أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
2046
التاريخ: 2024-03-14
940
التاريخ: 24/10/2022
1792
التاريخ: 2024-04-19
711
|
إن العديد من الزيجات تجد صعوبات جمّة، فغالباً ما نرى الأهل ينظرون إلى أي زيجة نظرة مادية بحتة (خاصة أهل الفتاة) متجاهلين عواطف ومشاعر أبنائهم ويريدون إشباع رغباتهم الدفينة حتى ولو أدى الأمر إلى الإطاحة بتلك الزيجة، وهذا الأمر الشنيع يذمه الإسلام ويرفضه بشدة فالإسلام يشجع على ترك الاختيار لكلا الطرفين (الشاب والفتاة)، بصرف النظر عن أي أمور مادية.
ـ معارضة أهل الفتاة:
بات في عصرنا هذا أن الشاب عندما يريد الذهاب لطلب فتاته المناسبة يشعر وكأنه ذاهب إلى مؤسسة ليشتري سلعة ما لا يعرف مدى استطاعته لشرائها أم لا، فللأسف الشديد فإن بعض الآباء (النسبة الكبرى) في مجتمعنا المعاصر يغالون في مهور كريماتهم وبالتالي يصعب أمر الزواج على المؤمن الميسور فكيف حال الفقير المعدم، فتراهم يطلبون المنزل الواسع والأثاث الفخم والسيارة الحديثة وكأن هذه الأمور الفانية باتت تشكل الحافز الأكبر لسعادة فتياتهم. وكلنا نعلم أن هناك الكثير من الشبان والشابات قد افترقوا عن بعضهم البعض رغم أنهم كانوا من المتحابين بسبب اعتراضات الأهل وإقحام أنفسهم في أمور ليست تمت إليهم بصلة سوى المباركة والتوجيه. وغالباً ما نرى أنه عندما يظهر فارس أحلام أهل الفتاة يزوجونها لأول مشتر وأحياناً يضغط عليها لقبول ذلك متجاهلين تعاليم الدين الإسلامي وقيمه الأخلاقية. وآفة الآفات والطامة الكبرى إن كانت الفتاة تهوى شاباً وتحبه وأهلها يرفضونه ويريدون تزويجها من ذاك الفتى عندها قد تصاب الفتاة بأزمة نفسية حادة وقد يؤدي بها الأمر إلى إيذاء نفسها عدا عن إصابتها ببعض الأمراض الجسدية، والتي تهاب والدها تتأذى بشكل أكبر، والمسلم فيه أن الظلم سيرافقها في زواجها التعيس، وهذا الأمر غالباً ما يؤدي إلى فساد في الحياة الأسرية والمجتمع وهذا ما نبه إليه الإسلام من رفض الأهل للمريد من الفتاة الموافقة.
قال تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73].
أحياناً قد لا يكون هناك خاطب لها غني ووجيه لكنها تحب شاباً تقدم لها وأهلها رفضوا ذلك لفقره أو لعدم رغبتهم به عندها قد تضطر إلى الذهاب معه رغماً عنهم (خطيفة) معارضة رغباتهم طالبة حقها من حبيب القلب وفتى الأحلام. ونقول لأهلنا الأعزاء: أنه لو وضعتم الشروط المعقدة للشاب وطلبتم منه سبائك ذهبية، وكان غير مؤمن متدين فإنه يجعلكم تدفعون أضعافها ليطلق ابنتكم فضلاً عن الإهانات والفضائح الاجتماعية، والأهم إيذاء ابنتكم وجرح مشاعرها الرهيفة.
ـ معارضة أهل الشاب:
من المؤكد أن الظلم في اختيار الشريك المناسب لم يلاحق الفتاة فحسب بل إن الشاب يقهر أحياناً، فقد يزرع الأهل العوائق والصعوبات في طريق ولدهم، وأكثر الأحيان تكون أموراً لا قيمة لها، كرفض الفتاة لعدم جمالها أو أن جسدها نحيف أو شعرها أصفر وليس أسود وهكذا من الأمور التي تصل إلى التفاهة، وكأنهم من سيقاسمها الفراش، ونقول ما أدراهم بمشاعر ولدهم ورغباته فلعله يريدها شقراء وأمه خاصة تريدها سمراء، من هنا على الأهل أن يراعوا هذا الأمر ويدعوا ولدهم يحدد مصيره ويتزوج من يشاء وإلا سيتزوجها (وغالباً ما يحصل الأمر) رغماً عنهم وبالتالي ستكون بينهم خلافات شديدة وعقيمة قد لا تلد أبداً.
* فيا أيها الأهل الكرام دعوا أبناءكم يرسمون خرائط حياتهم وكونوا عوناً لهم، وارفعوا العوائق من طريقهم، وأرشدوهم وساعدوهم، وتذكروا أن الذي يحارب شخصاً محباً، جبهته خاسرة حتماً لأن المحب كلما أرغم على ترك المحبوب كلما تعلق به وازداد عشقاً له، وعليه فالزموا العقل والحسنى، واعلموا أنكم كما زرعتم ستحصدون. ونذكركم بحديث الصادق (عليه السلام) حينما سأله أحدهم عن فتاة قد أحبها، وأهله أرادوا له أخرى فقال الإمام (عليه السلام): (تزوج من هويت ودع التي هوى أبواك) (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار، ج 103.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|