أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
2505
التاريخ: 2023-10-17
822
التاريخ: 2023-10-03
1026
التاريخ: 24-12-2015
2331
|
قال في شرح النهج (1):
وأمّا حديث إسلام سلمان، فقد ذكره كثير من المحدثين، ورووه عنه.
قال: كنت ابن دهقان قرية جيّ من أصبهان، وبلغ من حب أبي لي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية، حتى صرت قطن (2) بيت النار
فأرسلني أبي يوماً إلى ضيعةٍ له، فمررت بكنيسة النصارى، فدخلت عليهم فأعجبتني صلاتهم، فقلت: دين هؤلاء خير من ديني. فسألتهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. فهربت من والدي حتى قدمت الشام، فدخلت على الأسقف (3) فجعلت أخدمه وأتعلم منه حتى حضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: قد هلك الناس، وتركوا دينهم إلا رجلاً بالموصل، فالحق به، فلمّا قضى نحبه لحقت بذلك الرجل. فلم يلبث إلا قليلاً حتى حضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلاً بنصّيبين فلحقت بصاحب نصّيبين (4).
قال: ثم احتضر صاحب نصّيبين، فبعثني إلى رجل بعمّورية من أرض الروم، فأتيته وأقمت عنده، واكتسبت بقيرات وغنيمات. فلمّا نزل به الموت، قلت له: بمن توصي بي؟ فقال: قد ترك الناس دينهم، وما بقي أحد منهم على الحق، وقد أظل زمان نبي مبعوث بدين ابراهيم، يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين، لها نخل قلت: فما علامته؟ قال: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة قال: ومرّ بي ركب من كلب، فخرجت معهم، فلمّا بلغوا بي وادي القرى، ظلموني وباعوني من يهودي، فكنت أعمل له في زرعه ونخله، فبينا أنا عنده، إذ قدم ابن عم له، فابتاعني منه، وحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها، وبعث الله محمداً بمكة، ولا أعلم بشيء من أمره، فبينا أنا في رأس نخلة، إذ أقبل ابن عم لسيدي، فقال: قاتل الله بني قيلة (5) قد اجتمعوا على رجل بقباء قدم عليهم من مكة، يزعمون أنّه نبي. قال: فأخذني القُرّ (6) والانتفاض، ونزلت عن النخلة، وجعلت استقصي في السؤال، فما كلّمني سيدي بكلمة، بل قال: أقبل على شأنك، ودع ما لا يعنيك .فلمّا أمسيت، أخذت شيئاً كان عندي من التمر، وأتيت به النبي صلى الله عليه وآله فقلت له: بلغني أنّك رجل صالح، وأنّ لك أصحاباً غرباء ذوي حاجة، وهذا شيء عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم .فقال (عليه السلام) لأصحابه: كلوا، وأمسك فلم يأكل .فقلت في نفسي: هذه واحدة، وانصرفت. فلمّا كان من الغد أخذت ما كان بقي عندي وأتيته به، فقلت لهاني رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية. فقال: كلوا، وأكل معهم.
فقلت: إنّه لَهُوَ فأكببت عليه أقبله وأبكي. فقال: ما لك؟ فقصصت عليه القصة، فأعجبه، ثم قال: يا سلمان، كاتب صاحبك. فكاتبته على ثلاثمائة نخلة، وأربعين أوقية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار: أعينوا أخاكم.
فأعانوني بالنخل، حتى جمعت ثلاثمائة ودية، فوضعها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده، فصحت كلها. وأتاه مال من بعض المغازي، فأعطاني منه، وقال: أدِّ كتابتك. فأدّيت وعتقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح النهج / ج 18 ص 37 إلى 39.
(2) قطن النار: خادمها.
(3) الأسقف: من رجال الدين النصارى، وهو فوق القسيس ودون المطران.
(4) نصّيبين: مدينة تقع على الطريق القديم الممتد بين الشام والموصل، كانت مشهورةً بكثرة العقارب. راجع معجم البلدان ج 5 / 288. قالوا: وتلك الصومعة اليوم باقية، وهي التي تعبّد فيها سلمان قبل الإسلام (الأصل).
(5) لقب أهل المدينة.
(6) القر: البرد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|