أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-05
419
التاريخ: 2024-10-13
362
التاريخ: 2024-06-01
841
التاريخ: 2024-04-01
950
|
شكل 1: معبد «سنوسرت الأوَّل» بالكرنك.
لقد ظل طراز المعابد المصرية في عهد الدولة الوسطى مجهولًا إلى أن قام المهندس «شفربيه» بالعمل في إصلاح أساس «البوابة» الثالثة التي أقامها الفرعون «أمنحتب الثالث» في معبد «الكرنك»، فقد لاحظ أثناء العمل أن معظم الحجارة التي بُنيت منها هذه «البوابة» كانت حجارة منقوشة، وأنها كانت تُنتزع من مبانٍ أخرى ترجع إلى عهد أقدم من عهد هذه «البوابة» الآنفة الذكر، وقد بدأ العمل في استخراج هذه الأحجار وترتيبها منذ سنة 1924، واستمر العمل إلى سنة 1936، فاستخرج منها زهاء 951 كتلة من الأحجار المختلفة، وقد اتضح في نهاية الأمر أنها مأخوذة من أحد عشر مبنًى أثريًّا قديمًا، ولحسن الحظ وجد المسيو «لاكو» من بينها حجارة تؤلف معبدين كاملين تقريبًا: أحدهما يرجع تاريخه للأسرة الثانية عشرة، والثاني يرجع إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة. والذي يعنينا من هذين المعبدين الآن هو معبد الأسرة الثانية عشرة، وهو الذي أعاد «شفرييه» بناءه، ومادته من الحجر الجيري الأبيض الذي كان يُستخرج من محاجر «طرة»، وهو نوع الحجر الذي كان شائع الاستعمال في عهد الدولة الوسطى، ويفسر لنا استعمال هذا النوع من الحجر وقتئذ السر في اختفاء آثار هذا العهد؛ وذلك لأن القوم كانوا يحصلون عليه بمثابة جير يحرق ليستعمل في مبانيهم. وقد ظل هذا النوع من التخريب المشين منتشرًا إلى أن أسست مصلحة للمحافظة على الآثار، وقد ظل طراز هذا المعبد مجهولًا لعلماء الآثار حتى أعيد إقامة هذا المبنى «بالكرنك» سنة 1936، وهو يتألف من قاعدة مرتفعة مربعة الشكل تقريبًا يصل إليه الزائر بدرج ذي ميل خفيف من جهتين متقابلتين، ولكل منهما «درابزين» بسيط له قمة مستديرة ومنخفضة جدًّا، ويقع بين مجموعتي الدرج مطلع خفيف الانحدار، والظاهر أنه كان يستعمل ليُجرَّ عليه جرارة تحمل محراب الإله أو تمثاله (الإله آمون)، والمعبد المقام على هذه القاعدة المرتفعة يحتوي على ستة عشر عمودًا موزعة على أربعة صفوف؛ كل منها يحتوي على أربعة عمد، أقيم فوقها عقود وسقف مستوٍ، ويلاحظ أن العمد المقامة في واجهة المدخل وعند مخرجه، وهي التي تقابل السلالم؛ رباعية الشكل ليرتكز عليها عقود الواجهة المقامة طولًا، والعقود الموضوعة عرضًا. أما الأعمدة الثمانية الباقية فتكاد تكون مربعة (64 × 62) سنتيمتر، ويشاهد أن الأعمدة الخارجية متصلة بقواعدها بوساطة «درابزين» غير مفرَّغ ومستدير، إلا التي في وجه درج السلم فليست كذلك؛ وذلك لارتفاع دعامتها، وعقود المعبد موزعة في أربعة صفوف موازية لمحور المعبد ومكملة لواجهتي المدخل والمخرج بصفين عموديين للعقود الأولى، ويرتكز على هذه العقود أو السقف. وقد قصد أن تكون هذه الأحجار بارزة بعض الشيء لتكون بمثابة طنف للمعبد (كرنيش)، أما زخرف الجدران فقد صُنع بكل دقة وعناية. فنشاهد أولًا على القاعدة المرتفعة منظرًا يحتوي على أرقام خاصة بحاجيات المعبد على ما يظهر، غير أنها لم تحَل بعد حلًّا مؤكدًا، ويشاهد ثانية على قاعدة العمد الخارجية وعلى الجزء المستوي من خارج «الدرابزين» منظرًا نُقش عليه أسماء مقاطعات الوجه القبلي، والوجه البحري، كما سبق الإشارة لذلك. وهذا المنظر فضلًا عن أهميته التاريخية والجغرافية قد سهل علينا معرفة الجهات الأصلية لاتجاه المعبد. ونعرف أن مقاطعات الوجه البحري كانت في الجهة الشمالية، ومقاطعات الوجه القبلي على الواجهة الجنوبية، في حين أن واجهتي المدخل والمخرج كانتا في الشرق والغرب على التوالي، وكان مرسومًا على كل واجهة عدد من صور إله النيل تحمل القرابين. وثالثًا نجد على كل العمد في الجزء الأعلى الواقع فوق المساحة التي تشغلها هذه القائمة الجغرافية أو على سطح عارٍ من النقوش، أولًا سطرين أفقيين من الكتابة تحدثنا بأن هذا المعبد كان قد أقيم احتفالًا بالعيد الثلاثيني الأول (حب سد) للفرعون «سنوسرت الأول»، وأسفل ذلك صف آخر يحتوي على منظر قربان يقدمها الفرعون للإله «آمون رع»، ويلاحظ أن هذا الإله قد مثل في معظم مناظر المعبد في صورة الإله «مين». وكذلك يشاهد على أوجه العمد العريضة، وهي العمد المستطيلة الشكل، أن عدد الأشخاص الذين رسموا عليها لا يزيد عن ثلاثة، ونجد على بعضها الإله «منتو» إله طيبة القديم يقدم الفرعون للإله «آمون»، وهذا المنظر له أهمية عظيمة الشأن من الوجهة الدينية؛ إذ يؤكد لنا التاريخ الذي تخلى فيه الإله «منتو» إله «طيبة» المعبود الرسمي للبلاد في عهد الأسرة الحادية عشرة عن مكانته هذه للإله «آمون» بوصفه أولًا معبود مدينة «طيبة»، ثم الإله المقدس الرسمي لمصر كلها. هذا ويشاهد فوق الصفوف المنقوشة التي تحتوي هذه المناظر متن ديني كتب في أسطر عمودية توِّجت بصورة النسر أو الصقر حسب شكل الأعمدة؛ إذ كان بعضها مربعًا فكان يرسم عليه النسر والصقر معًا، وبعضها مستطيلًا فكان يرسم عليه الصقر وحده. وأخيرًا نجد على العقود منقوشًا صيغة إهداء المعبد جاء فيها أن هذا الأثر قد أقامه «سنوسرت الأول» ليكون فخارًا لوالده «آمون رع» من الحجر الجيري الأبيض المستخرج من محاجر طرة. ويلاحظ أن الزخارف والإشارات الهيروغليفية والمناظر قد حُفرت بإتقان بالغ، وقد نُقشت كلها بالحفر البارز، ولا يُستثنى من ذلك إلا إطارات الأبواب التي نُقش عليها ألقاب الملك وأسماء المقاطعات، وأسماء إله النيل، ومنظر الأرقام، فإنها قد نُقشت نقشًا غائرًا، والأخيرة خاصة بالمقاطعات. وكانت الإشارات التي تزين بها إطارات الأبواب قد لوِّنت باللون الأزرق، أما الطنف (الكرنيش) التي كانت تمثل في هيئة خوص جريد النخل فقد كان عسفها ملوَّنًا بالأزرق فالأبيض فالأحمر على التوالي، وخلافًا لهذه الألوان، فإنا لم نجد أثرًا لأي لون آخر في أي جزء من أجزاء المعبد الباقية. ومما يلفت النظر وجود خروق صغيرة في مباني المعبد مما يوحي إلينا بأن جدرانه كانت مغطاة بورقة من الذهب قد ثُبتت بدسر من الخشب في هذه الخروق (A. S. Vol. XXXVIII, P. P. 567 f.f). أما «سنوسرت الثالث» فإنه شيد معبدًا للإله «حرشف» في «إهناسة المدينة»، ومما هو جدير بالملاحظة في هذا الصدد أننا نجد أسماء هؤلاء الملوك وتماثيلهم في كل المدن التي أمكن أن نجد فيها آثارًا لم تغمرها مباني الدولة الحديثة، أو لم يمحُها الزمن مثل «تانيس»، وفي بقعة بالقرب من «نبيشه» (آمت)، وفي تل المقدام (مدينة الأسد)، وفي وسط الدلتا؛ وهذا يبرهن لنا عن مقدار الدور الهام الذي لعبته الدلتا في ذلك الوقت وفي الإمبراطورية المصرية. والواقع أن هذا الشطر من البلاد المصرية لا نكاد نعرف عن آثاره وقتئذ شيئًا يذكر (راجع: (Mariette, “Karnak” II; “Petrie” Abydos, I, II, Maclver and Mace, El Amrah)).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|