أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
10065
التاريخ: 27-11-2014
1829
التاريخ: 11-10-2014
1673
التاريخ: 27-11-2014
1548
|
قال تعالى : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران : 59 ، 60] .
تفسيرُ الآية
ذكرَ سبحانه كيفية ولادة المسيح من أُمّه ( مريم العذراء ) وابتدأ بيانه بقوله : { إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ...} ، وانتهى بقوله : { قالَتْ رَبّ أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكَ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشَاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران : 45ـ47] .
وبذلك أثبتَ أنّ المسيح مخلوق لله سبحانه مولود من أُمّه العذراء دون أن يمسّها بشر ، وأنّه ( عليه السلام ) آية من آيات الله سبحانه ، ولمّا كانت النصارى تتبنّى إلوهية المسيح وأنّه يؤلِّف أحد أضلاع مثلّث الإلوهية : الربّ ، والابن ، وروح القُدس ، وكانت تؤمن أنّه ابن الرب ؛ لأنّه ولِدَ من مريم بلا أب .
ولمّا احتجّوا بهذا الدليل أمام النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وافاه الوحي مُجيباً على
استدلالهم : بأنّ كيفية خَلق المسيح أيضاً هي كيفية خَلق آدم ؛ حيث إنّ آدم خُلق من ترابٍ بلا أب وأُمّ ، فإذا كان هذا أمراً ممكناً ، فمِثله المسيح حيث ولِد من أُمّ بلا أب ، فهو أهون بالإمكان .
وبعبارة أُخرى : إنّ المسيح مثل آدم في أحد الطرفين ، ويكفي في المماثلة المشاركة في بعض الأوصاف ، ففي الحقيقة هو من قبيل تشبيه الغريب بالأغرب ؛ ليكون أقطع للخصم وأحسم لمادة الشبهة .
إنّ من الأسئلة المثارة حول قوله سبحانه : { ثُمَّ قال لَهُ كُنْ فيكون } هو أنّ الأنسب أن يقول : ( ثُمّ قال له كُن فكان ) فلماذا قال : { فيكون } ؛ لأَنّ أمرَهُ سبحانه بالتحقّق أمر يلازم تحقّق الشيء دفعة ؟
والجواب : إنّه وضَعَ المضارع مكان الماضي وهو أمر جائز ، والنكتة فيه هي : تصوير الحالة الماضية ؛ فإنّ تكوّن آدم كان أمراً تدريجياً لا أمراً دفعياً .
وبعبارة أُخرى : إنّ قوله : ( كُنْ ) وإن كان دالاً على انتفاء التدريج ولكنّه بالنسبة إليه سبحانه ، وأمّا بالنسبة إلى المخلوق فهو على قسمين : قسم يكون فاقداً له كالنفوس والعقول الكلّية ، وقسم يكون أمراً تدريجياً حاصلاً بالنسبة إلى أسبابها التدريجية ، فإذا لوحِظ الشيء بالقياس إليه تعالى فلا تدريج هناك ولا مهلة ؛ لانتفاء الزمان والحركة في المقام الربوبي ، ولذا قال سبحانه : { وَما أَمْرنا إِلاّ واحدةٌ كَلَمْحٍ بالْبَصَر }[ القمر : 50] ، وأمّا إذا لوحظ بالقياس إلى وجود الممكن وأسبابه فالتدريج أمر متحقّق ، وبالجملة فقوله : ( فيكون ) ناظر إلى الحالة الماضية (1) .
وهناك وجه آخر ذكره المحقّق البلاغي عند تفسير قوله سبحانه : { بَدِيعُ السَّمواتِ والأَرْض وَإِذا قَضى أَمْراً فَإنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون } .
إنّ قوله : ( فيكون ) تفريع على قوله : ( يَقُولُ ) ، وليس جزاءً لقوله تعالى : ( كُنْ ) ؛ لأَنّ الكون بعد الفاء هو نفس الكون المأمور به لا جزاءه المترتّب عليه ، وتَوهمُ أنّه جزاء لذات الطلب أو ملكوت مع الطلب ، مدفوعٌ بأنّه لو صحّ لوجبَ أن يُنصب مع أنّه مرفوع (2) .
وعلى كلّ تقدير ، فالقرآن الكريم يستدلّ على إبطال إلوهية المسيح بوجوه مختلفة ، منها : هو تشبيه ولادة المسيح بآدم ، والتمثيل المذكور يتكفّل بيان هذا الأمر أيضاً ، وفي الحقيقة الآية مُنحلّة إلى حجّتين تفي كلّ واحدة منهما بنفي الإلوهية عن المسيح .
إحداهما : إنّ عيسى مخلوق لله ـ على ما يعلمه الله لا يضلّ في علمه ـ خِلقة بشر وإن فَقدَ الأب ، ومَن كان كذلك كان عبداً لا ربّاً .
وثانيهما : إنّ خِلقته لا تزيد على خلقة آدم ، فلو اقتضى سنخ خلقه أن يقال بإلوهيته بوجهٍ لاقتضى خلقُ آدم ذلك ، مع أنّهم لا يقولون بها فيه ، فوجبَ أن لا يقولوا بها في عيسى ( عليه السلام ) أيضاً لمكان المماثلة .
ويظهر من الآية : أنّ خلقة عيسى كخلقة آدم خلقة طبيعية كونيّة ، وإن كانت خارقة للسنّة الجارية في النسل ، وهي حاجة الولد في تكوّنه إلى والد (3) .
_______________________
1 ـ الميزان : 3/212 ؛ المنار : 3/319 .
2 ـ آلاء الرحمان : 1/120 .
3 ـ الميزان : 3/212 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|