أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2020
2382
التاريخ: 15-12-2020
7731
التاريخ: 24-8-2020
8839
التاريخ: 21-8-2020
2140
|
تحقَّق بين سنة 333 و323ق.م أكثر مما كان يتصوَّره إيسقراطس، وذلك في شخص إسكندر المشهور بالكبير عند الغربيين، وبإسكندر ذو القرنين عند العرب. وُلد هذا القائد العظيم سنة 356 ق.م في بلا، وهو ابن فيلبس وأولنبياس، وتخرَّج على أرسطو الحكيم الشهير، وكان مغرمًا بهوميرس وأشعاره منذ نعومة أظفاره، واحتذى مثال آخلس، فنبغ في الرياضة البدنية، كما نبغ في البدائع الفكرية، وهو وحده فقط تمكَّن من كبح جماح حصان والده «بوقيفال»، ولم يكد يبلغ السادسة عشرة من عمره حتى تولَّى إمارة المملكة في غيبة والده، وكان قد ذهب ليُحاصر بوزنطية، ونجَّى والده في معركة مع التريبلة، وأنهى حرب خيرونية بنصرٍ فاز به، وأفنى طابور الطيويين المقدَّس (338)، وتسنَّم العرش وعمره 20 سنة (336)، وفتح تراقية وإليرية، وأخضع لأمره إغريقية التي طمعَت في غض إهابه، فظنَّت أنها تتملَّص من وهق فيلبس الذي طرحه في عنقها. وكانت أثينة وطيوة في رأس هذه الحركة، فدمَّر طيوة ولم يحترم منها إلا منزل «فنذار»، لكنه لم يتعرض لأثينة؛ لأنها طأطأت رأسها له (335)، ثم بعد ذلك شهر الحرب على الفُرس حالًا، فعُيِّن قائدًا عامًّا لإغريقية كلها، فشخص من بلا في سنة 334 على رأس 30000 من المُشاة 5000 من الفرسان، وبعد أن عبر الهلسبنطس (أي مضيق الدردنيل، أو بوغاز جناق قلعة) فلَّ جيش دارا ملك الفُرس على ضفتي الغرانيق (وهو اليوم قوجة جاي) 334، ودوَّخ آسية الصغرى كلها (الأناضول) بسرعة خاطفة، مع ما بذل ممنون الرودسي من الهمة الشمَّاء لمقاومته. وقطع بسيفه الجزَّار في غرديوم (من أعمال فريجية) العقدة الغردية8 فكان ذلك خير فأل لتملُّكه على آسية، واضطر أن يتريَّث في طرسوس لاستحمامه في قدنس وجسمه يرشح عرقًا، فأصابه داء كاد يُهلكه، إلا أن طبيبه الحاذق فيلبس عالجه فشفاه، وقهر دارا مرة ثانية في إسس (آياس) في قليقية (333)، وفي هذه المعركة قبض الإسكندر على أسرة دارا كلها، لكنه أطلق سراحها حالًا وعاملها معاملة كريمة. وعقب هذا الظَّفرَ إخضاعُ صيدون (صيدا)، فثبَّت على عرشها عبد الأنيم، ثم إخضاع صور التي لم يفتحها إلا بعد أن حاصرها سبعة أشهُر، وتدويخ غزة بعد أن دافع عنها دفاع الأبطال قائدها بتيس. وفي الآخر افتتح ديار مصر، فبنى فيها الإسكندرية، ثم أمعن في ليبية لزيارة هيكل أمون (المشتري) (331)، فلقَّبه السادن بابن ذلك المعبود. ولما قفل راجعًا من ديار مصر انتصر على دارا في إربل (من ديار آشورية) النصر الأخير؛ إذ عقبه موت دارا، فغدا الإسكندر سيد ديار فارس كلها، ودخل بابل بأُبَّهةٍ لا تُضاهى، واستحوذ على السوس وإصطخر فأحرق قصرها في وليمة أفرط فيها كل الإفراط، ثم أخذ يتعقب قاتل دارا، وهو بسس المرزبان، وافتتح برثية وصغديانة (الصغد)، ودر بخيانة (سجستان وبعض قندهار)، وبقطريانة (بلخ). وفي ذلك الوقت لوَّث يده مضرجًا إياه بدم كليتس، وبغض نفسه بتعذيب دمنس الغيلوتاسي، وكلستينس، وقتل برمنيون (329-328)، ولم يكتفِ بتدويخ دولة الفُرس، بل غزا الإشكوذيين (الإسكوثيين) ففلَّهم فلًّا في جوار يكسرتس (نهر سرداريا)، ثم شمَّر عن ساعده لفتح الهند (327)، فانقاد له تكسيل، وفلَّ عساكر فور الهندي على ضفة هيذاسب (نهر جيلوم في البنجاب)، وعامله معاملة ملكية، ثم أوغل في سيره حتى بلغ هيغاس (نهر ستلج)، ولما أبى جنده أن يتأثروه إلى ما وراء هذا النهر عاد أدراجه إلى بابل، وهناك نشر بساط الزهو والبذخ والأُبَّهة الشرقية، وتغلَّب عليه متنعِّمًا متلذِّذًا، فأطلق العِنان لشهوات نفسه الأمَّارة بالسوء، فهلك سنة 323، ويُظَنُّ أن أنتيبا ترسَّمه، ثم نقل رُفاته إلى منفس، ومنها إلى الإسكندرية. هذا هو ملخَّص ترجمة أكبر قائد وُجد على هذه الأرض. والظاهر من آخر أعمال الإسكندر أنه عقد النية على أن يجعل دولته العظيمة خليطًا من الهلنية والإيرانية، لِما رأى في أبناء إيران من سمو الأفكار وعلو الهمة مما يُعارض ما في نفوس الهلين، وكان يُبدي التفاتًا خاصًّا إلى أشراف الإيرانيين، وحاول إدماج العنصرين المتنافسَين بواسطة الزواج، فتزوَّج هو أميرة من شرقي إيران (أفغانستان) اسمها روشنك (روكسانة)، وفي بعض الحفلات المشهودة لبِس ثيابًا فارسية، وكان مع ذلك يُحافظ على مألوف عاداته من تقدير علم اليونان وصناعتهم مُنشِّطًا لهما، وكيف لا يكون كذلك وهو تلميذ أرسطوطاليس وخريجه! وتمسُّكًا بما فُطر عليه من حبه لبلاده أقام في المواضع الخطرة من طرق المواصلات خلال أراضي المملكة نحو سبعين مدينة جديدة على الطَّرْز الهلني، وجعل غالب أهاليها من المكدونيين واليونان، ولعله كان في نيته أن يُبقي بابل كرسيًّا لتلك المملكة الهائلة العِظَم؛ لأن موقع أرض الفراتين الغريلية تبدو مركزًا طبيعيًّا لها. هذه كانت نيته حينما عاد من الهند في سنة 323، وكان يُفكِّر في فتوحات جديدة والتبسُّط في طول الأرض وعرضها. وحفر أحواضًا جديدة لتحسين شئون سقي أراضي بابل الخصبة، وتطهير دجلة لتسهيل سَير السفن عليه. ومما امتاز به الإسكندر عن سائر القُوَّاد الكبار أنه بذل سعيه في تعمير المدن أو حفْظها أكثر منه من تدميره لها، ودفع الحضارة دفعة إلى الأمام لم يسبقه إليها سابق؛ فإنه ضمَّ أممًا بعضها إلى بعض، أممًا كانت سابقًا متباغضة متشاحنة، ونشر في الشرق أفكار اليونان، كما نشر في الغرب آراء الشرق وصنائعه وفنونه، ووسَّع نطاق الإبحار، فكان قد أمر بإنشاء أسطول ضخم في ثغور فنيقية، فنُقلت أوصال سفنه إلى بابل، وهناك ركَّبها ليُسيِّرها في البحار والأنهار. وبينما هو غارق في بحار هذه الأفكار الكبرى والخطط الوسعى احتضر في بابل قريبًا من الفرات في قصر نبوكد نصر المبني بالآجر البديع الألوان الرائع الجمال.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|