المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

raising (n.)
2023-11-04
المؤثرين على أنفسهم
1-10-2021
pH of Acid Rain over a Period of 50 years
8-2-2019
الحرص على الدنيا
2024-08-13
المهددات الأمنية الداخلية
13-9-2021
الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ‏ - بحث روائي
18-8-2016


تشكيل الأسرة  
  
1498   11:08 صباحاً   التاريخ: 9-2-2022
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص17ـ20
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-5-2018 2011
التاريخ: 13-9-2018 3107
التاريخ: 11-6-2020 2493
التاريخ: 2024-07-05 675

إن لتشكيل الأسرة فوائد كثيرة ، وكثيرة جداً ، وإن إرضاء الغريزة الجنسية مقابل تلك الفوائد لا يعد شيئا ، ولو علمنا بأن قتل النفس الأمارة بالسوء والذي يعني قتل جميع الرغبات والميول ومن جملتها الغريزة الجنسية حرام بنظر الإسلام ، وأن الغريزة الجنسية لا تعد شيئا مهما ذا ما قيست بالفوائد التي تصدر عن تشكيل الاسرة (1).

إن الفائدة الأولى التي يمكن أن تنتح عن تشكيل أسرة هي إرضاء الفطرة، وهي فائدة مهمة جداً، لأن الرجل للمرأة، والمرأة تنجذب إلى الرجل، وأن الأولاد هم حاصل تجاذب المرأة والرجل وهذا أمر طبيعي لذا تكون المرأة منجذبة نحو الرجل وأن الرجل تجذبه المرأة منذ اليوم الأول الذي وضع فيه الإنسان قدمه على الأرض، ويكون نتاجهما من الأولاد متعلقا بهما فقط. إن أول من أحيا هذه الفطرة هو نبي الله أدم أبو البشر وزوجه حواء عليهما السلام لتبقى هذه الفطرة إلى يومنا هذا ولو تمكنت إحدى الأسر من تقديم نسل صالح للمجتمع ستحظى حتما بالأجر والثواب، وهذا هو نظر الإسلام العظيم، وقد لا يكون هناك أجر ولا ثواب في الإسلام أسمى من هذا، لذا تكون الآية المباركة التالية دليلا على قيمة الإنسان الرفيعة.

{مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]

لقد ذيل الإمام الصادق عليه السلام هذه الآية بمعنى باطني دقيق وهو: إذا تمكن فرد من حرف أخر عن جادة الصواب، أو من أخرجه من الطريق المستقيم كان وزره كالذي قتل الناس جميعا، ومن هدى شخصا إلى سواء السبيل بعد أن كان منحرفا فكأنما أحيا الناس جميعا.

وبناءً على ذلك يحذر الإمام الصادق عليه السلام الناس من مغبة التحدث جزافا خشية انحراف البعض عن جادة السواء.

وعليه ينبغي لكم أن تحذروا تشويه سمعة العلماء والرجال الخيرين في هذه الأمة الإسلامية أمام أبنائكم. فالحذر كل الحذر من زلات أقلامكم ، وشطحات السنتكم ، وطريقة أعمالكم ، وأسعوا لتربية الناس وفق ما جاء في كتاب الله تعالى ، فإذا تمكنتم من مد يد الهدى لأحدكم فلا تبخلوا عليه بذلك ، وأعلموا أنكم بنجاته تنجون العالم كله.

وبناءً على ما تقدم ، يكون تفسير الإمام الصادق عليه السلام الخالص لتلك الآية : هو إذا استطاع زوجان تقديم جيل صالح الى المجتمع فسوف يكون ثوابهما أكثر من ثواب ذلك الذي يبني مسجدا ، أو مدرسة ، وسيكون ثوابهما كثواب الذي أحيا الناس جميعا.

وعليه يكون تقديم الأبناء الصالحين إلى المجتمع الإسلامي أكثر ثوابا من بقية الأعمال الصالحة ، ولكن متى يمكن تقديم الأبناء ؟ يمكن ذلك بعد تشكيل الأسرة.

نقرأ في الروايات المتواترة ، أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار عليهم السلام أكدوا وتطرقوا كثيرا الى أن الذي يموت ينقطع عمله ، الا من كان لديه أعمال باقيات صالحات ممتدات الى الحياة الأخرى ؛ وأحد مصاديق هذه الباقيات الصالحات هم الأولاد الصالحون.

فمن ترك وراءه أبنه صالحة ، أو أبناً صالحاً فهو شريك معهما في الثواب الذي يمكن أن يحصلا عليه من خلال قيامهم بالأعمال الخيرة ، ومثله كمثل الذي يسن سنة حسنه فيحصل على أجرها ، وعلى مثل أجر من يعمل بها إلى يوم القيامة. إذن سيكون الوالد حاصلا على ثواب ما يحصل عليه أبناؤه الخيرين حتى بعد مماته (2). نقل عن الشيخ الصدوق أنه نقل عن الإمام الباقر محمد بن علي عليهما السلام في (ثواب الأعمال) أنه قال :

أيّما عبد من عباد الله سن سنة هدى ، كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. إن الباري تبارك وتعالى كافأ الإنسان الذي قدم أفرادا - أبناء - صالحين للمجتمع بثواب جزيل بالإضافة إلى الثواب الذي يحصل عليه من خلال تقديم الأبناء للأعمال الخيرة ، فإذا صلى الولد ركعتين حصل على ثوابهما ، وحصل الوالد على مثل ذلك أيضا ، وحصلت والدته على مثل ذلك الأجر. وعكس ذلك صحيح وهو الذي يسعى جاهداً لأن يهلك الحرث والنسل ، والذي لا يمكن أن يحسب إلا عدوا للبشرية.

إن عدو البشرية صمم ومنذ اليوم الأول على سلب النسل الخير من المجتمع من خلال شيوع الجنس بين أفراد البشر {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة: 204].

أما بالنسبة للصفة الثانية التي تعرض لها القرآن المجيد في سورة البقرة فهي : إن هؤلاء الأعداء - أعداه البشرية - يسعون للإفساد دائما حينما يكونون مقتدرين ، أو متولين زمام الأمور: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205].

إن احدى اعمال فرعون كانت تكمن في تخريب وتدمير النسل والحرث وإفساد النساء بعد تجريدهن من الحياء بطرق مختلفة خبيثة. لقد قسمت لنا الروايات الحياء إلى (عشرة) أقسام (تسعة) منها للمرأة وقسم واحد منها للرجل ، ولكن أنظر ما الذي يحدث حينما تذهب هذه الأقسام التسعة من المرأة ؟

إنها سوف تجرأ على فعل المحرمات ، تجرأ على الخروج من منزلها معطرة ، متبرجة ، متزينة ، لا تلبس إلا الشفاف من الجوارب ، وعندما تصل إلى سوق المدينة تراها توزع الابتسامات هنا وهناك ، وتمزح مع هذا وذاك بدون رادع ، لأنها فقدت الحياء الذي يردعها من فعل ذلك - والعياذ بالله - والويل كل الويل لذلك المجتمع، ولتلك المرأة ! إن فرعون تمكن من نساء زمانه إلى مثل هذه الحالة لكي يوطد أركان حكومته ، ولكي يمكن بسط سلطته على الناس ضمن حسابات مستقبل الجيل الذي كان يعمل آنذاك ، والجيل الذي سيأتي من بعده. وهذا ما نراه معمولا به في هذه الأيام ، حيث يسعى المستعمر والمستغلون إلى ترتيب أوضاع الجيل القادم بالشكل الذي يجعلهم مطية لهم يركبونها متى شاؤا ، وينزلون عنها متى رغبوا في النزول.

__________________

(1) الاخلاق البيتية / الاستاذ مظاهري 1993 - بيروت لبنان.

(2) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.