أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-05
487
التاريخ: 2024-05-28
699
التاريخ: 2024-08-06
498
التاريخ: 2024-06-29
601
|
وبعد الرحلة التي قام بها هذا الفرعون إلى «شط الرجال» نجد منقوشًا على صخور أسوان: السنة الواحدة والأربعون في عهد «نب حبت رع» أتى حامل خاتم الملك ورئيس الخزانة خيتي [الذي وضعته «ست رع» المبرأة]، إلى «واوات» بسفن … ونجد كذلك نقشًا آخر يقول: السنة الواحدة والأربعون في عهد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نب حبت رع» عاش مثل رع مخلدًا، لقد كنت مراقبًا في مقاطعة عين شمس الشرقية، وموضع ثقة مليكي في العرابة، الحاكم «مري-ثني» (Petrie, Season Pl. VIII. Nos. 213, 243: Maspero, Ibid P. 462; Breasted, A. R, 1, Par. 426, Deir el Bahari P. 117). ثم بعد ذلك بخمسة أعوام مات حامل الخاتم «مرو» في السنة السادسة والأربعين من عهد هذا الفرعون (Lanzone, Catalogo P. 117, Farina II Regio Museo di Torino, P. 13. Pl. 40). الذي كان بدوره طاعنًا في السن وقتئذ، وبعد انقضاء خمسة أعوام قضى الفرعون نحبه و«ذهب إلى الأفق «. ولسوء الحظ ليس لدينا تفاصيل عن الحروب التي دارت على أطراف الدلتا مع الأقوام المعادين من «العامو» و«المنتو» ومن المحتمل أن اللوبيين كانوا يناصرونهم في تلك الحروب (Naville, Ibid I. 5 Pl, XIV: Petrie, History I P. 141). على أنه حتى في الأمور الداخلية التي لها اتصال وثيق بحالة البلاد الاجتماعية ليست لدينا معلومات ذات شأن إلا نتفًا ضئيلة نعثر عليها الفينة بعد الفينة، فمثلًا نقرأ على لوحة في متحف نيويورك (M. M. A. 14. 2. 7. & Winlock, A. J. S. L. 1915 P. 15 No. 2). أن موظفًا يدعى «ماعت» يشير إلى أن صديق الملك ومدير ماليته «ببي» هو الذي ستؤول إليه أملاكي، ولا بد أن «ماعت» هذا قد وصى بأملاكه له، ومن المحتمل أن «ببي» هذا هو الرجل الذي نسمع عنه في تاريخ متأخر عن هذا، وهو الذي أصبح وزيرًا كما نشاهد ذلك في نقوش معبد الدير البحري (Davies, Five Theban Tombs, P. 39). ولدينا عدة لوحات جنازية عن عصر هذا الفرعون، ولكنا لا نستطيع أن نحدد لها تواريخ معينة، ومن أهم هذه اللوحات وأقربها عهدًا إلى العصر الثاني لحكم هذا الفرعون؛ أي وقت أن انتحل لنفسه ألقابه الجديدة، ثلاث لوحات تحمل اسم «أنتف» بن «مايت» الذي كان يلقب بالأمير والحاكم وحامل خاتم ملك الوجه البحري، وتوجد واحدة من هذه اللوحات بكل من لندن وبرلين وكوبنهاجن، فالأولى منها قد أحصى فيها ملكيته.
(Peet, “Liverpool Annals Archaeology” 1914-1915 P. 82 & Winlock, A. J. S. L. 1915 P. 5, 18).
ويقول فيها: هذا كل ما أمتلك أصلًا وما أكسبنيه «نب-حبت-رع»؛ لأنه كان يحبني حبًّا عظيمًا. وهو يلتمس في نقوشها خبزًا نقيًّا في معبد «منتو» وموائد قربان في معبد «أوزير» ثم يتلو علينا شروط عقد أبرم مع الكاهنين» «نختيو» Nekhtui و«أنتف» للاعتناء بروحه. أما اللوحتان الأخريان فتذكران كيف أنه وجد المزار الجنازي لمقبرة الحاكم «نختي أقر» ويحتمل أن يكون قبره قد خرب … وليس هناك من يفكر في شأنه، وعلى ذلك يقول: أمرت ببنائه من جديد … حتى يصبح اسمي طيبًا على الأرض وذكراي حسنة في القبر.
لوحتا «خيتي»: وتوجد كذلك لوحتان أخريان لم يدوَّن عليهما تاريخ، وهما لموظف يدعى «خيتي» وقد عاش في حكم ملك يدعى «منتو حتب» ولا شك في أن المقصود هنا هو «نب حبت رع»، (Gardiner J. E. A. 1917 P. 28 ff). وتمتاز واحدة منهما بما جاء فيها من الأسماء الجغرافية الجديدة التي ذُكرت عليها، وبأنواع المعادن التي جلبها معه الفرعون، على أن الغريب في ذلك أن من يقرأ محتويات هذه اللوحة لا يشعر بأن «خيتي» هذا قد تجاوز في رحلته هذه حدود شبه جزيرة سينا، وهاك النص الذي جاء بعد الصيغة الدينية المعتادة يقول فيها: لقد كنت حامل خاتم الإله(1) «أرسلت» لأجل أن أضعف قوَّة البلاد الأجنبية، وعندما كنت في إقليم المعادن فحصته وسحت حول أقاليم «ثنهت» Thenhet وعندما كنت في بيوت «رجل» الشمال ختمت خزائنه التي في جبل «بيت حور في مدرج الفيروز» بعد أن أخذت فيروزًا من منجم «برشمع» وقد حاولت كرة أخرى في منجم آخر يسمى منجم … وهو منجم قد عمل لحور (الملك) نفسه، ولما كنت قد خرجت في هذه البعثة بأمر سيدي هذا فإني فعلت ما أراده، ولقد كنت مبعوثه والمماثل لقلبه وصورة صدره، ولقد أدَّيت له ما أراد كأن ما فعل كان للإله نفسه، ولقد عاقبت الأسيويين في بلادهم، ولقد كان الخوف منه هو الذي نشر هيبتي، ونفوذه هو الذي بث الرعب مني، حتى إن البلاد التي وصلت إليها صاحت قائلة: مرحى مرحى بقوَّته، إن حبه هو الذي جعل الأرضين تتحدان له والآلهة تسعد زمنه، وعدت في سلام إلى قصره وأحضرت له طرائف البلاد الأجنبية من معدن جديد من «بات» ومعدن لماع من «إهوياو» ومعدن صلب من «منكاو» وفيروز «حروتت» ولازورد «تفررت» ومعدن «ساهرت» من فوق الجبال «وخت عوا» من جبال مستيو، ورننثث من «باوق» من الأرض الحمراء، وعصي من «رشاوت» ومزمت من «كهبو». ومن ذلك نستخلص أن هذا الموظف الكبير (إذا كان كل ما قاله صحيحًا) يعتبر من أعظم المبعوثين الذين ذهبوا إلى «سينا» وتوغلوا في مختلف مجاهلها ومهدوا الطريق لجعلها تحت سلطان مصر في عهد الدولة الوسطى وما بعدها، ومن جهة أخرى تكشف لنا هذه اللوحة عن أسماء أماكن فيها وأسماء معادن لا زلنا نجهلها تمامًا. أما اللوحة الثانية لهذا الموظف فليس فيها ما يلفت النظر غير أن «خيتي» كان يشغل وظيفة بحرية ربما كانت خاصة بالنقل. هذا؛ ولدينا عدد من الآثار المختلفة الأنواع قد نقش عليها اسم «منتو حتب»، وكل الدلائل تشير إلى أنها للفرعون «نب-حبت-رع» «منتو حتب» الذي نحن بصدده، فمنها قطعة من الحجر الجيري كانت في «برلين» منذ ستين سنة مضت، وقطعة من الحجر الجيري الملون في «ميرامار » Miramar بالقرب من تريستة ورأس تمثال في متحف الفاتيكان (Wiedemann, Agyptische Geschichte P. 229) وكذلك عثر على جزء من لوحة لموظف يدعى «أنتف نخت» في جبانة أمراء الأسرة الحادية عشرة في «طيبة» الغربية، ويحتمل جدًّا أنها من عهد هذا الملك، وقد ذكر في نقوشها «بيت خيتي» الذي حاربه الطيبيون مدة طويلة.
.................................................
1- هذا اللقب كان يعطاه غالبًا كبار الموظفين الذين يشتركون في الرحلات الخاصة بالبحث عن الأحجار الثمينة وغريها، مما يؤتى به من البلاد النائية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|