أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015
8669
التاريخ: 2023-09-19
1096
التاريخ: 2023-06-01
1109
التاريخ: 23-04-2015
1906
|
الوقفُ والابتداءُ
مقدمة:
يُعتبرُ الوقفُ والابتداءُ، مِنْ حيثُ الأهميَّةُ، نصفَ الترتيل، حسبَما عرَّفَهُ أميرُ البلاغةِ الإمامُ عليٌّ عليه السلام، حيثُ قالَ في تعريفِ الترتيلِ:
الترتيلُ: تجويدُ الحروفِ ومعرفةُ الوقوف
فمعرفة الوقوفِ تعني ضبطَ عمليَّةِ الوقفِ والابتداءِ، حتى تكونَ الجملةُ واضحةَ المعنى دونَ خللٍ.
طبعاً هناكَ تفصيلاتٌ عديدةٌ في ما يخصُّ الوقفَ والابتداءَ، لكنْ نحن سوفَ نقتصرُ على قسمينِ فقطْ مِنَ الوقفِ والابتداءِ: قسمٌ مسموحٌ، وآخرُ ممنوعٌ.
بدايةً نقولُ: إنَّنا، وبشكلٍ طبيعيٍّ، نبدأُ من أوَّلِ الآيةِ وننتهي عند آخرِها, أيْ نقفُ على نهايةِ الآيةِ.
لكنْ، إذا كانتِ الآيةُ طويلةً، فكيف يكونُ الوقفُ والابتداءُ؟
هنا، لا بدَّ مِنْ مراعاةِ معنى الجملةِ الموقوفِ عليها عند الوقفِ؛ فلا نقفُ على كلمةٍ تخلُّ بالمعنى، أو نبدأُ بكلمةٍ تخلُّ بمعنى الآيةِ أيضاً.
أمثلةٌ حولَ ضبطِ عمليَّةِ الوقفِ:
المثال الأول: قال تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ} [الرعد: 18].
لو وقفنا على كلمة (لَهُ) فإنّ ذلك سيترتب عليه اشتراك الذين لم يستجيبوا لله ولم يذعنوا لأحكامه مع الذين استجابوا له وأذعنوا لأوامره ونواهيه في الجزاء، ولا شك أن هذا الاشتراكَ باطلٌ.
فالوقفُ الصحيح يجب أن يكون على كلمة (الْحُسْنَى).
المثال الثاني: قال تعالى: {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ } [آل عمران: 20].
لو وقفنا في هذه الآية على كلمة (تَوَلَّوْاْ)، فإنّ هذا يترتب عليه التسوية في الاهتداء بين مَن أسلم ومَن تولّى عن الله، وهذا المعنى بيّن الفساد.
فالوقفُ الصحيحُ يجب أن يكون على كلمة (اهْتَدَواْ).
أمثلةٌ حولَ ضبطِ عمليَّةِ الابتداء:
المثال الأول: قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17].
هنا لو ابتدأنا من كلمة (إنّ اللهَ) لكانَ إقراراً بأنّ اللهَ هو المسيحُ ابنُ مريم! (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
المثال الثاني: قال تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ } [الصافات: 151، 152].
وهنا أيضاً لو ابتدأنا من كلمة (وَلَدَ اللهُ) لكانَ إقراراً بأنّ للهِ ولداً (والعياذ بالله)! قال تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3].
لذلك وضعَ علماءُ التجويدِ رموزاً للوقفِ والابتداءِ، عَدَدُها ستَّةٌ، وسوف نذكرُها بالتفصيلِ لأهمِّيتها. ولا بدَّ للقارئِ أنْ يلتزمَ بها.
رموزُ الوقفِ:
ۘ: علامةُ الوقفِ اللازمِ، وتوضعُ حيثُ يكونُ المعنى قدْ تمَّ، ولا يتَّضحُ إلّا بالوقفِ، وقدْ يؤدِّي عدمُ الوقفِ في هذه المواضعِ إلى التباسِ المعنى.
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ}.
ۙ: علامةُ الوقفِ الممنوعِ، بحيث لا يجوز الوقفُ على الكلمة والابتداءُ بما بعدها.
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ}.
ۖ: علامةُ الوقفِ الجائزِ معَ أولويَّةِ الوصلِ.
﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
ۗ: علامةُ الوقفِ الجائزِ معَ أولويَّةِ الوقفِ.
﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.
ج: علامةُ الوقفِ الجائزِ دونَ أولويَّةٍ للوصلِ أو الوقفِ.
﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.
؞ ؞: علامةُ تَعانُقِ الوقفِ، بِحيثُ إذا وقفَ القارئُ على أحدِ الموضعينِ فلا يقف على الموضع الثاني. وهي تدلُّ على جوازِ الوقفِ على أحدِهما.
كما أنه يجوزُ عدمُ الوقفِ على أيٍّ مِنَ الموضعينِ:
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾.
ففي هذه الآية يجوز الوقف على كلمة (ريب) من دون الوقف على كلمة (فيه)، ويجوز الوقف على كلمة (فيه) من دون الوقف على كلمة (ريب)، كما يجوز قراءة الآية كلها بنفسٍ واحد.
أمّا إذا كانتِ الآيةُ طويلةً، ولم يكن هناك رمزٌ مِنْ هذهِ الرموزِ للوقفِ عليهِ، فإنَّنا نختارُ كلمةً مكمِّلةً للمعنى، ونقفُ عليها، ثمَّ نعيدُ من الكلمة التي يحسن الابتداءُ بها، ونكمل الآية.
تطبيقات
{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}.
الآية 23:
إذا لم نستطع قراءة الآية حتى آخرها، نقف على كلمة ﴿الأَنْهَارُ﴾، ثم نعيد من عند ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ إلى كلمة ﴿رَبِّهِمْ﴾ ومن ثم نكمل حتى نهاية الآية.
الآية 24:
إذا لم نستطع قراءة الآية حتى آخرها، نقف على كلمة ﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾، ومن ثم نعيد من عند ﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾ حتى نهاية الآية.
تمارين
تمارينُ حولَ الوقفِ والابتداءِ:
نقرأ هذه الصفحةَ مع مراعاةِ مَحالِّ الوقفِ والابتداءِ.
{يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 37 - 41].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|