المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عمره وأولاده (عليه السلام)
17-04-2015
فوائد الأشجار – الخشب
2023-02-27
الخواص النوعية لتيلة القطن (متانة القطن)
2024-09-26
الطفل والنماذج المغلوطة
15-1-2016
في حجّية المرسل.
15-8-2016
العوامل التحليلية - الابصار المجسم stereoscopic vision
22-6-2022


مدائح ابن اللبانة في بني عباد  
  
964   08:07 صباحاً   التاريخ: 2024-01-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص: 256-258
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

مدائح ابن اللبانة في بني عباد

وكان الداني المذكور مائلا إلى بني عباد بطبعه إذ كان المعتمد هو الذي جذب بضبعه وله فيه المدائح الأنيقة التي هي أذكى من زهر الحديقة فمن ذلك قوله من قصيدة يمدحه بها ويذكر أولاده الأربعة الذين عمروا من المجد أربعه وهم الرشيد عبيد الله والراضي يزيد والمأمون والمؤتمن وكانوا نجوم ذلك الأفق وغيوث ذلك الزمن ولقد أجاد في ذلك كل الإجادة و أطال لمجدهم نجاده :

يغيثك في محل يعنيك في ردى                       يروعك في درع يروقك في برد

جمال وإجمال وسبق وصولة                          كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد

بمهجته شاد العلا ثم زادها                           بناء بأبناء جحاجحة لد

بأربعة مثل الطباع تركبوا                             لتعديل ذكر المجد والشرف العد

والمأمون بن المعتمد قتله لمتونة بقرطبة والراضي يزيد قتلوه برندة كما سقنا خبره آنفا وفي حالتهم هذه يقول الشاعر المشهور عبد الجبار بن حمديس الصقلي :

ولما رحلتم بالندى في أكفكم                            وقلقل رضوى منكم وثبير

رفعت لساني بالقيامة قد دنت                          فهذي الجبال الراسيات تسير

وفي قصة المعتمد يقول الداني المذكور:

لكل شيء من الأشياء ميقات                     وللمنى في مناياهن غايات

والدهر في صفة الحرباء منغمس                          ألوان حالاته فيها استحالات

ونحن من لعب الشطرنج في يده                           وطالما قمرت بالبيدق الشاة

انفض يديك من الدنيا وزينتها                          فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا

وقل لعالمها الأرضي قد كتمت                           سريرة العالم العلوي أغمات

وهي طويلة ذكرها الفتح وغيره .

وللداني أيضا قصيدة عملها في المعتمد وهو بأغمات سنة 486 :

تنشق بريحان السلام فإنما                    أفض به مسكا عليك مختما

وقل لي مجازا إن عدمت حقيقة            لعلك في نعمى فقد كنت منعما

أفكر في عصر مضى بك مشرقا           فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما

وأعجب من أفق المجرة إذ رأى            كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما

لئن عظمت فيك الرزية إننا               وجدنا لك منها في الرزية أعظما

قناة سعت للطعن حتى تقسمت           وسيف أطال الضرب حتى تألما

ومنها :

بكى آل عباد ولا كمحمد                   وأولاده صوب الغمامة إذ همى

حبيب إلى قلبي لوله                       عسى طلل يدنو بهم ولعلما

صباحهم كنا به نحمد السرى              فلما عد مناهم سرينا على عمى

وكنا رعينا العز حول حماهم             فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى

وقد ألبست أيدي الليالي قلوبهم           مناسج سدى الغيث فيها وأحلما

قصور خلت من ساكنيها فما بها         سوى الأدم تمشي حول واقفة الدمى

 

 

                                                  

تجيب بها الصدى وطالما                 أجاب القيان  الطائر المترنما

كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى          بها الوفد جمعا والخميس عرمرما

ومنها :

حكيت وقد فارقت ملكك مالكا                           ومن ولهي أحكي عليك متمما

مصاب هوى بالنيرات من العلا                          ولم يبق في أرض المكارم معلما

تضيق علي الأرض حتى كأنما                           خلقت وإيها سوارا  ومعصما

 ندبتك حتى لم يخل لي الأسى                             دموعا بها أبكي عليك ولا دما

وإني على رسمي مقيم فإن أمت                          سأجعل للباكين رسمي موسما

بكاك الحيا والريح شقت جيوبها                        عليك وناح الرعد باسمك معلما

ومزق ثوب  البرق واكتست الضحى                 حدادا  وقامت أنجم الجو أفحما

وحار ابنك الإصباح وجدا فما اهتدى                وغار أخوك البحر غيضا فما طمى

وما حل بدر التم بعدك دارة                           ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما

قضى الله  أن  حطوك عن ظهر أشقر               بشم وأن أمطوك أشأم أدمها

وكان  قد انفكت عنه القيود : فأشار إلى ذلك بقوله فيها :

قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت                    قيودك منهم بالمكارم أرحما

عجبت لأن لان الحديد وأن قسوا                لقد كان  منهم بالسريرة أعلما

سينجيك من نجى من السجن يوسفا              ويؤويك من آوى المسيح بن مريما

ولأبي بكر الداني المذكور في البكاء على أيامهم وانتشار نظامهم عدة مقطوعات وقصائد هي قرة عين الطالب ونجعة الرائد وقد اشتمل عليها جزء لطيف صدر عنه في هيئة تصنيف سماه السلوك في وعظ الملوك ووفد على المعتمد وهو بأغمات عدة وافدات  لم يخل في جميعها من إفادات وقال في إحداها هذه وفادة وفاء لا وفادة اجتداء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.