أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-25
1271
التاريخ: 25-11-2014
3059
التاريخ: 2023-10-29
1258
التاريخ: 13-11-2014
2580
|
التصور الخاطئ لمعنى الإنفاق
قال بعض المفسرين: بما أن المادة الأصلية للإنفاق هي «نفق»، وكل كلمة تبدأ بحرف «النون» والحرف الثاني منها هو «الفاء» فهي تدل على معنى الزوال والذهاب والخروج (أمثال: نفر، نفد، نفى، ...الخ)(1) ، فإن الإنفاق يستبطن معنى الزوال والانعدام، لذا فالمراد من الإنفاق في جملة {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3] هو إنفاق المال الذي يكون مدعاة لنفاد وزوال مالكية المالك السابق، وإن شموله للعلم - الذي ليس انه لا ينقص بسبب النشر والتعليم فحسب، بل هو ينمو ويزداد أيضاً - أمر «محتمل»، وليس حتمياً (2).
الجواب على ذلك هو: أولأ: لقد استخدمت لفظة الإنفاق في القرآن الكريم في مجال الإعطاء الإلهي أيضأ: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] ، ومن المعلوم أن إنفاق الله لا يكون باعثاً على نقصان ملكه أو ملكه، بل هو سبب في ازدياد نعمته وتنامي جوده وكرمه: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] ، «ولا تزيده كثرة العطاء إلاً جوداً وكرماً»(3) . إذن، ففي مثل هذه المواضع لا كلام عن زوال وانعدام المتاع المنفق، لذا لابد من القول: لم يؤخذ هذا المعنى بعين الاعتبار في الاستعمال القرآني للإنفاق، بل استعمل للدلالة على الزوال، أو الزيادة، أو في المواضع التي يتساوى فيها المعنيان.
ثانياً: إذا صاحب إنفاق المال الحسن الفعلي والحسن الفاعلي أيضاً، أي كان المال حلالاً , من ناحية - وكان إعطاؤه بدافع الإخلاص، وعلى اساس الاحترام والتكريم، لا الترحم والتحقير - من ناحية اخرى - فلن يرافقه الزوال والانعدام، وليس أن الله سيخلف من فضله المال المنفق فحسب: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] ، بل سيضاعفه أيضاً: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]. ولهذا، فالإنفاق عند أهل التقوى غنيمة، لكنه عند الكفار مغرم وخسارة: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا} [التوبة: 98]. وقد جاء في بعض النصوص الروائية التعبير التالي في الحث على الإنفاق: (من أيقن بالخلف، جاد بالعطية)4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.الكشاف، ج 1، ص 41؛ وتفسير كنز الدقائق، ج 1، ص88 .
2. راجع تفسير البيضاوي، ج 1، ص 19.
3. البلد الأمين، ص193؛ ومفاتيح الجنان، دعاء الافتتاح.
4. نهج البلاغة، الحكمة 138 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|