أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2016
1049
التاريخ: 9-8-2016
1145
التاريخ: 21-8-2016
875
التاريخ: 13-7-2016
1082
|
أثارت القدرات التقنية التي تتمتع بها تكنولوجيا النانو الخاصة بالهيمنة على المادة من خلال التلاعب بذراتها وجزيئاتها وإعادة ترتيبها بشكل جديد أثارت حفيظة حكومات الدول، ورجال الدين وأفراد المجتمع المدني خاصة أن العالم لم يفق بعد من واقعة ما حدث في مؤتمر «أسيلومار» في العام 1975 حين أعلن أحد العلماء توصله إلى طريقة تمكنه من التلاعب بجينات الحمض النووي للنبات والحيوان، ونقلها من فصيلة إلى فصيلة أخرى بهدف تخليق كائنات جديدة تتمتع بتركية جينية متميزة. وقد أثار إعلان هذه النتائج المعملية جدلا كبيرا، وانتقادات عنيفة، مما دعا حكومات الدول المعنية إلى وضع ضوابط لما يجريه الباحثون داخل المعامل. وقد انطبعت تلك الواقعة في أذهان المجتمع المدني بجميع طوائفه وخلفياته العلمية والثقافية لذا فهم ينظرون إلى تكنولوجيا النانو بعين الحذر، خشية تكرار الكارثة نفسها على نطاق أوسع، وحدوث فوضى في التركيبات الجينية للكائنات والخلط بينها، مما قد ينجم عنه تولد كائنات جديدة لم تكن معروفة من قبل تصعب الهيمنة عليها وترويضها، مما يعرض الحياة على الكرة الأرضية للدمار والفناء.
وفي إطار ما تقوم به حكومات الدول من توجيه الباحثين والضغط عليهم تارة، أو إغرائهم بميزانيات ضخمة لدعم أنشطتهم البحثية، انصب تركيز علماء النانو والتكنولوجيا الحيوية على الأنشطة والمشاريع البحثية الموجهة نحو إنتاج العقاقير الطبية الجديدة، وأجهزة الروبوت نانوية الأحجام، وإيجاد سبل ووسائل فعالة للكشف المبكر عن الأورام والأمراض، وذلك من أجل دحر السرطان ومكافحة ودحر فيروس مرض الإيدز، وذلك بدلا من ممارسة المغامرات المعملية بجينات الكائنات الحية غير المضمونة العواقب.
وهناك هاجس آخر يشغل الحكومات وهو ما يتعلق بقضايا الإرهاب وإمكان استخدام المجموعات الإرهابية للمعلومات ونتائج البحوث المنشورة الخاصة بتخليق المواد النانوية وكيفية توظيفها في تصنيع جيل جديد من المواد الكيميائية والأسلحة الفتاكة الأخرى.
في الواقع هناك قضايا كثيرة، وهواجس مختلفة ومتعددة، بعضها حقيقي وأكثرها مبالغ فيه. وعلى المستوى الشخصي، وبكل تواضع، فإني أرى أن الخطر الحقيقي الذي يمكن أن نتأثر به كدول نامية من جراء تطبيقات تكنولوجيا النانو، هو التخلف عن ركبها، كما حدث سابقا في التكنولوجيات الأخرى التي تخلفنا عن اللحاق بها. وأرى أن الخطر الحقيقي الذي سوف تواجهه الشعوب الفقيرة والنامية، هو خطر اقتصادي في المقام الأول. إن التزايد المطرد في حجم المبيعات والمنتجات النانوية، لأمر مقلق نظرا إلى أن تلك المنتجات الاستهلاكية تجد سوقا ضخمة لها في مجتمعاتنا العربية، وهذا يعني استنزاف المال العربي وإهداره. وأخشى من مجيء ذلك اليوم القريب، الذي تتحول فيه العقاقير والأدوية الفعالة إلى منتجات نانوية لا يستطيع شراءها إلا كل قادر، وبذلك تترسخ في العالم مفاهيم غير أخلاقية، فيصبح العلاج من الأمراض الفتاكة والمزمنة حقا للغني، أما المرضى من الفقراء فعليهم التحلي بالصبر وتعاطي العقاقير التقليدية!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|