أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-24
833
التاريخ: 2024-02-13
975
التاريخ: 2024-01-04
1069
التاريخ: 2024-02-28
931
|
بعد الهدنة التي عقدها ملك قشتالة مع الأمير المنصور الموحدي سنة 594هـ/1197م(1) انصرف ملك قشتالة الى كسب صداقة ملكي ليون ونبرة، وتم عقد الصلح بين قشتالة وليون، وذلك بزواج الفونسو التاسع ملك ليون من الأميرة برنجيلا ابنة الفونسو الثامن ملك قشتالة غير ان هذا الصلح لم يدم طويلاً إذ اضطر ملك ليون ان يطلق هذه الأميرة بعد ذلك بخمس سنوات وكان من شروط هذا الصلح ان يتنازل ملك قشتالة عن المدن والحصون التي استولى عليها ملك ليون مهراً لأبنته بالمقابل يتعهد ملك ليون أن يشارك الى جانب ملك قشتالة في غزو الأراضي الإسلامية في بلاد الأندلس(2) كذلك فقد حاول البابا سلستين الثالث ان يقيم السلام بين مملكة قشتالة ومملكة نبرة وقد قدم البابا لملك نبرة مقابل ذلك الاعتراف بحكمه إذ كانت البابوية ترفض الاعتراف بملوك نبرة منذ انفصالها عن مملكة ارغونة سنة 528هـ/1134م وعلى الرغم من ذلك فقد رفض ملك نبرة الاستجابة لدعوة البابا(3) وقام كل من ملك قشتالة وملك أرغونة بغزو مملكة نبرة كل واحد منهم من جهة تنفيذاً لاتفاقهما السابق، فلم يستطع ملك نبرة قتال الملكين معاً من ما جعل ملك نافارا "نبرة" أن يطلب العون العسكري من الموحدين فأحسن الموحدون استقبال ملك نبرة ولكن لم يستجيبوا لطلبه وكان قدوم ملك نبرة الى الموحدين في سنة 595هـ/1199م في الوقت الذي كان فيه الأمير محمد الناصر الموحدي مشغولاً بقتال حركة بني غانية في بلاد أفريقية إذ أعطى الموحدون للقضاء على حركة بني غانية الأولوية على أي عمل آخر يجب أن يقوموا به في بلاد الأندلس نتيجة لخطورة هذه الحركة على مستقبل الدولة الموحدية وعاد ملك نافار الى بلاده في سنة 597هـ/1200م دون أن يحصل على العون العسكري من الموحدين(4) وبعد انتهاء مدة المعاهدة المعقودة بين الفونسو الثامن ملك قشتالة والأمير المنصور الموحدي في سنة 599هـ/1203م بادر ملك قشتالة الى تجديد هذه المعاهدة مع الموحدين رغبة منه في كسب الوقت والتفرغ لقتال ملك نافار ويذكر ابن عذارى المراكشي(5) في حوادث سنة 599هـ/1203م قدوم سفارة ملك قشتالة الفونسو الثامن الى الأمير محمد الناصر الموحدي وكانت هذه السفارة برئاسة وزيره الخاص ابراهيم بن الفخار اليهودي حيث وصل هذا السفير الى مدينة مراكش يحمل رسالة في ربوط المهادنة والمصالحة لم يرضخ سانشو السابع ملك نبرة لمطالب أعدائه الفونسو الثامن ملك قشتالة من جهة وبيدرو الثاني ملك أرغون من جهة اخرى وبقيت الحروب سجالاً بينهم الى سنة 604هـ/1207م وفي هذا العام وافق ملك نبرة على عقد الصلح مع القشتاليين وبموجب هذه المعاهدة وافق سانشو السابع ملك نبرة على وضع حاميات قشتالية في المدن والحصون التي استولى عليها وكانت مدة المعاهدة خمس سنوات ثم تدخل ملك قشتالة بعد ذلك وسيطاً بين ملك نبرة سانشو السابع وملك ارغون بيدرو الثاني واستطاع أن يعقد الصلح بيــن الجانبين وكان ذلك في سنة 606هـ/1209م . وبذلك نجح الفونسوا الثامن ملك قشتالة من أن يكون جبهة موحدة من الممالك النصرانية لتحقيق هدفه الأسمى وهو ضرب المسلمين في بلاد الأندلس والأخذ بثأره جراء خسارته في معركة الأرك سنة 591هـ/1194م (6). وكان للبابا أنوسنت الثالث الذي اعتلى كرسي البابوية سنة 595هـ/1198م دور كبير في إقامة الوئام بين الممالك الإسبانية النصرانية، وكان هذا البابا يضطرم بروح صليبية فطالب الملوك الإسبان جميعهم أن يقفوا صفاً واحداً في وجه المسلمين في الأندلس وكان يهدف من وراء ذلك الى تعويض ما خسره الصليبيون في المشرق من خلال الإستيلاء على الأراضي الإسلامية في بلاد الأندلس، وقد هدد البابا انوسنت الثالث بإصدار عقوبة النفي الكنسي ضد كل أمير نصراني يرفع السلاح على جاره النصراني وكذلك كتب الى أسقف طليطلة في سنة 606هـ/1209م يأمره بحث ملك قشتالة على غزو الأندلس وقتال المسلمين(7) لم يسع ملك قشتالة الفونسوا الثامن الى تجديد معاهدة الصلح مع الموحدين التي اقتربت على الانتهاء بل أخذ يستعد لغزو ديار المسلمين في الأندلس حيث قام بتحصين قلعة مورو على الحدود سنة 606هـ/1209م ثم خرج بقواته وبفرسان قلعة رباح الذين تحصنوا بقلعة شلبطرة بعد أن سقطت قلعة رباح بيد الموحدين بعد معركة الأرك، وسار صوب جيان(*) وبياسة(**) فأنتسف الحقول ونهب القرى وخرب الضياع وقتل المسلمين وسبى منهم جموعـاً ثم عاد الى بلاده ثم كرر غزوته في العام التالي وبلغت غزوته هذه المرة الى ولاية مرسية(*)، ثم عاد الى طليطلة مثقلاً بالغنائم(8) . من ما تقدم يتضح بأن الأعمال الآنفة الذكر جميعها التي قام بها الفونسوا الثامن ملك قشتالة تدل على عدم التزام الغرب الأوربي بالعهود والمواثيق ومعاهدات السلام التي عقدوها مع الموحدين بل سعوا بدلاً من ذلك وبكل الوسائل الى جر الموحدين الى معارك يهدفون من خلالها الى الأخذ بثأرهم من خسارتهم في معركة الإرك عام 591هـ/1194م
......................................................
(*) للتفاصيل عن موقعة الأرك: ينظر، الكعبي: هاشم المنصور الموحدي، ص159 وما بعدها.
R. Altamira: A history of Spain from the beginnings to the present day (Toronto, Canada), 1949, p. 167.
عنان: محمد عبد الله، عصر المرابطين والموحدين، 2/287 0؛ ابو رميلة: هشام، علاقة الموحدين بالممالك النصرانية، ص274
(3)O`Callagan: Opcit. P. 245. R Altamira: opcit, p. 170.
(4) N. Barbour: Morocco, p. 245.
باربر: نيفل، سفارة جون ملك انكلترا، ص167-169، 1960، ص167-169؛ عبد الله: خالد، معاهدات الصلح بين الأندلس والممالك الإسبانية، ص78.
(5) البيان، 3/218 0؛ ابو رميلة: هشامن علاقة الموحدين بالممالك النصرانية، ص275
وبذلك نجح الفونسوا الثامن ملك قشتالة من أن يكون جبهة موحدة من الممالك النصرانية لتحقيق هدفه الأسمى وهو ضرب المسلمين في بلاد الأندلس والأخذ بثأره جراء خسارته في معركة الأرك سنة 591هـ/1194م (1).
(6) عنان: محمد عبد الله، عصر المرابطين والموحدين، 2/288 0؛ ابو رميلة: هشام، علاقة الموحدين بالممالك النصرانية، ص276
O`Callaghan: A history medieval Spain. P. 245.
عبد الله: خالد، معاهدات الصلح بين الأندلس والممالك الإسبانية، ص78.
(7)O`Callaghan: A history of medieval Spain. P. 245-246.
(*) جيان: مدينة في الأندلس بينها وبين قرطبة سبعة عشر فرسخاً 0 ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/100 0
(**) بياسة: مدينة في الأندلس بينها وبين جيان عشرون ميلاً 0 ينظر: الحميري، الروض المعطار، ص121
(*) مرسية: مدينة في الأندلس اختطها عبد الرحمن بن الحكم الأموي وسماها تدمير نسبة الى تدمر في الشام وتتميز بكثرة اشجارها وحدائقها ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، 8/249.
(8) أشياخ: يوسف، تأريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، د0ط، ترجمة محمد عبد الله عنان، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1941، 2/107 0؛ عنان: من، ص284؛ ابو رميلة: هشام علاقة الموحدين بالممالك النصرانية، ص276-277.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|