أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
4480
التاريخ: 4-05-2015
1887
التاريخ: 2-03-2015
25156
التاريخ: 2024-02-23
1065
|
اذا اردت ان تؤثر في اي مجتمع لا بد ان تأتي من الباب الذي يحبه المجتمع ويهواه ولا بد ان تأتي بما يعرفون لا بما يجهلون.
وهكذا جاء القرآن الكريم بأساليب يعرفها المجتمع بأسلوبه وفنونه فتحداهم بما يعرفون لا بما يجهلون. ونعرف ان من صفات معاجز الانبياء ان تأتي بما تفوقت فيه اوساطهم ففي زمان موسى انتشر السحر فجاء موسى بالعصا ليعجزهم، وكان زمان عيسى زمان تفوق فيه الطب فجاء عيسى لا ليبرئ الاكمة والابرص فحسب بل ليحيي الموتى. وجاء محمد بمعجزة اللغة حيث قد وصل العرب في ذلك الى درجات رفيعة في الشعر والنثر. ولذلك جاء القرآن بلغة العرب وبأساليب اللغة فمنها:
1 - اسلوب القصة
اشتهر لكل قبيلة قاصها وكان يتمتع القاص بالحفظ والذكاء والقدرة على التأثير وكانت القصص بألوان مختلفة (عن البطولات وخوراق العادات او قصص المجون والخلاعة او قصص على لسان الحيوانات او قصص عن شيوخ القبائل او عن السعالي والجن وغيرها وتمتزج هذه القصص بالحكمة والمواعظ واكثر القصص خيالية لا وجود لها انما هي من نسج خيال القاص. جاء القرآن باسلوب القصص لكنها قصص الامم والانبياء قصص حقيقية لا خيالية قصص للعبرة لا للتسلية : { إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [آل عمران : 62] لكنهم ماذا قالوا : { إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطيرُ الْأَوَّلين } [القلم : 15].
2 - اسلوب الامثال
وكانت الامثال سلاح الحكماء ولكل قبيلة حكيمها والمثل فيه ثلاث مميزات(ايجاز اللفظ ، حسن التشبيه ، واصابة المعنى) ومن امثلة العرب(اكل الدهر عليه وشرب) يضرب للشيء القديم، (تركتهم في حيص وبيص) يضرب للذي يقع في شيء لا مخرج منه(الحديث ذوشجون) ذو تفرعات. فجاء القرآن بأروع الامثال : { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُورا} [الإسراء : 29] يضرب لتقدير المعيشة، { الْآنَ حَصْحَصَ الْحَق } [يوسف : 51] ، يضرب للحق اذا بان وثبت، { كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون } [المؤمنون : 53] ،يضرب لكل من يدعي الحق. وضرب الله الأمثال للناس لعلهم يعقلون.
3 - اسلوب الملاحن والالغاز
اللحن عند العرب الفطنة ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ )محمد : 30. اي فحواه ومعناه بالفطنة واللغز هو التعميه والتوريه كانت العرب تقول الملاحن والالغاز بالشعر، والنثر فجاء القرآن بهذا الاسلوب منها: { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآن } [الاسراء : 60 ] فسرها رسول الله ببني امية. ومثال آخر في قصة ابراهيم لما كسر الاصنام وعلق الفأس برأس كبيرهم : { قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُون }[الانبياء : 63].
احد المعترضين قال ان ابراهيم كذب لانه قال بل فعله كبيرهم. فقال الصادق (عليه السلام) : ( فعله كبيرهم وما كذب ابراهيم، قال وكيف ؟ بل علق فعلة كبيرهم على النطق ) اي ان نطقوا فعله كبيرهم وان لم ينطقوا لم يفعل كبيرهم.
4 - اسلوب المناظرة والمجادلة
العرب كثيرو المجادلة لما يتمتعوا به من الفطنة والذكاء ونقلت كثير من المناظرات بين النعمان بن المنذر وكسرى وغيرها وهم برعوا في علم الكلام. فجاء القرآن بهذا الاسلوب من المخاطبة والمجادلة : { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت}[الغاشية : 17]،
{وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَميم* قُلْ يُحْييهَا الَّذي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَليم}[يس:78 ـ 79].
5 - اسلوب القسم
القسم بالمقدسات لتأكيد المقالات والحقائق وكانت العرب تقسم بهبل واللات والعزى، فجاء القرآن ليقسم بالمقدسات حقا وصدقا فأقسم بالله ورسوله وأهل بيته وببعض المخلوقات تاكيدا لحقائق الايمان ، ولله ان يقسم بمخلوقاته وليس لمخلوقاته ان تقسم الا بالله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|