المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



مواصفات المؤمن في نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) / الإيمان اليقيني  
  
1140   01:19 صباحاً   التاريخ: 2023-09-30
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 353 ــ 357
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قوله (عليه السلام): (وَإِيمَاناً فِي يَقِين).

قال المازندراني: الايمان وهو التصديق قابل للشدة والضعف فتارة يكون عن تقليد وتارة يكون عن دليل مع العلم بأنه لا يكون معه غيره وهو علم اليقين والسالكون لا يقفون عند هذه المرتبة بل يطلبون عين اليقين بالمشاهدة بعد طرح حجب الدنيا والإعراض عنها، واليقين في كلامه (عليه السلام) يمكن حمله على أحد هذين المعنيين.

وحول اليقين بالله سبحانه فقد مارسه بعض شباب الصحابة حتى تعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه، فقد روى الكليني في الحديث الصحيح عن إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، فَنَظَرَ إلى شَابٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ (1) يَخْفِق وَيَهْوِي بِرَأْسِهِ (2) مُصْفَراً لَوْنُهُ، قَدْ (3) نَحِفَ جِسْمُهُ، وَغَارَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلانُ؟

قَالَ (4) أَصْبَحْتُ - يَا رَسُولَ اللَّهِ - مُوقِناً.

فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) مِنْ قَوْلِهِ (5) وَقَالَ: إِنَّ لِكُلِّ يَقِينِ (6) حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ يقِينِكَ؟

فَقَالَ: إِنَّ يَقِينِي - يَا رَسُولَ اللَّهِ - هُوَ الَّذِي أَحْزَنَنِي، وَأَسْهَرَ لَيْلِي وأظمأ هَوَاجِرِي (7)، فَعَزَفَتْ (8) نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى عَرْشِ رَبِّي وَقَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ (9) وَحُشِرَ الْخَلَائِقُ لِذلِكَ وَأَنَا فِيهِمْ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَنَعَمُونَ (10) فِي الْجَنَّةِ وَيَتَعَارَفُونَ، وَ(11) عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئونَ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى أَهْلِ النَّارِ وَهُمْ فِيهَا مُعَذِّبُونَ (12) مُصْطَرِخُونَ (13) وَكَأَنِّي (14) الْآنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يَدُورُ (15) في مسامعي.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِأَصْحَابِهِ (16): هذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ (17) ثُمَّ قَالَ لَهُ: الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ... (18).

إلى آخر الحديث، وفي تعيين هذا الشاب جاءت الرواية عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النَّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ (19)؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (20)، مُؤْمِنٌ (21) حَقًّا.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرَتْ لَيْلِي (22) وَأَظمَأتْ هوَاجِرِي، وَكأَنِّي (23) أَنْظُرُ إلى عَرْشِ رَبِّي وَ (24) قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ (25) أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ.

فَقَالَ (26) رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): عَبْد نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ (27) أَبْصَرْتَ (28) فَاثْبُتُ... (29). - إلى آخر الحديث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في المحاسن: (شاب من الأنصار وهو في المسجد) بدل (شاب في المسجد وهو).

2ـ في نسخة (ز): (رأسه).

3ـ في حاشية نسخة (ص): (وقد).

4ـ في نسخة (ض) والمحاسن: (فقال).

5ـ في نسخة (ض) والوافي والبحار والمحاسن: + (له).

6ـ في المحاسن: (شيء).

7ـ أي في هواجري. و(الهواجر) جمع الهاجرة، نصف النهار عند اشتداد الحر، أو من عند الزوال إلى العصر؛ لأن الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا من شدة الحر. مجمع البحرين، ج 3، ص 1860 (هجر).

8ـ في نسخة (ف): (عزفتُ) بضم التاء. وفي شرح المازندراني: وعزفت، بسكون التاء، أي عاقتها وكرهتها نفسي وانصرفت عنها. وبضم التاء محتمل أي منعت نفسي وصرفتها عنها.

9ـ في نسخة (ج): (الحساب).

10ـ في نسخة (ض): (يتمتعون).

11ـ في نسخ (ب، ج، د، ز، ص، ض، ف) والوافي والبحار والمحاسن: - (و).

12ـ في نسخة (ض): (يعذبون).

13ـ اصطرخ: استغاث. لسان العرب، ج 3، ص 33 (صرخ).

14ـ في نسخة (ج): (وكأن). وفي نسخة (ف): (فكأني).

15ـ في المحاسن: (ينقرون).

16ـ في شرح المازندراني والبحار: - (لأصحابه).

17ـ في المحاسن: (للإيمان).

18ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 137، رقم 1552، وفي الطبع القديم ج 2،

ص 53، المحاسن، ص 250، كتاب مصابيح الظلم، ح 265، عن الحسن بن محبوب، مع اختلاف يسير الوافي، ج 4، ص 148، ح 1744، البحار، ج 70، ص 159، ح 17.

19ـ في البحار: + (النعماني).

20ـ في المحاسن: + (أصبحت).

21ـ في نسخة (ف): (مؤمناً).

22ـ في نسختي (د، ف): (فأسهرتُ) بصيغة التكلم وكذا (أظمأت). وفي مرآة العقول: (فأسهرت ليلي) على صيغة الغيبة بإرجاع الضمير إلى النفس، أو على صيغة التكلم. وكذا الفقرة التالية تحتمل الوجهين.

23ـ في الوافي: (فكأني).

24ـ في نسخ (ب، ز، بس، بف): - (و).

25ـ (العواء) الصياح، وكأنه بالذئب والكلب أخص. لسان العرب، ج 15، ص

107 (عوی).

26ـ هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن والمعاني والجعفريات. وفي المطبوع: + (له).

27ـ في نسخة (ز) والمحاسن: + (للإيمان).

28ـ في المحاسن: - (ابصرت).

29ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 138، رقم 1553، وفي الطبع القديم ج 2، ص 54.

الوافي، ج 4، ص 151، ح 1746، البحار، ج 22، ص 126، ذيل ح 98، وج 67، ص 287، ذيل ح 9. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.