أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2018
2078
التاريخ: 14-11-2016
2040
التاريخ: 2/9/2022
1587
التاريخ: 28-12-2019
2673
|
من الأمراض الروحية الخطرة، التشاؤم وظن السوء.
وكل من ابتلي به ففي انتظاره المصائب، والآلام، والتمزق النفسي وغير ذلك من المصائب.
وهذا المرض قد يشتد أحياناً فيبلغ بالشخص إلى ان يسيء الظن بكل شيء يراه وكل أمر يفكر به فيسعى ليجد نقصاً وعيباً فيه غاضاً النظر عن محاسنه وناسياً إياها...
فإذا لاحظ عمارة رائعة، كتاباً مفيداً قيماً، كلاما أو كتابة جيدين، إنساناً كثير العطاء، فبدلاً من أن يمدح ما في هذه الأمور من محاسن، فانه يصرف وقته ودقته وهمه لتبيين ما إذا كان من الممكن أن يجد عيباً ونقصاً فيها ليعتبرها أموراً وضيعة حقيرة.
ان هذه الصفة القبيحة والمرض الأخلاقي يعتبر من البلايا الكبرى الخطرة في عالم اليوم بحيث ان سوء الظن وعدم الإطمئنان والوثوق بأي شيء وأي شخص حتى بالحياة، يسيطر على الكثير من القلوب.
وبدلاً من البحث عن علاج هذا المرض نجد أيادي خفية تشعل نارها على لسان شاعر أو كاتب أو فليسوف غربي وغير ذلك فتطلق صيحات مألومة محزونة حاقدة على البشرية والأشياء، بأسلوب شعري أو روائي أو فلسفي مصطنع يحدث الناس عن الآلام وأنواع الشقاء واليأس.
والأنكى من ذلك ان يجري الإنسان للتشاؤم من الحياة والنفر منها وأنها مما لا معنى له فما هي الا الخواء. وكل ذلك يدفع الأفراد بالتالي إلى الإنتحار.
الأضرار الإجتماعية:
ان (ظن السوء) هذه الصفة القبيحة تسلب ثقة الأفراد بعضهم بالبعض الآخر، فهي بالتالي لا تدع للأشخاص أي اعتبار وحيثية.
ان ظن السوء أكبر مانع من التعاون الإجتماعي. والاتحاد والتجمع القلبي ودافع للإنسان نحو العزلة، والتفرد في السلوك والأنانية...
ان ظن السوء منبع لأنواع الغضب، والحرب وإراقة الدماء... وما أكثر ما جرت الناس إلى الفناء، وحطمت كيان العوائل. وما أكثر ما شاهدنا من افراد ذوي مواهب عالية كانوا يستطيعون ان يقوموا بأعمال مهمة نافعة لكنهم لم يقوموا بها على أثر ظنهم السيء أو ظن الآخرين السيء بهم.
كما ان هذه الخصلة الذميمة تطفئ شعلة الحب والمودة وبدلا منه تزرع بذور النفاق والشقاق في قلوب الأفراد وتنميها، ذلك لان المتشائم الظان سوءاً اما ان يعتزل الآخرين أو يتظاهر بالمحبة فقط ويبدي نفسه بشكل لا يعبر عن واقعه السيء.
ولأنه ينظر للأشخاص والحوادث بمنظار السوء فهو لا يستطيع ان يحكم عليها حكماً موضوعياً محايداً فيفهمها كما هي عليه في الواقع، وعليه فانه سيبتلي بالوصول إلى أحكام غير صحيحة وهذا نفسه يؤدي به إلى الضلال والتأخر الفظيع، وتضييع الفرص الذهبية وعدم الإستفادة من الأشخاص الموهوبين.
فسوء الظن يؤدي للبحث والتجسس على أحوال الآخرين مما يؤدي إلى عوارض خطرة كما يوجب الغيبة وإطلاق اللسان بالتعبير السيء عن الآخرين وهذا بنفسه ذنب عظيم مضر جداً.
الأضرار الفردية:
ثم ان ظن السوء يعتبر منبعاً لكل الآلام الروحية وموجباً، للاضطراب والقلق. فصاحبه دائماً، مغموم مهموم. تملأ نفسه الحسرة ويأكله ظن السوء هذا فلا يدع له راحة فهو على أثر ظنه السيء بالأشخاص والحوادث يتألم كثيراً أو تتحطم روحه تحت سياط العذاب الداخلي.
انه يهرب من مجالسة الأحبة والتجول معهم، ويميل للعزلة والتقوقع ولذا فهو محروم من النشاط الروحي، وقد يصل به الأمر إلى حد يجعله يخاف من كل شخص وكل شيء، ويرى كل الظواهر وأعمال الآخرين في ضرره ويتصور ان جميع الموجودات قد اتحدت لتعمل على محوه من الوجود.
ان القرآن الكريم: يقول حول المنافقين انهم: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [المنافقون: 4].
والشخص الظان سوءاً يقعد عن التكامل والرشد الفكري على أثر بعده عن انماط المعاشرة المفيدة، وانزوائه عن أفكار الآخرين ... فهو يرى نفسه وحيداً بين ألف شخص ويعيش وحيداً حتى آخر عمره.
انه لا يمتلك صفاء روحياً، يظل دائماً يستغيب الآخرين في أعماقه ومن هنا فقد بحث بعض علماء الأخلاق عن (سوء الظن) تحت عنوان (الغيبة القلبية).
ان احدى علل لجوء الناس وخصوصاً النسل الشاب في الأقطار المتمدنة صناعياً نحو مبادئ التحلل واللاإنتماء مثل الهيبية... هي هذا المرض الوبيل.
ومع الالتفاف للأثار المشؤومة الفردية والإجتماعية لهذا الإنحراف الأخلاقي فان علماء النفس يرونه مرضاً خطيراً. والإنسان الظان بالسوء يصوغ حياته بشكل ما جهنماً، ويعذب نفسه في جهنمه التي صنعها فيعيش دائماً في غضب ونفور وحقد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|