أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-25
2217
التاريخ: 2024-06-25
722
التاريخ: 14-06-2015
2219
التاريخ: 14-06-2015
2969
|
إقامة الصلاة هي الباعث لإقامة الدين
إقامة الصلاة هي الباعث لإقامة الدين إن إقامة الصلاة هي غير أدائها. فأداء الصلاة والمواظبة عليها عمل واجب وقد عده القرآن من أوصاف المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [المؤمنون: 9] ، أما الأهم من ذلك فهو إقامة الصلاة التي حسبت من خصال الأتقياء، وهذه هي إقامة حقيقة الصلاة.
إن إقامة حقيقة الصلاة وروحها تتحقق -بغض النظر عن تلفظ أذكار القراءة والكلمات، وذكر الركوع والسجود والتشهد وأمثال ذلك. وبصرف النظر عن الهيئات الخاصة من استواء، وانحناء تام وغير تام، وجلوس، وما إلى هذا، وبقطع النظر عن تصور مفاهيم اذكارها في الذهن - تتحقق من خلال إخراج الرسالة الأصيلة للصلاة من وجودها اللفظي والذهني، وإيصالها إلى وجودها العيني، لتتمثل في حيز روح المصلي، ومن ثم إبرازها في المجتمع من خلال السنة والسيرة المستمرة له، وتربية الآخرين المؤهلين بجعلهم كروح متمثلة للصلاة بالدعوة، والتعليم، وتزكية نفوسهم المستعدة، من أجل أن تتمثل في المجتمع حقيقة ذلك الشيء الذي ذكره القرآن المجيد على أنه ناه عن الفحشاء والمنكر(1)، وعلاج وشفاء لما يعتري الإنسان الطبيعي من كونه هلوعاً وجزوعاً ومنوعا (2).
إن الدين الإلهي بخطوطه العامة يدعو البشر إلى «القيام بالقسط» والقيام لله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25] ، {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ} [سبأ: 46] ، وإن الكعبة، التي هي من مظاهر الدين، هي لقيام الناس: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97] ، كما أن الإنسان القائم هو ذلك الذي يطرد من حريم وجوده كل عوامل السقوط على صعيد العقيدة والأخلاق والعمل.
مثل هذا الإنسان، الذي صار قائماً بالإلهام الفطري، والتعاليم الدينية، بمقدوره ان يضفي على الصلاة - التي هي عمود الدين - القيام. ومثل هذه الصلاة هي التي تستطيع أن تهين للإنسان الدرجات الأسمى من القيام؛ ذلك أن الصلاة القائمة هي التي تحول دون الفحشاء والمنكر:
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] ، وتردع الإنسان من أن يكون جزوعاً عند الشدائد والفاقة، ومنوعاً حال المقدرة والسعة: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ} [المعارج: 19 - 22] . أما الصلاة الساقطة فهي تتلاءم مع السقوط في جهنم: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5].
إن أنبياء الله العظام كما كانوا مأمورين بإقامة الدين: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)1 ، فقد كانوا مأمورين بإقامة الصلاة أيضاً؛ فإن عيسى المسيح (عليه السلام) كان يرى نفسه مكلفاً بإقامة الصلاة: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } [مريم: 31] ، وإن موسى الكليم (عليه السلام) مر بإقامتها: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] ، أما إبراهيم الخليل (عليه السلام) فقد سأل الله لنفسه ولأبنائه التوفيق لإقامة الصلاة: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40].
فالتناسب والارتباط بين «إقامة الدين» و«إقامة الصلاة"، هو أن الإفادة من هداية الفطرة، والتعاليم الابتدائية للدين، والصمود أمام الكفر والشرك، هي من لوازم إقامة الصلاة، وأن إقامة الصلاة هي العامل لإقامة الدين على نحو كامل. بناء على ذلك، فلو كان الناس من اهل القيام بالقسط والقيام لله، وصمدوا بوجه الشرك والكفر، لاستطاعوا إقامة الصلاة التي هي عمود الدين كي تنتصب خيمة الدين كاملا. وإنه من هذا الباب لم تطرح، في الآية مورد البحث، من بين العبادات إلاً إقامة الصلاة: والسبب هو أن إقامة الصلاة مدعاة لإقامة الدين، إذ أن الدين كالخيمة، وأن عمودها الصلاة، فإذا كان عمود الخيمة قائما، قامت الخيمة وانتصبت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع الآية 45 من سورة العنكبوت.
2.راجع الآيات 19-21 من سورة المعارج.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|