أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-29
697
التاريخ: 2023-11-04
980
التاريخ: 2023-10-06
865
التاريخ: 2024-09-24
147
|
وتُوُفي ثيودوروس الأول في السنة 1222 فتولى العرش بعده صهرُهُ يوحنا الثالث زوج ابنته إيرينة، وتميز يوحنا الثالث بنشاطه وبثاقب نظره وبسرعة تنفيذه، وكان من حُسن حَظِّهِ أَنَّ مناظريه في سياسة الشرق الرومي إمبراطور القسطنطينية وذيسبوتس إبيروس وإمبراطور البلغار؛ لم يتفاهموا فيما بينهم، فلجأ يوحنا الثالث إلى التحالُف مع البعض منهم على البعض الآخر، وحفظ بذلك مركزًا ممتازًا بينهم. وكان قد استقر في مقاطعة إبيروس ميخائيل بن يوحنا دوقاس أنجيلوس غير الشرعي، فاتخذ لنفسه اسمَ ميخائيل الأول أنجيلوس دوقاس كومنينوس (1205–1214)، وشملت مقاطعتُهُ — بادئ ذي بدء — كل ما وقع بين ديراتزو وخليج كورونثوس، وكانت مدينة أرتة Arta عاصمة هذه المقاطعة، وأبقى ميخائيل الأول على الإدارة البيزنطية فيها، وأَدَّتْ ظروفُ هذه الفترة العسكرية إلى العناية بالجيش للصمود في وجه الطامعين: ملوك ثيسالونيكة في الشرق وعمَّال البندقية في الغرب، وكانت إبيروس — ولا تزال — جبلية وعرة صعبة المنال، فَقُدِّرَ لها أن تحيا مستقلةً كل الاستقلال. وقُتل ميخائيل في ساحة الوغى فتولى الحكمَ بعده أخوه ثيودوروس، وكان ثيودوروس هذا قد بقي في نيقية في بلاط إمبراطورها، فكتب ميخائيل الأول إلى ثيودوروس الأول أن يسمح لأخيه بالالتحاق به في سبيل الدفاع عن الروم، فسمح إمبراطور نيقية بذلك شَرْطَ أن يُقسم ثيودوروس أخو ميخائيل يمينَ الولاء والطاعة له، ففعل، ولكنه ما كاد يستوي على عرش إبيروس حتى حَنَثَ في يمينه. وتُوُفي هنريكوس إمبراطور القسطنطينية في السنة 1216 فانتخب الأشراف بطرس الكورتناي Pierre de Gourtenay خلفًا له، وكان هذا قد تَزَوَّجَ من يولندة أخت بلدوين وهنريكوس، وكان بطرس وقت انتخابه في فرنسة، فقام وزوجته إلى القسطنطينية عن طريق رومة، وتسلم تاجه من يد البابا أونوريوس الثالث خلف أنوشنتش الثالث، وأرسل بطرس زوجته يولندة إلى القسطنطينية بحرًا، وقام هو وجنودُهُ فعَبَرَ الأدرياتيك ونزل بالقُرب من ديراتزو، فكمن له ثيودوروس وانقضَّ عليه فأَسَرَهُ مع أكثر جنوده، وتُوُفِّيَ بطرس في السجن في إبيروس، فحكمت يولندة إمبراطورية القسطنطينية سنتين متتاليتين (1217–1219). وكان بونيفاتيوس ملك ثيسالونيكية قد سقط في ميدان القتال في السنة 1207 في الحرب ضد البِلغار، فاضطربتْ أحوالُ مملكتِهِ الداخلية، ولكن الإمبراطور هنريكوس تمكن في أثناء حياته من الدفاع عن هذه المملكة ضد أعدائها الروم والبلغار، فلما تُوُفي هنركيوس وبطرس بعده خلا الجَوُّ لثيودوروس ذيسبوتس إبيروس، فأعلن هذا الحربَ على مملكة ثيسالونيكية واستولى عليها في السنة 1222، واتسع ملكه من الأدرياتيك حتى إيجه فاتخذ لنفسه لقب فسيلفس، ولم يَبَرَّ بيمينه ليوحنا باطاجي إمبراطور نيقية، وطلب إلى متروبوليت ثيسالونيكية أن يتوِّجه، فامتنع هذا؛ مبينًا أن التتويج من حقوق البطريرك المسكوني، ولما كان هذا البطريرك جالسًا في نيقية عاصمة يوحنا باطاجي الإمبراطور، التجأ ثيودوروس إلى متروبوليت أوخريدة المستقل في سلطته آنئذٍ، فتوَّجه هذا المتروبوليت (1223)، وتردى ثيودوروس بالأرجوان واحتذى الحذاء الأرجواني، وقام في الشرق بعد هذا إمبراطورياتٌ ثلاثٌ، وخشيتْ رومة سُوءَ العاقبة، فكتب البابا أونوريوس الثالث إلى الملكة بلانش أُم لويس التاسع ملك فرنسة؛ يستحثها لإسداء المعونة إلى إمبراطور القسطنطينية. وتسابق الفسيلفسان نحو عرش القسطنطينية، فتَمَكَّنَ يوحنا الثالث باطاجي — بقوة أسطوله — من احتلال بعض جُزُر إيجه، ثم لَبَّى نداء الروم في أدرنة ونزل في أوروبة واحتل هذه المدينة دون مقاومة (2)، وهَبَّ ثيودوروس للقتال، فاستولى على معظم تراقية، واقترب في السنة 1225 من أدرنة فتراجع يوحنا عنها، ثم تابع ثيودوروس زَحْفَه حتى وصل إلى أسوار القسطنطينية، وكاد يُعيد حُكْمَ الروم إلى مقره الرئيسي لولا تدخل يوحنا آسن الثاني إمبراطور البلغار (1218–1241). وتُوُفي روبر كورتناي إمبراطور القسطنطينية في السنة 1228، وكان أخوه وخلفه بلدوين الثاني لا يزال في الحادية عشرة من عمره، فنشأتْ مشكلةُ الوصاية على هذا الإمبراطور القاصر، ورغب يوحنا آسن الثاني في هذه الوصاية، واقترح زواج بلدوين من ابنته، ووعد بتحرير الأراضي التي كان قد احتلها الرومُ، ولكن الإكليروس اللاتيني وبعض فرسان الفرنجة أَصَرُّوا على انتخاب يوحنا بريانوس صاحب الحق في عرش القدس الذي كان آنئذٍ في أوروبة، فتحالف ثيودوروس ويوحنا آسن، ثم نكث ثيودوروس وَعْدَهُ، فنشب القتال وانتصر يوحنا آسن في السنة 1230 في كولوكوتينتزة Kolokotinitza بين أدرنة وفيليبي، ووقع ثيودوروس في الأسر ثم سملت عيناه(3)، فتلاشت الإمبراطوريةُ الغربيةُ ولم يَبْقَ في ميدان التسابُق للاستحواذ على عرش القسطنيطينية سوى يوحنا آسن البلغاري ويوحنا باطاجي النيقاوي. وغضب يوحنا آسن؛ لإخفاقه في الاستيلاء على الوصاية في القسطنطينية، فدخل في تحالُف بينه وبين يوحنا باطاجي وعمانوئيل أنجيلوس خلف ثيودوروس في ثيسالونيكية، فأَدَّى هذا التحالُفُ وهذا العملُ المشترك إلى التقارُب بين روم الغرب وروم الشرق، بين ثيسالونيكية ونيقية، وفتح الباب على مصراعيه ليوحنا باطاجي أن يزيد نفوذه في ثيسالونيكية وتوابعها، وحاصر الروم والبلغار القسطنطينية في السنة 1235 من البر والبحر معًا ولكنهم اضطروا إلى أن يتراجعوا، وقام بلدوين الثاني إمبراطور القسطنطينية في رحلة إلى الغرب يستنهض الهمم لمساعدته ضد صفوف «المنشقين» عن الكنيسة، وكان السبب الأكبر في تراجُع الروم خوف يوحنا آسن من زميله يوحنا باطاجي من شخصيته ومواهبه وقوته، وما إن لمس هذه الحقيقة حتى اتصل برومة، معلنًا استعداده للعودة إلى حضن الكنيسة، طالبًا إرسال ممثلٍ بابويٍّ إلى عاصمته، ومدَّ هذا التفكُّك بين الحليفين في عمر الإمبراطورية اللاتينية فترة أُخرى من الزمن.
..............................
1- John Ducas Batatzes
2- Vasiliev, A. A., Byz. Emp., 523
3- Illynsky, G., A Charter of John Asen II, Transacions of Russian Inst. of Const., 1901, 27
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|