المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

العلم
16-10-2014
مكونات الدوائر الإلكترونية
26-9-2021
صلابة ثمار الطماطم
16-10-2020
هدف عقيدة التوحيد
2024-07-20
Partial Derivative
29-9-2018
THE AMPERE
10-9-2020


فضل إقامة الذكرى والبكاء على الحسين  
  
3799   10:29 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص396-399
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

قضى العقل والدين باحترام عظماء الرجال أحياء وأمواتا وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم وإظهار الحزن عليهم لا سيما من بذل نفسه وجاهد حتى قتل لمقصد سام وغاية نبيلة وقد جرت على ذلك الأمم في كل عصر وزمان وجعلته من أفضل أعمالها وأسنى مفاخرها فحقيق المسلمين بل جميع الأمم أن يقيموا الذكرى في كل عام للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه من عظماء الرجال وأعاظمهم في نفسه ومن الطراز الأول جمع أكرم الصفات وأحسن الأخلاق وأعظم الأفعال وأجل الفضائل والمناقب علما وفضلا وزهادة وعبادة وشجاعة وسخاء وسماحة وفصاحة ومكارم أخلاق وإباء للضيم ومقاومة للظلم وقد جمع إلى كرم الحسب شرف العنصر والنسب فهو أشرف الناس أبا وأما وجدا وجدة وعما وعمة وخالا وخالة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد النبيين وأبوه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وأخوه الحسن المجتبى وعمه جعفر الطيار وعم أبيه حمزة سيد الشهداء وجدته خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما وعمته أم هانئ وخاله إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخالته زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) . وقد جاهد لنيل أسمى المقاصد وأنبل الغايات وقام بما لم يقم بمثله أحد قبله ولا بعده فبذل نفسه وماله وآله في سبيل إحياء الدين وإظهار فضائح المنافقين واختار المنية على الدنية وميتة العز على حياة الذل ومصارع الكرام على طاعة اللئام وأظهر من إباء الضيم وعزة النفس والشجاعة والبسالة والصبر والثبات ما بهر العقول وحير الألباب واقتدى به في ذلك كل من جاء بعده حتى قال القائل :

وإن الأولى بالطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا

وحتى قال آخر كان أبيات أبي تمام ما قيلت إلا في الحسين (عليه السلام) وهي قوله :

وقد كان فوت الموت سهلا فرده * إليه الحفاظ المر والخلق الوعر

الأبيات المتقدمة وحقيق بمن كان كذلك أن تقام له الذكرى في كل عام وتبكي له العيون دما بدل الدموع .

الحسين (عليه السلام) معظم حتى عند الخوارج أعداء أبيه وأخيه وليس أعجب ممن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور واكتحال وتوسعة على العيال لا غبار وضعت في زمن الملك العضوض اعترف بوضعها النقاد وسنها الحجاج بن يوسف عدو الله وعدو رسوله وأي مسلم تطاوعه نفسه أو يساعده قلبه على الفرح في يوم قتل ابن بنت نبيه وريحانته وابن وصيه وبما ذا يواجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبما ذا يتعذر إليه وهو مع ذلك يدعي محبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآله ومن شروط المحبة والفرح لفرح المحبوب والحزن لحزنه .

ولو أنصف باقي المسلمين ما عدوا طريقة الشيعة في إقامة الذكرى للحسين (عليه السلام) كل عام وإقامة مراسم الحزن يوم عاشوراء ، فهل كان الحسين (عليه السلام) دون جاندارك التي يقيم لها الإفرنسيون الذكرى في كل عام وهل عملت لأمتها ما عمله الحسين لأمته أو دونه . الحسين (عليه السلام) سن للناس درسا نافعا ، ونهج لهم سبيلا مهيعا في تعلم الآباء والشمم وطلب الحرية والاستقلال ، ومقاومة الظلم ، ومعاندة الجور ، وطلب العز ونبذ الذل ، وعدم المبالاة بالموت في سبيل نيل الغايات السامية ، والمقاصد العالية ، وأبان فضائح المنافقين ، ونبه الأفكار إلى التحلي بمحاسن الصفات ، وسلوك طريق الأباة والاقتداء بهم وعدم الخنوع للظلم والجور والاستعباد .

وبكى زين العابدين على مصيبة أبيه (عليه السلام) أربعين سنة وكان الصادق (عليه السلام) يبكي لتذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي وكان الكاظم (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه ، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه ، وقال الرضا (عليه السلام) ان يوم الحسين اقرح جفوننا وأسال دموعنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، وقد حثوا شيعتهم وأتباعهم على إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام ، وهم نعم القدوة وخير من اتبع وأفضل من اقتفى أثره وأخذت منه سنة رسول الله .

وقال السيد علي جلال الحسيني المصري المعاصر في كلام له في مقدمة كتاب الحسين التقطنا منه هذه الكلمات ، وفيها جملة من صفات الحسين (عليه السلام) واستحسان إقامة الذكرى له : إن الأمة التي تعنى بسير عظمائها ومن امتاز منها بأمر في الدين أو تفرد بعمل من أعمال الدنيا وتعرف أخبارهم تحفظ تاريخ حياتها وتستفيد منه ، والسيد الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته وابن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ونشاة بيت النبوة له أشرف نسب وأكمل نفس ، جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال من علو الهمة ومنتهى الشجاعة وأقصى غاية الجود وأسرار العلم وفصاحة اللسان ونصرة الحق والنهي عن المنكر وجهاد الظلم والتواضع عن عز والعدل والصبر والحلم والعفاف والمروءة والورع وغيرها ، واختص بسلامة الفطرة وجمال الخلقة ورجاحة العقل وقوة الجسم .

وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير ، كالصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله والإحسان .

وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها مفيدا بعلمه مرشدا بعمله مهذبا بكريم أخلاقه مؤدبا ببليغ بيانه سخيا بماله متواضعا للفقراء معظما عند الخلفاء مواصلا للصدقة على الأيتام والمساكين منتصفا للمظلومين مشتغلا بعبادته ، مشى من المدينة على قدميه إلى مكة حاجا خمسا وعشرين مرة ، وعاش مدة يقاتل مع أبيه أصحاب الجمل فجنود معاوية فالخوارج ، فكان الحسين في وقته علم المهتدين ونور الأرض ، فاخبار حياته فيها هدى للمسترشدين بأنوار محاسنه المقتفين آثار فضله ، ولا شك ان الأمة تنفعها ذكرى ما أصابها من الشدائد في زمن بؤسها كما يفيدها تذكر ما كسبته من المآثر أيام عزها ؛ ومقتل الحسين من الحوادث العظيمة وذكراه نافعة وإن كان حديثه يحزن كل مسلم ويسخط كل عاقل ؛ وقال في الكتاب المذكور :

ومن عجيب أمره (عليه السلام) أن يقتله شيعته ثم يجددون الحزن عليه في جميع بلاد المسلمين كل عام من يوم قتله إلى الآن .

أقول : حاش لله أن يكون الذين قتلوه هم شيعته ، بل الذين قتلوه بعضهم أهل طمع لا يرجع إلى دين ، وبعضهم أجلاف أشرار ، وبعضهم اتبعوا رؤساءهم الذين قادهم حب الدنيا إلى قتاله ، ولم يكن فيهم من شيعته ومحبيه أحد ، أما شيعته المخلصون فكانوا له أنصارا وما برحوا حتى قتلوا دونه ونصروه بكل ما في جهدهم إلى آخر ساعة من حياتهم وكثير منهم لم يتمكن من نصره أو لم يكن عالما بان الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه وبعضهم خاطر بنفسه وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة وجاء لنصره حتى قتل معه ، أما ان أحدا من شيعته ومحبيه قاتله فذلك لم يكن ، وهل يعتقد السيد علي جلال إن شيعته الخلص كانت لهم كثرة مفرطة ؟ كلا ، فما زال أتباع الحق في كل زمان أقل قليل ويعلم ذلك بالعيان وبقوله تعالى : { وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24] ، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ: 13] , ومن ذلك تعلم الخطا في قوله ثم يجددون الحزن عليه الخ وهذه هفوة من هذا السيد الذي أجاد في أكثر ما كتبه عن الحسين (عليه السلام) في كتابه المذكور لكنه تبع في هذا الكلام عن سلامة نية من يريد عيب الشيعة بكل وسيلة ويستنكر تجديد الحزن على الحسين (عليه السلام) في كل عام ؛ ثم قال ونعم ما قال : كما إن حياة الحسين (عليه السلام) منار المهتدين فمصرعه عظة المعتبرين وقدوة المستبسلين . أ لم تر كيف اضطره نكد الدنيا إلى إيثار الموت على الحياة وهو أعظم رجل في وقته لا نظير له في شرقها ولا غربها وأبت نفسه الكريمة الضيم واختار السلة على الذلة فكان كما قال فيه أبو نصر بن نباتة :  

والحسين الذي رأى الموت في العز * حياة والعيش في الذل قتلا

ومع التفاوت الذي بلغ أقصى ما يتصور بين فئته القليلة وجيش ابن زياد في العدد والمدد قد كان ثباته ورباطة جأشه وشجاعته تحير الألباب ولا عهد للبشر بمثلها كما كانت دناءة أخصامه لا شبيه لها ؛ وما سمع منذ خلق العالم ولن يسمع حتى يفنى أفظع من ضرب ابن مرجانة من ابن سمية بقضيب ثغر ابن بنت رسول الله ورأسه بين يديه بعد أن كان سيد الخلق (عليه السلام) يلثمه ، ومن آثار العدل الإلهي قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء كما قتل الحسين يوم عاشوراء وان يبعث برأسه إلى علي بن الحسين كما بعث برأس الحسين إلى ابن زياد ؛ وهل أمهل يزيد بن معاوية بعد الحسين إلا ثلاث سنين أو أقل ؛ وأي موعظة أبلغ من أن كل من اشترك في دم الحسين اقتص الله تعالى منه فقتل أو نكب .

وأي عبرة لأولي الأبصار أعظم من كون ضريح الحسين حرما معظما وقبر يزيد بن معاوية

مزبلة  وتأمل عناية الله بالبيت النبوي الكريم يقتل أبناء الحسين ولا يترك منهم إلا صبي مريض أشفى على الهلاك فيبارك الله في أولاده فيكثر عددهم ويعظهم شأنهم . والذين قتلوا مع الحسين من أهل بيته رجال ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبه كما قال الحسن البصري : وكانوا جرثومة الشهامة والشمم والقدوة في الصبر والحرب والكرم :

وإن الأولى بالطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا

وكل من أصابته الشدائد جعل رئيس هؤلاء الكرام أسوة كمصعب بن الزبير وبني المهلب وغيرهم . ومقتل الحسين (عليه السلام) بغض بني أمية إلى الناس وأيد حجة أعدائهم وزعزع أوتاد ملكهم وكان أكبر أسباب زوال دولتهم . والحسين (عليه السلام) هو الذي عبد للأمم طريق الخروج على ولاة الفسق والجور ودعا إلى جهاد الظلم من استطاع إليه سبيلا فجاد بنفسه وبذل مهجته لإقامة الحق والعدل والسنة مقام الباطل والاستبداد والأهواء .

ولو قدرت ولاية الحسين (عليه السلام) لكانت خيرا للأمة في حكومتها وحياتها وأخلاقها وجهادها ، وشتان ما السبط الزكي والظالم السكير يزيد القرود والطنابير ، وهل يستوي الفاسق الجائر والعادل الامام ، وأين الذهب من الرغام ؟ لكن اقتضت الحكمة الإلهية سير الحوادث بخلاف ذلك وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له ، واقتضت أيضا أن يبقى أثر جهاد الحسين (عليه السلام) على ممر الدهور كلما أرهق الناس الظلم تذكرة من ندب نفسه لخدمة الأمة فلم يحجم عن بذل حياته متى كانت فيه مصلحة لها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.