أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-23
400
التاريخ: 2023-10-29
797
التاريخ: 2023-11-05
1231
التاريخ: 2024-07-01
552
|
وانتهى أمرُ الإمبراطورية الغربية بسقوط رومة في السنة 476، واستقر البرابرة في غالية وإسبانية وأفريقية وإيطالية، وفي جزء من إيليرية، فأصبح ما بقي من الدولة الرومانية شرقيًّا صرفًا. واشتمل على شبه جزيرة البلقان ما عدا أطرافها الشمالية، وعلى آسية الصغرى حتى جبال أرمينية وعلى سورية حتى الفرات وعلى مصر والقيروان، وقَلَّ اهتمامُ الأباطرة بالغرب وشئونه، فنودي بمرقيانوس إمبراطورًا في السنة 450 دون استشارة الإمبراطور الغربي في رابينة، وجرى مثل هذا في السنة 457 عندما تبوأ لاوون الأول عرش القسطنطينية. ولم تعبأ حكومة القسطنطينية بما حل برومة من كوارث، فلم يحاول مرقيانوس بذل أي مساعدة عندما دخل الوندال إلى رومة في السنة 455، واختط لاوون الأول لنفسه سياسة سلم ومسالمة في علاقاته مع البرابرة في الغرب، وزاده تَمَسُّكًا بهذه السياسة فشلُهُ في حملته على أفريقيا في السنة 468. ولم تكن محاولة التوحيد بين الشرق والغرب ــ تلك المحاولة التي قام بها زينون في السنة 488 ــ سوى حلم طارئ لا قيمة له. وتطور في هذه الآونة نفسها نظامُ الحكم في الداخل، فأصبح شرقيًّا أكثر من ذي قبل، فتسلَّم مرقيانوس في السنة 450 تاجه من يد بطريرك القسطنطينية لأول مرة في تاريخ الدولة، وحذا حذوه لاوون الأول في السنة 457، فاتخذ التتويج صفة دينية، وأصبح الحق في الحكم إلهيًّا شرقيًّا، واستعاضت العامة عن اللقب إمبراطور باللقب فسيلفس، وبدأت اللغة اليونانية تنتشر في الدوائر الرسمية، وظهر الفسيلفس وبلاطه وعماله بمظاهر الأبهة والجلال الشرقيين، إِنْ في الملابس، أو في الأثاث، أو في العربات. يؤيد ذلك ما رواه صاحبُ سيرة بورفيريوس أسقف غزة. ذكر عن هذا الأسقف أنه عندما دخل إلى القصر واشترك في حفلة عماد الطفل ثيودوسيوس الثاني في السنة 401 خَالَ أنه في الجنة لا على الأرض، (1)، واسترعى هذا التزيد الشرقي في البذخ والترف أنظارَ يوحنا الذهبي الفم وسيناسيوس، فحملا عليه بشدة. وتمشرقت الكنيسة أيضًا، وأصبح الشرق هو الحيِّز الذي تدور فيه حوادثُها الكبرى، وتنطلق منه حركاتها الفكرية، فأعظم المشاكل التي اعترضت تاريخ الكنيسة قد حدثتْ في الشرق، وكذلك مجامعها المسكونية كلها انعقدتْ في الشرق، وهذا ما خوَّل بطريرك القسطنطينية، وهو يُناظر زميله بابا رومة، بعد خضوع الغرب لملوك من الآريوسيين البرابرة، أن يقول: «لم يبقَ سوى إمبراطورية مسيحية واحدة هي إمبراطورية الشرق، ولم يبقَ سوى كنيسة مسيحية واحدة هي كنيسة الشرق (2).
.....................................
1- Vie de Porphyre de Gaza (éd. Grégoire), 47-48; Bury, Later Rom. Emp. I, 142–147; Puech, Saint Jean Chrysostome ET les moeurs de son Temps, (Paris), 1891.
2- Duchesne, Hist. Anc. de L’Eglise, III, Ch. XIII.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|