أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
379
التاريخ: 11-10-2016
2496
التاريخ: 22-4-2019
2671
التاريخ: 24/10/2022
1646
|
قد تبيّن لك أنّ للنفس الحيوانيّة قوّة محرّكة تنقسم إلى الشهويّة والغضبيّة، وهي الباعث لها على الفعل بالاختيار والإرادة بعد إدراك ما يلائمها بالمدركة، وللنفس الانسانيّة قوّة عقليّة بها تدرك حقائق الأمور وتميّز الخيرات عن الشرور، وتميل إلى فعل ما تستحسنه وترك ما تستقبحه، فهي أيضاً باعثة للفعل والترك بالرويّة والاختيار، لكنّها تبعث على ملازمة ما هو كمال لها من الاتّصال بعالم الملكوت، والتشبّه بالملائكة المقدّسين، والأوليان تبعثانها على ملازمة المآكل والملابس والمناكح والمشارب وفعل الأذيّات ودفع المضارّ والإقدام على الأهوال وشوق التسلّط على الناس.
وأمّا القوى المدركة الحيوانيّة فيمن شأنها الإدراكات الجزئيّة، وليس من شأنها التحريك والبعث بالإرادة، فهي كالجنود لهذه الثلاث تعرض ما تدركه عليها، فإن كان الحكم للعاقلة أخذ (1) من مدركاتها ما يلائمها وترك ما ينافرها، وكذا الأخريان.
وفائدة الشهويّة بقاء البدن الذي هو آلة لكمال القوّة العقليّة.
وفائدة الغضبيّة كسر سورة الشهويّة، فإنّها لتمرّدها لا تطيع العاقلة بسهولة، بخلاف الغضبيّة، فإنها تتأدّب وتطيع بيسر.
قال أفلاطون في الغضبيّة: هي بمنزلة الذهب في اللين والانعطاف، وفي البهيميّة: هي بمنزلة الحديد في الكثافة والامتناع.
فمن صعب عليه تسخير الشهويّة فليستعن فيه بالغضبيّة، وليجتهد ولا ييأس من روح الله، فإنّه تعالى وعد المجاهدين في سبيله بالهداية، فإن طاوعت الشهويّة والغضبيّة العاقلة اتّحدت الثلاثة، وحصل الأثر المطلوب من كل منها في وقته، وتحقّق الكمال المطلوب منها برأسه، بحيث يتخيّل أنّ المؤثّر واحد بلا ضدّ منازع، ولا جله قيل انّها قوى ثلاثة لنفس واحدة.
وهي المعبّر عنها حينئذٍ بالمطمئنّة لسكونها تحت حكم العاقلة، وحينئذٍ صلحت النفس وقواها، و{قد أفلح من زكّاها} (2) وإن لم تفوّضا إليها الأمر ولم تطاوعاها وقعت المخالفة بينها، فكلّما صارت العاقلة مغلوبة عنهما بارتكاب المعاصي حصل للنفس لوم وندامة، وهي المعبّر عنها حينئذٍ باللوّامة، إلى أن تصير مغلوبة عنهما بالمرّة مذعنة لهما من دون دفاع وتجاذب، فتؤدّي إلى انحلال الآلة وهلاك النفس وقوامها {وقد خاب من دسّاها} (3)، وهي المعبّر عنها بالأمارة.
وحينئذٍ يصير الرئيس مرؤوساً، والملك مملوكاً، وهذا هو الظلم العظيم، بل الكفر بالله الكريم، وتعطيل نعمه وأياديه، ووضع الشيء فيما لا يقتضيه. أعاذنا الله من نقمه بمنّه وجوده وكرمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا، والظاهر أخذت وتركت.
(2) الشمس: 9.
(3) الشمس: 10.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|