أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2019
2339
التاريخ: 4-12-2016
2009
التاريخ: 18-7-2019
2135
التاريخ: 26-7-2019
1643
|
أما مميزات الأعراب فهي واحدة في المتحضِّرين والمتبدِّين باختلافٍ طفيف ناشئ من البيئة، والهواء، والمعيشة، واختلاط الدم. ويُعرف أهل البادية بقامتهم المتوسطة الحسنة التقطيع وبهُزال الجسم، لكنهم ذوو نشاط غريب وسعي حثيث، سريعو الحركة، سُمر الألوان، يكادون يكونون سودًا، وملامحهم منتظمة، أسيلو الخدود؛ أي بيضيو الوجوه، ورؤوسهم على أشكالٍ مختلفة في أغلب الأحيان ومصومعتها، وجباههم مُشْرِفة، وعيونهم سوداء وبصَّاصة، إلا أن تقطيب الوجه وإغماض العينين فرارًا من الشمس عند النظر إلى البُعد يُنشئ فيهم منظرَ رجال قلقين، والناظر إليهم يتوهَّم أنهم في منتهى التوحُّش، وليس الأمر كما يظهر في الخارج؛ إذ إنهم في منتهى الأُنس والأُلفة. والبدوي يشيخُ ويهرم سريعًا، فيتغضَّن جلده ويتشنَّج قبل أوانه في الهواء الطلق، ولا يُناهز الأربعين سنة إلا وقد وَخَطَه الشيبُ، وإذا بلغ الخمسين هرِمَ هرمًا بيِّنًا، ولا يبلغ أحدهم الستين إلا قليلًا. بيد أن تلك الحياة التي تتدفَّق هِمَّةً ونشاطًا لا تعرف الأمراض إلا نادرًا. ومما امتازوا به: القناعة، والرضى باليسير من الطعام، مما ينقلب عليهم بالصحة وسلامة الجسم من العاهات الوبيلة التي تُرى في النَّهِمين أو الأكولين؛ ولهذا يكون فكرهم رائقًا دائمًا، وحافظتهم واسعة، وخواطرهم متنبِّهة. وقد تعلَّموا منذ نعومة أظفارهم اتخاذ الأرض فراشًا، واحتمال حرارة الشمس المُتوقِّدة، والنوم غرارًا، والاكتفاء باليسير من الطعام، والصبر على العطش ولو في حمارة القيظ، وهم لا يتعاطون المُسكِرات، وأغلب شربهم الشَّنين، أو اللبن الحقين الذي يهزُّ معاطف الإنسان بدون أن يُسكره، وهم في الغالب لا يأكلون إلا مرة واحدة في النهار هي الوجبة، وقدرها شيءٌ زهيد بالنظر إلى ما يأكله أهل ديار الغرب من كثرة الألوان وغيرها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|