أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-26
![]()
التاريخ: 2023-05-06
![]()
التاريخ: 2023-09-26
![]()
التاريخ: 3-12-2015
![]() |
[ قَالَ : كَانَ سَببُ نُزولِها ـ يعني تفسير سورة الكهف ـ : أنَّ قُرَيشَاً بَعَثوا ثَلَاثَة نَفَر الَى نَجرَان ؛ النَّضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي مَعيط ، والعاص بن وائل السَّهمي لِيَتعلَّموا مِنَ اليَهود والنَّصَارَى مَسَائلَ يَسألونَها رَسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) فَخَرجوا الى نَجران الى عُلَمَاء اليَهود ، فَسَألوهُم ، فَقَالوا : سَلوه عن ثَلاثِ مَسَائل ، فإن أجَابَكُم فيها على ما عِندَنَا فهو صَادِقٌ ثُمَّ سَلوه عن مَسألةٍ ] ([2]) [ 117 ] وَاحِدَةٍ ، فَإن ادَعَى عِلمَهَا فَهو كَاذِب .
قالوا : ومَا هذه المسَائل ؟ قالوا : نَسأله ([3]) عن فِتيَةٍ كانوا في الزَّمَن الأوَّل فَخَرجُوا ، وَغَابوا وَنَاموا ، كَم بَقوا في نَومِهم حتَّى انتَبهوا، وكَم كانَ عَددُهُم ، وأيُّ شيءٍ كان مَعهُم مِن غَيرهم ، ومَا كانت قِصتهُم ؟ .
واسألُوه عن موسى حين أمرَه الله أن يَتبِع العَالِم وَيتعَلَّمَ منه ، مَن هو ، وكَيفَ تَبِعهُ ، ومَا كانَت قِصَّته معه ؟ .
واسألوه عن طائفٍ طَافَ مَغرِب ([4]) الشَّمس ومَطلعها ، حتَّى بَلغَ يأجُوج ومأجوج ([5]) وكَيفَ كانَت قصَّته ؟ .
ثُمَّ أملَوا عَليهِم أخبَارَ هذِه المسَائلَ الثَّلاثَة ، وقالوا لهم : إن أجَابَكُم كَما أملَينَاهُ عَليكُم فَهوَ صَادِقٌ ، وإن أخبرَكُم بِخلَافِ ذَلكَ فَهو كَاذِبٌ .
واسألوه عَن السَّاعةِ مَتى تَقوم ؟ فإن ادَّعَى عَلمَها فَهو كَاذِبٌ ، فإنَّ قِيامَ السَّاعَةِ لا يَعلَمُهُ إلَّا الله سُبحَانَه وَتَعَالى .
فَلمَّا رَجَعوا الى مكَّة ، اجتَمَعوا الى أبي طالب ، فقَالوا : إنَّ ابن أخيكَ يَزعُم أنَّ خَبراً يَنزِلُ عَليهِ ، ونَحنُ نَسأله عن مَسَائلَ ، فَإن أجابَنَا عَليهَا ، عَلِمنَا أنَّه صَادِقٌ ، وَإن لم يُجِبنَا عَلِمنَا أنَّه كَاذِب .
فقال أبو طالب : سَلوه عمَّا بَدا لكُم ، فَسَألوه عن هذه المسائل الثَّلاث ؟ فقال [ 118 ] رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) : أُخبركُم غدَاً ولم يستبن ([6]) .
فَاحتَبسَ الوَحيُ عَليهِ اربَعينَ يَومَاً ، حتَّى اغتَمَّ ، وَشكَّ اصحَابَه ، وَاستَهزَأت قُرَيش وَفَرِحُوا ، وَآذَوه أذىً شَديدَاً ، فَحَزنَ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) وابو طالب ، ثُمَّ نَزلَ جَبرئيل (عليه السلام) بِتفسير سورة الكَهفِ .
فقالَ : يَا جَبرئيل ، لقَد ابطَأتَ عَنِّي ، حتَّى ظَننتُ أنَّكَ قَد كَذَّبتَنِي، فقالَ : إنَّا لَا نَنزِلُ إلَّا بإذنِ اللهِ .
قال أبو عبد اللهِ (عليه السلام) : إنَّ أصحَابَ الكهف كانوا في زَمِنِ مَلِكٍ جَبَّارِ عَاتٍ كَافرٍ ، يدعو اهلَ مملَكتِه الى عِبادَةِ الأصنَامِ ، فَمَن لم يُجِبهُ قَتَلَهُ، وكانَ هؤلاءِ قَومَاً مُؤمِنين ، يَعبُدونَ اللهِ ، فَوكَّلَ المَلِك في المدينة قَومَاً لم يَدَعُوا أَحَدَاً يَخرُج حتَّى يَسجُد للأصنَامِ .
فخرَج هؤلاءِ بِعلَّة الصَّيدِ ، ثُمَّ مَرُّوا بِرَاعٍ فَدَعوه الى امرهم فَلَم يُجبهُم ، وَكانَ مع الرَّاعِي كلبٌ فاجابَهُم الكَلب ، فخَرجُوا ، فخَرَجَ معهُم .
ورُوي : أنَّه لَا يَدخُل الجَنَّة مِن البَهائمِ إلَّا ثَلاثَةٌ ؛ حِمارُ بَلعَم ، وكَلبُ اصحَابِ الكَهفِ ، والذِّئب ، وقد تقدَّم خبرُ الأتان .
وأما الكَلب ، فَاسمُه قطمير ، أجابَ الفِتيَة ، وأما الذِّئب ، فإنَّ بعضَ الملوك لَعنَ شُرطيَّاً ، فَجسَّرَ عَليهِ قَومَاً مُؤمِنين ، ومع الشُّرطِي ابنٌ لهُ ، فجَاءَ الذِّئبُ فاحتَملَ ابنَه فأكلَهُ ، فَحزَن الشُّرطِي [ 119 ] عَليهِ ، فأدخَلَ اللهُ الذِّئب الجَنَّة لمَّا أحزَن الشُّرطِي .
وَلا يَدخُل الجَنَّة اسود ، إلَّا رَجُلٌ بَعثَه المَسيحُ الى البَربَر ، فاخذُوه وَعلَّقوه .
فَلمَّا أمسَوا دَخَلوا الكَهفَ وَالكَلبُ مَعهُم ، فألقَى اللهُ عَليهِم النُّعاسَ ، فَنَاموا حتَّى اهلَكَ اللهُ ذَلكَ المَلِك ، واهلَ مملَكَتِه ، وذَهبَ ذَلِكَ الزَّمَان ، وَجَاءَ زَمَانٌ آخَر ، وَقَومٌ آخَرُون .
ثُمَّ انتَبهوا ، فقَال لبعضهم ([7]) : كَم نِمنَا ؟ ! فنَظروا الى الشَّمس قَد ارتَفعَت ، فقَالوا : يَومَاً أو بَعضَ يَومٍ ، فقَالوا لواحِدٍ مِنهُم : خُذ هَذَا الوَرق ، وَادخُل المدِينَةِ مُتنَكِرَاً ، وَاشتَرِ طَعامَاً .
فَجَاء ذَلكَ الرَّجُل ، فرَأى المدِينَة خِلَاف الَّذي عَهِدُوا ، وَرَأى قَومَاً خِلَاف اولئكَ ، لم يَعرِفْهُم وَلم يَعرِف لُغَتهُم وَلم يَعرِفوا الفِتيَة ، فَسَألوه : مَن أنتَ ، ومِن اينَ جئتَ ؟ فأخبرَهُم .
فقَامَ الَملِكُ مع اصحَابِه ، وَالرَّجُل مَعهُم حتَّى وَقَفوا عَلى بَابِ الكَهفِ ، فدَخَلَ الرَّجلُ الكَهفَ ، وَاصَابَه النُّعَاس ، حتَّى سَقَطَ وَنَامَ ، وَلم يَجسُر أحدٌ أن يَدخُلَ مِنهُم الكَهفَ .
وَأقبَلوا يَتَطلَّعونَ فِيهِ وَيفزَعُون ، فقَالَ بَعضَهُم : ثَلاثَةٌ رَابِعهُم كَلبُهُم ، وقال قومٌ : خَمسَةٌ وَسَادِسهُم كَلبهُم ، وقالَ قَومٌ : سَبعَةٌ وَثَامِنهُم كَلبَهُم ، فقَالَ المِلِكُ : يَنبَغِي أن يُبنَى هَنَا مَسجِدَاً ، ويَزورَه ([8]) فإنَ هَؤلَاءِ قَومٌ مٌؤمِنونَ .
ورُوي : أنَّ لهُم في كُلِّ سَنةٍ [ 120 ] نَقلتَانِ ؛ يَنامُونَ سِتَّة أشهُر عَلى جُنوبِهم الأيامِن ، وسِتَّة أشهُرٍ عَلى جُنوبِهم الأياسِر ، والكَلبُ مَعهُم قَد بَسطَ ذِرَاعَيهِ بِفنَاءِ الكَهفِ ، وهو قوله : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم }([9]) الآيات .
فقوله { أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } ([10]) يعني : الَّذِينَ ذَهَبوا الى بَابِ الكَهفِ . ([11])
وكان الَّذين كَتبوا هذه المسائل الثَّلاث لقُريش ، كَتبوا جَواباتها ، كما حكى اللهُ : { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } ([12]) الى قوله :{ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ([13]) .
فقال اللهُ سبحانه لنَبيِّه : قُل لهُم : ربِّي أعلمُ بعدَّتهم ، ما يَعلَمهُم إلَّا قليلٌ .
ثُمَ انقطع خبرهُم بما قالوا ، فقال تعالى : { فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً } ([14]) .
أي : لا تُخاصِم .
{وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً } ([15]) .
أي : لا تَسأل ، ولا تقُولُنَّ لِشيءٍ : إنِّي فاعلٌ ذلكَ غَداً إلَّا أن يشاءَ اللهَ .
فاخبرَه انَّه إنَّما حَبسَ الوَحي عنهُ أربعينَ صباحَاً ؛ لأنَّه قال لقريش حينَ سَألوه عن هذه المسائل : غدَاً أُجيبكُم عنها ، ولم يَستثنِ .
ثُمَ عَطفَ على قولهم : ويقولون ثلاثةٌ رابعهم كلبهم ، ولبثوا في كهفهم ، وهو حكايةٌ عنهم ، وتقديره : ويقولون لَبِثوا في كهفهِم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، والدَّليلُ على أنَّه حكايةٌ ، ولفظه لفظُ الخبر ، قوله : { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا } ([16]) .
قوله : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً} ([17]) [ 121 ] .
قال الصَّادق (عليه السلام) : ( نَزَلَت الآيةُ هَكذَا : وَقُل الحقَ مِن رَبِّكُم ؛ يَعنِي وُلَايَة عَليّ (عليه السلام) : { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } لآلِ محمَّد : { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ } الَّذِي يَبقَى في أصلِ الزَّيتِ المَقلِيِّ ، يَكُونُ أَشدَّ حَرَارَةً ) ([18]) .
قوله : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ } ([19]) الآية .
قال بكر بن محمّد ([20]) : سَمِعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :
( أيُّهَا النَّاس ، مُروا بِالمَعرُوفِ ، وَآنهَوا عَن المُنكَرِ ؛ فَإنَّهمُا لَن يُقَرِّبَا أَجَلَاً ، وَلَن يُبَاعِدَا رِزقَاً ، إنَّ الأَمرَ يَنزِلُ مِن الَّسمَاءِ الَى الأَرضِ كُلَّ يَومٍ ، لِيَنظُرَ الَى كُلَّ نَفسٍ مَا قَدَّرَ اللهُ لهَا مِن زِيَادَةٍ أو نُقصَانٍ ، في أَهلٍ ، أو مَالٍ، أو نَفسٍ .
فَإن رَأى عَبداً أخَّرَ عَفوَهُ ([21]) فَلَا تَكونَنَّ عَلَيهِ فِتنَةً ([22]) فَإنَّ المَرَء المُسلِم مَا لَم يَعِش في دُنيَاه ([23]) بَأن يَخشَعَ لَهَا إذَا ذُكِرَت ، وَيُعزَّى بِها لِئَامُ النَّاسِ كَانَ كَاليَاسِرِ الُمفلِح ، الَّذي يَنتَظِرُ أَوَّلَ فَوزٍ مِن قِدَاحِهِ ، يُوجِبُ لَهُ المَغنَم ، وَيَدفَعُ عَنهُ الَمغرَم .
لِذلِكَ ([24]) المَرءُ المُسلِم البَريءُ مِن الخِيَانَةِ وَالكَذِب ، يَنتَظِرُ إحدَى الحُسنَييَنِ ، إمَّا دَاعٍ مِن عِندِ اللهِ ، فَمَا عِندَ اللهِ خَيرٌ لَهُ [ 122 ] وَأمَّا رِزقٌ مِنَ اللهِ ، فَهوَ ذُو أهلٍ وَمَالٍ وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ ، المَالُ وَالبَنُونُ حَرثُ الدُّنيَا ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ حَرثُ الآخِرَةِ ، وَقَد يَجمَعُهُما اللهُ لِأَقوَامٍ ) ([25]).
قوله : { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ([26]) الآية .
( قَرَأ عَلَيهِ رَجُلٌ { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } ([27]) قَالَ الصَّادِقُ (عليه السلام) : مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيهَا ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَقُولُونَ : إنَّهَا فِي القِيَامَةِ : فَقَالَ : وَيحَكَ ، يَحشُرُ الله في القِيَامَةِ مِن كُلِّ أمَّةٍ فَوجَاً ؟ فَهوَ فِي قِيَامِ القَائِمِ (عليه السلام) مَا في الرَّجعَةِ ، إنَمَا آيةُ القِيَامَةِ : { فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} فَأمَّا : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } فَهوَ فِي قِيَامِ القَائِمِ (عليه السلام) فِي الرَّجعَةِ ) ([28]).
قوله : { عَضُداً } ([29]) .
أي : نَاصِراً ([30]) .
فَلمَّا أخبرَهُم رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) بقِصَّة أصحَابِ الكَهفِ ، قَالوا : أَنْ أخبِرْنَا عَن العَالِم الَّذي أَمرَ الله مُوسَى أن يَتَبِعَهُ ، مَن هُوَ ، وَكَيفَ اتَبَعَهُ ، وَمَا قِصَّتَهُ ؟ .
فقَالَ اللهُ : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } ([31]) .
قال الصَّادِقُ (عليه السلام) : ( سَبَبُ ذَلِكَ ، لمَّا كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكلِيمَاً ، وَأنزَلَ الألوَاحَ ، فِيهَا كَمَا قَالَ : { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } ([32]) رَجعَ مُوسى الَى بَنِي إسرَائيلَ [123] .
فَصَعَدَ المِنبَر ، فَاخبَرَهُم أنَّ الله قَد أَنزَلَ عَلَيهِ التَّورَاة وَكَلَّمَهُ ، وَقَالَ : في نَفسِهِ : مَا خَلقَ اللهُ خَلقَاً أَعظَمَ مِنِّي ([33]) فَأوحَى اللهُ الَى جَبرَئيل : ادرِك مُوسَى ، فَقَد هَلَكَ ، فَأخبرِهُ : أنَّ عِندَ مُلتَقَى البَحرَينِ عِندَ الصَّخرَةِ رَجُلاً أعلَمُ مِنهُ ([34]) وَقُل خَيرَاً إلَيهِ ([35]) وَتَعَلَّمْ مِن عِلمِهِ ، فَنَزَلَ جَبرَئيلُ (عليه السلام) وَأخبَرَهُ بِذَلِكَ .
فَذَلَّ مُوسَى في نَفسِهِ ، وَعَلِمَ أنَّه قَد أخطَأ ، وَدَخَلَهُ الرُّعبُ ، وَقَالَ لِشَمعُون وَصِيِّهِ : إنَّ اللهَ قَد أَمَرَنِي أن أتَبِعَ رَجُلَاً عِندَ مُلتَقَى البَحرَينِ ، فَأتَعَلَّمَ مِنهُ فَاخرُج مَعِي ، فَتَزَوَّدَ شَمعُون حُوتَاً مَملُوحَاً وَخَرَجَا .
فَلمَّا بَلَغَا ذَلِكَ المَكَان ، وَجَدَا رَجُلاً مُستَلقِيَاً عَلى قَفَاهُ ، فَلَم يَعرِفَاهُ ، فَأخرَجَ وَصِيُّ مَوسَى الحُوتَ ، وَغَسَلَهُ بِالمَاءِ ، وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّخرَةِ ، وَمَضَيَا وَنَسَيَا الحُوتَ .
وَرُويَ : أنَّ ذَلِكَ المَاء كَانَ مَاءَ الحَيوَانِ ، فَحَيَي الحُوت ، وَدَخَلَ في المَاءِ ، فَمَضَى مُوسَى وَشَمعُون حتَّى أعيَا ([36]) فَقَالَ لِوَصِيِّهُ : { آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} ([37]) أي عَنَاءً ، فَذَكَرَ شَمعُون السَّمَكَ ، فَقَالَ لِمُوسَى : إنِّي نَسِيتُ الحُوتَ عَلَى الصَّخرَةِ .
فَقَالَ مُوسَى : ذَلِكَ الرَّجُل الَّذِي رَأينَاهُ عِندَ الصَّخرَةِ هُوَ الَّذي نُرِيدُهُ ، فَرَجَعَا عَلَى أَثرِهمَا الى عِندَ الرَّجُل ، وَهوَ الخِضرُ (عليه السلام) [ 124 ] وَهوَ في الصَّلَاةِ .
فَلمَّا فَرغَ ، قَالَ مُوسَى (عليه السلام) : السَّلامُ عَلَيكَ يَا عَالِمَ بَنِي إسرَائيلَ ، فَقَالَ الخِضرُ : وَعَلَيكَ السَّلَامُ يَا نَبِيَ بَنِي إسرَائيل .
فَقَالَ مُوسَى : هَل أتبِعُكَ عَلَى أن تُعِلِّمَنِي مِمَا عُلِّمتَ رُشدَاً ؟ فَقَالَ الخِضرُ : إنَّكَ وُكِّلتَ بِأمرِ لَا أُطِيقُهُ ، وَوُكِّلتُ بِأَمرِ لَا تُطِيقُهُ .
فَقَالَ مُوسَى : سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللهُ صَابِرَاً ، وَلَا أَعصِي لَكَ أَمراً ، فَقَالَ الخِضرُ : فَإن اتَبعتَنِي ، فَلَا تَسأَلنِي عَن شَيءٍ أَفعَلُهُ ، وَلَا تُنكِرهُ عَلَيَّ حتَّى أُخبِرَكَ أنَا بِخَبَرِهِ ، قَالَ : نَعَم .
وَمرُّوا ثَلَاثَتهم الَى السَّاحِل ، وَسَفِينَةٌ تُرِيدُ أن تَعبُر ، فَقَالَ أربَابُ السَّفِينَة بِحَملَ ([38]) هَؤلَاءِ فَحَمَلُوهُم ، فَلمَّا لَجَجَت ([39]) السَّفِينَةُ في البَحرِ ، قَامَ الخِضرُ الى جَانِبِ السَّفِينَةِ فَكَسَرَهَا ، وَحَشَاهَا بِالخِرَق وَالطِّينِ ، فَغَضبَ مُوسَى ، وَقَالَ لِلخِضر : أخَرَقتَها ؟ ... ([40]) الآيات .
فَخَرجُوا مِنَ السَّفِينَةِ ، فَنَظَرَ الخِضرُ الى صِبيَانٍ يَلعَبوُنَ ، وَفِيهِم غُلَامٌ حَسَنُ الوَجهِ ، كَأنَّه بَدرٌ ، في أُذنِه دُرَّتَانِ ، فَتَأمَّلَهُ الخِضرُ ، ثُمَّ أَخَذَهُ، فَلَوَى عُنُقَهُ وَقَتَلَهُ ، فَوثَبَ مُوسَى الَى الخِضر ، وَجَلَدَ بِهِ الأَرضَ ، وَقَالَ : { أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } ([41]) .
قَالَ الخِضرُ : { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } ([42]) .
فَقَالَ مُوسَى : [ 125 ] { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } ([43]) .
{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } ([44]) بِالعَشِيّ الَى قَريَةٍ تُسَمَّى النَّاصِرَة ، إلَيهَا يُنسَبُ النَّصَارَى ، وَلَم يُضَيِّفُوا أحَدَاً قَطُّ وَلَم يُطعِمُوه ([45]) فَاستَطعَمُوهُم فَلَم يُطعِمُوهَم ، وَلَم يَدَعُوهُم يَدخُلونَ القَريَة .
فَنَظَرَ الخِضرُ الى حَائطٍ قَد زَلَّ ([46]) لِينهَدِمَ ، فَوَضَعَ الخِضرُ يَدَهُ عَلَيهِ، وَقَالَ لَهُ : قُم بِإذنِ اللِه ، فَقَامَ ، فَقَالَ مُوسَى : {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } ([47]) كَانَ يَجِبُ أن لَا تَرُدَّ الجِدَارَ حتَّى يُطعِمُونَا وَيُؤونَا .
قَالَ الخِضرَ : { هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} ([48]) هَاهُنَا نَفتَرِقُ ، وَأُعلِمُكَ بِمَا جَرَى مِنِّي :
أمَّا السَّفِينَةُ الَّتي فَعَلتُ بَهَا مَا فَعَلتُ ؛ فَإنَّهَا كَانَت لِقَومٍ مَسَاكِين ، يَعمَلُونَ فِي البَحرِ ، فَأرَدتُّ أن أعِيبَهَا ... الآية ([49]) وَكانَ مِن وَرَاءِ البَحرِ مَلِكٌ يَأخُذ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصبَاً ، هَكَذا نَزَلَت ، وَإذَا كَانَت مَكتفسير سورة أو مَعِيبَةً لَا يَاخُذُهَا .
وَأمَّا الغُلَام الَّذِي قَتَلتُهُ ، وَكَانَ عَلَى جَبهَتِهِ مَكتُوبٌ طُبِعَ كَافِرٌ ، وَكَانَ أبَوَاهُ مُؤمِنَينِ ...الآية ([50]) قَالَ العَالِمُ : فَابدَلَ اللهُ وَالِدَيهِ بِنتَاً .
وَقَالَ : نَزَلَت هَذَهِ الآيَةُ هَكَذَا : وَأمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أبَوَاهُ مَؤمِنَينِ فَطُبِعَ كَافِرَاً .
وَأمَّا الجِدَار ... ([51]) الآية ، قَالَ : ذَلِكَ الكَنزُ ؛ لَوحٌ مِن ذَهَبٍ ، فِيهِ مَكتُوبٌ :
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ [ 126 ] لَا إلَه إلَّا الله ، مُحَمَّدٌ رَسُول اللهِ ، عَجِبتُ لِمَن يَعلَمُ أنَ المَوتَ حَقٌّ كَيفَ يَفرَحُ ، وَعَجِبتُ لِمَن يُؤمِنُ بَالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ ، وَعَجِبتُ لِمَن يُذَكَّرُ بِالنَّارِ كَيفَ يَضحَكُ ، وَعَجِبتُ لِمَن يَرَى الدُّنيَا وَتَصَرُّفِ اهلِهَا حَالَاً بَعدَ حَالٍ ، كَيفَ يَطمَئِنُ إلَيهَا ([52]) .
فَلمَّا أخبَرهُم رَسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) بِخَبرِ مُوسَى وَفَتَاهُ ، قَالُوا : فَأخبِرنَا عَن طَوَّافٍ ([53]) طَافَ الشَّرقَ وَالغَربَ مَن هُوَ ، وَمَا قِصَّتَهُ ؟.
قال الله { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } ([54]) أي : دَلِيلَاً ) ([55]) .
ورُوي عن أميرِ المؤمنين (عليه السلام) أنَّه سُئل عن ذي القرنين ، هل هو نَبيٌّ أم مَلَك ؟ فقالَ :
( لَا نَبيٌّ وَلَا مَلَك ، إنَّه ([56]) عَبدٌ أحبَ اللهَ فَأحَبَّهُ ، وَنَصَحَ للهِ فَنَصَحَ اللهُ لَهُ ، بَعَثَهُ الَى قَومِهِ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرنِهِ الأيمَنِ ، فَغَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللهُ ان يَغِيبَ .
ثُمَّ بُعِثَ ([57]) الثَّانِيةَ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرنِهِ الأَيسَرِ ، فَغَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللهُ أن يَغِيبَ ، وَمَكَنَ اللهُ لَه في الأرضِ ، وَفيكُم مِثلُه ـ يَعنِي نَفسَه (عليه السلام) ـ { حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً } ([58]) .
فَدَخَلَ الظُّلمَاتِ ، وَأمَرَهُ ان يَتبَعَ عَمُودَاً [ 127 ] مِن نُورٍ ، وَهوَ قَولُه : { فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} ([59]) الآية ) ([60]) .
عن الباقر (عليه السلام) في قوله : { لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً } ([61]) .
: ( لَم يَعلَمُوا صُنعَةَ الثِّيَابِ ) ([62]) .
قوله : { أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} ([63]) .
أمرهُم أن يأتوا بالحديد ، فأتوا به فوضعوه بين الصَّدفين ، حتَّى بنوا بينهما ، ثُمَّ أمرهم أن يأتوا بالنَّار ، فنفخوا تحت الحديد حتَّى صار الحديد مثل النَّار ، ثُمَّ صبَّ عليه القطر ـ وهو الصّفر ـ حتَى شدَّه ([64]) .
قوله : { فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء} ([65]) .
قال : ( إذَا كَانَ آخِر الزَّمَانِ ألقَى اللهُ السَّدَّ ([66]) فَخرَجَ يَأجُوج وَمَأجُوج الى الدُّنيَا ، وَأكَلوا النَّاس ، وهو قوله : { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } ([67]) الآية) ([68]).
ورُوي : ( أنَّ الخِضر كَانَ عَلَى مُقَدِّمَة ذِي القَرنَينِ ، حتَّى دَخَلَ بِلَادَ الظُّلُمَاتِ ، وَأنتَهَى الَى مَاءِ الحَيوَانِ ، فَاغتَسَلَ بِهِ وَشَرِبَ مِنهُ ) ([69]) .
فَلَمَّا أخبرهُم رسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) بخبرِ ذِي القَرنَين ، قَالوا : قد بَقِيَت مسألة ، قال : يا نَبيّ ، قالوا : متَى تَقومُ السَّاعَة ؟ فأنزَلَ اللهُ تَعالى :{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} ([70]) الآية ، فلم يَزدهُم ذَلك إلَّا عُتوَّاً .
قوله : { هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ} ([71]) الآية .
قال : ( نَزَلَت في اليَهودِ ، وَجَرَت في الخَوارِجِ ) ([72]) .
[1]ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق إقتضاها السياق .
[2]ما بين المعقوفتين ضافة من المحقق أكملت من تفسير القمي : 2/31 عن الامام الصادق (عليه السلام) .
[3]في المصدر : ( سلوه ) .
[4]في المصدر : ( من مغرب ) .
[5]في المصدر بعد ذلك : ( مَن هو ) .
[6]هكذا في الأصل ، وفي المصدر : ( يستثن ) .
[7]في المصدر : ( بعضهم لبعض ) .
[8]في المصدر : ( أن نبني ها هنا مسجداً ونزوره ) .
[9]الكهف : 13 .
[10]الكهف : 21.
[11]تفسير القمي : 2/32 ـ 34 .
[12]الكهف : 22.
[13]الكهف : 22.
[14]الكهف : 22.
[15]الكهف : 22.
[16]الكهف : 26.
[17]الكهف : 29.
[18]تفسير القمي : 2/35 .
[19]الكهف : 46 .
[20]بكر بن محمد ، أبو محمد الأزدي ، الكوفي ، من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) له أصل ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 170 ( 1987 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 64 ( 143 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/128 .
[21]هذه العبارة غير موجودة في المصدر .
[22]في المصدر : ( عليه فتنة ) .
[23]في المصدر : ( دناءة ) .
[24]في المصدر : ( وكذلك ) .
[25]الكافي ، الكليني : 5/57 ح 6 عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بتفاوت في بعض ألفاظها.
[26]الكهف : 47 .
[27]النمل : 83 .
[28]تفسير القمي : 2/36 بتفاوت .
[29]الكهف : 51 .
[30]تفسير القمي : 2/37 .
[31]الكهف : 60 .
[32]الأعراف : 145 .
[33]في المصدر : ( أعلم مني ) .
[34]في المصدر : ( أعلم منك ) .
[35]في المصدر : ( فصر اليه ) .
[36]في المصدر : ( حتى عشيا ) .
[37]الكهف : 62 .
[38]في المصدر : ( تحمل ) والصحيح : ( نحمل ) .
[39]في المصدر : ( جنحت ) .
[40]إشارة الى قوله تعالى : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } الكهف : 71 .
[41]الكهف : 74 .
[42]الكهف : 75 .
[43]الكهف : 77 ، أضيفت من المصدر لتمام السياق .
[44]الكهف : 77 .
[45]في المصدر : ( ولم يطعموا غريباً ) .
[46]في المصدر : ( زال ) .
[47]الكهف : 77 .
[48]الكهف : 78 .
[49]إشارة الى قوله تعالى : { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } الكهف : 79 .
[50]إشارة الى قوله تعالى : { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } الكهف : 80 .
[51]إشارة الى قوله تعالى : {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} الكهف : 82 .
[52]معاني الأخبار ، الصدوق : 200 ح 1 .
[53]في المصدر : ( طائف ) .
[54]الكهف : 83 ـ 84 .
[55]تفسير القمي : 2/37 ـ 41 بتفاوت وزيادة .
[56]في المصدر : ( بل انما هو ) .
[57]في المصدر : ( بعثه ) .
[58]الكهف : 86 .
[59]الكهف : 89 ـ 90 .
[60]تفسير القمي : 2/41 .
[61]الكهف : 90 .
[62]تفسير القمي : 2/41 .
[63]الكهف : 90 .
[64]تفسير القمي : 2/41 .
[65]الكهف : 98 .
[66]في المصدر : ( انهدم ذلك السد ) .
[67]الأنبياء : 96 .
[68]تفسير القمي : 2/41 .
[69]تفسير القمي : 2/43 .
[70]الأعراف : 187 .
[71]الكهف : 103 .
[72]تفسير القمي : 2/46 عن الامام الباقر (عليه السلام) .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|