، وهي: ما روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) رواية لا يختلف فيها أحد وهي رواية الثقلين قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( إني مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)(2) . وهذا يدل على أنَّه موجود في كل عصـر ؛ لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت (ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وان الموجود بيننا من كتاب الله مجمعا على صحته .
وعن أَبِي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: ( ما بين الدفتين قرآن )(3) ، و قول الإمام أَبِي الحسن علي بن محمّد العسكري ' في رسالته إلى أهل الأهواز ، فقد كتب (عليه السلام): (اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أنّ القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون . . )(4).
ومنها ما جاء في رسالة الإمام أَبِي جعفر الباقر (عليه السلام) إلى سعد الخير: ( . . . وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده . . . )(5) .
وهنا نذكر مجموعة من اقوال العلماء في اعتقاد الامامية بالقرآن الكريم، يقول الشيخ الصدوق (ت381 هـ) :(إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشـرة سورة ، ....... ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب )(6).
ويقول الشيخ المفيد(ت413هـ) :(بل أميل إلى عدمه – التحريف- و سلامة القرآن عنه)(7). وينقل الطبرسي كلام الشـريف المرتضى(ت436هـ): )المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن، فإن القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له، وأنه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ويتلى عليه)(8). رأي الشيخ الطوسي(ت460هـ): (وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فمما لا يليق به أيضا ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصـره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات)(9).
فمن خلال ما تقدم تظهر عقيدة الشيعة في القرآن التي طالما طعن فيها، وهذه اقوال علمائهم المبرزين.
________________
1. الخوئي: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة 16 :250.
2. المفيد: محمد بن محمد: الإفصاح في الإمامة، ط1-1413 هـ، الناشر: مؤتمر الشيخ المفيد، قم:223.
3. الأصول الستة عشر: ط1- 1423 هـ، الناشر: مؤسسة دار الحديث الثقافية ،إيران، قم: 324.
4. ابن شعبة الحراني: الحسن بن علي: تحف العقول عن آل الرسول (. ط2-1404هـ ، الناشر: جماعة المدرسين، قم- ايران: 458.
5. الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 8: 53.
6. الصدوق: ابن بابويه، محمد بن علي: اعتقادات الإمامية، ط2- 1414هـ، إيران- قم: 84.
7.المفيد: محمد بن محمد بن النعمان: أوائل المقالات: تحقيق: الشيخ إبراهيم الأنصاري، ط2- 1414 - 1993 م، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان: 82 .
8. الطبرسي : تفسير مجمع البيان1 : 15 ، الفن الخامس .
9. الطوسي: التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب قصير العاملي، ط1- 1409هـ، طبع ونشر: مكتب الإعلام الإسلامي 1: 3.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|