أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2017
1542
التاريخ: 23-5-2018
2121
التاريخ: 7-1-2019
2082
التاريخ: 2024-01-07
724
|
تولى السفاح أول العباسية الخلافة، وخلفه أخوه أبو جعفر الذي قاتل وهو شاب مع أعيان عائلته، فلقب بالمنصور، ثم ولي الخلافة وحكام الأقاليم على عادتهم من تصرفهم كيف شاءوا في القوة العسكرية وخزينة المملكة ؛ فإنهم كانوا يصرفون خزائن الخراج في لوازم الأقاليم ومصالحها ثم يرسلون ما زاد عن ذلك إلى الخليفة؛ فأبطل ذلك وجعل من أصول حكومته استبدال العمال بغيرهم حينًا بعد حين، وعزل ذوي العشائر عن القيام بتدبير المصالح ، ولم يكترث بصداقة الناس، بل أضاع كل من خشي طمعه في الخلافة ولو خدمه سابقًا كالأمير عبد الله وأبي مسلم الخراساني المدمرين لبني أمية؛ فانقاد إليه الناس واحترموه كما شاء، وحصل من الأموال نحو سبعمائة وخمسين مليون فرنك. خلفه الهادي والمهتدي اللذان بالغ المؤرخون في حسن سيرتهما وسيرهما، وأعقبهما هارون فمحا ذكر محاسنهما بما جبل عليه من الشجاعة، والكرم، وعلو النفس، واتباع الحق والرجوع إليه حيث أخطأ، وتدبير مصالح الأمة، ومحبة الوقوف على أحوالهم وأمانيهم لتوصيلها إليهم. أضاء في زمنه فخر البرامكة الذين هم من الفرس، وحرضوه على إحياء الفنون والتجارات والصنائع، ثم وشِيَ بهم إليه فقتل أعظم وزرائه الفضل وجعفرًا البرمكي كسائر العائلة التي مكث فخرها ظاهرًا نحو قرن، ومع اتصافه بشريف الخصال الذي أبقى له الذكر بالبلاد المشرقية، خلفه ابنه الأمين خاليًا عن فضيلة ما من فضائله؛ فنفر الناس عنه ورأوا ما لأخيه المأمون في حكمه بخراسان من العدل وحسن السياسة؛ فأقبلوا عليه، وتولى الخلافة سنة 813 ميلادية، ورأى التعلم سبيل النجاة من المخاوف، فلم يرتض أن يكون تقدم الفنون منوطًا بسخاء الخليفة، بل قرر لها أموالا ووقف عليها أوقافًا دائمة فتحت بها مدارس في جميع جهات المملكة، وأحضر لديه كثيرًا من علماء اليونان والفرس والقبط والكلدانيين، وأباح لهم الاستخدام في الوظائف الأميرية، ومحا بذلك ما اعتيد من إبعاد الأجانب كالمعتزلة عن مجالس المؤمنين، ثم عاد الناس إلى ذلك زمن المتوكل؛ فأثار إذ ذاك علماء الإسلام ببغداد الغارات على ما نشأ بخراسان من مذهب الزنادقة المؤلف من عقائد مجوسية وإسلامية، وكان الهادي قتل كثيرا من أهل هذا المذهب الذي اتهم به المأمون، فأخذ يشدد العقوبة على المعتزلة لتسكن أعداؤه عنه. وبالجملة: المأمون وإن كان أقل شهرة من والده هارون إلا أنه أعلى منه رتبة بمعارفه وعلو قريحته، غير أنه جازى طاهرًا على حسن خدمته بإعطائه خراسان وراثة، فخلفه ذريته وتعدوا منكرين نعمة بني العباس على أبيهم، فكان ذلك أول تمزيق لشمل الخلافة المشرقية؛ فإن ذلك بعث حكام الأقاليم الأخرى على أن يماثلوهم في الاستقلال بكل حيلة ووسيلة. خلفه المعتصم سنة 833 ميلادية، فكان محسنا كريم النفس، غير أنه اتخذ من غلمان الترك حرسًا جددوا بعد في الدواوين إفراطات، وخلفه الواثق سنة 842 ميلادية وكان شجاعًا محاميًا عن الفنون يحرض الناس على الصنائع، ويحب الخير لسائرهم، اهتدى بعقله إلى القول بأزلية القرآن التي أقام أحمد بن نصر الحجة عليها، ولم تتكدر خلافته إلا بمشاجرات في العقائد الدينية. وبالجملة قد استعمل صدر الخلفاء العباسية شوكتهم في تذكية عقول العرب وتنمية معيشتهم؛ فقد أحدثوا كثيرًا من المكاتب والمدارس التعليمية والمحال الإحسانية، وأنشئوا مدائن بجوار بغداد وطرقًا وخانات وأسواقًا وخلجانًا وفساقي مياه، وحضوا على اكتساب التجارة وسائر الفنون حافظين الأمم المجاورة لممالكهم من الاضطرابات التي كانت زمن التعصب الإسلامي. حاصروا سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ميلادية مدينة دوريلة بإقليم فريجيا، فهزمهم اليونان وطردوهم في السنة التالية عمَّا ملكوه بإقليم سليسيا من المدن اليونانية؛ فقابلهم المنصور بجيوش أخذوا مدينة مليتينة بإقليم قبادوقة ، وخربوا جميع بلاد سليسيا، وهزموا جيوش اليونان على نهر ميلاس في إقليم بمفليا، ثم سقاهم المهدي مصائب وهزائم أخرى من سنة خمس وسبعين وسبعمائة إلى سنة خمس وثمانين وسبعمائة ميلادية، وبعث ابنه هارون بجنود ظهروا أمام القسطنطينية وبها الملكة إيرينة Irene وصية قسطنطين قبرونيم أيست من نجاة المدينة، فرضيت برجوع مدائن سليسيا إلى الخلفاء ودفعها كل سنة ستين ألف دينار جزية، ورجع الرشيد بغنائم عظيمة وأكثر من ستة آلاف أسير، ثم ولي الخلافة وأرادت إيرينة قتاله سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ميلادية؛ فأرسل جيوشًا إلى أقاليم أناضول، وبعث سفنًا لتخريب جزائر اليونان التي في البحر الأبيض المتوسط؛ فأخذوا هذا البحر وخربوا أرخبيل جزائر اليونان وأقاليم فريجيه وبيتينيه وليديه، وأعدموا السفن البحرية من خليج سطالية، فرضيت الملكة بدفع الجزية، وفادت أسراها بأسرى المسلمين على شاطئ نهير بإقليم سليسيا، ثم خلفها في المملكة «نيسيفور Nicephore»؛ فعزم على محاربة العرب وبعث إلى هارون كتابا يدل على تكبره فأجابه بما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم . من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى الملك نيسيفور كلب الروم، قرأت كتابك يا ابن الكافر، والجواب ما ترى لا ما تسمع. فانقاد لدفع الجزية المقررة، ونُصِرَ عليه هارون في عدة محاربات خرب فيها بلاد اليون، وأحرق هرقلة، ونهب سواحل أقاليم بمفيليه وميزية وليدية، وأشرف على أخذ جزيرة رودس فدافعه سكان قاعدتها. ولما ولي المأمون الخلافة استدعى من القسطنطينية عالما يسمى «ليون Leon»، فأبى «توفيل Theophile » ملك القسطنطينية، فكان بينهما سنة 825 ميلادية حرب نصر فيها توفيل، وطمع في إعادة ما أخذه المسلمون من بلاد القسطنطينية، فصمم سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ميلادية على حرب العرب، وحارب المعتصم زمنا طويلا، وأخذ سنة ست وثلاثين وثمانمائة مدينة سوزوبترا مسقط رأس المعتصم ، فهدم مبانيها وذبح جميع رجالها واسترق نساءها وأطفالها، فحلف المعتصم لينتقمنَّ منه، وسار بجيش هائل أخذ به مدينة عمورية سنة أربعين وثمانمائة ميلادية، وفعل بأهلها ما فعله توفيل بأهل سوزوبترا، ومكث إلى سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ميلادية يحارب اليونان ويجول في دولتهم فيحكم على المدن بأداء الجزية. خلفه الواثق فكان لليونان معه من هذه السنة إلى سنة سِتٌ وأربعين وثمانمائة محاربات استنقذوا فيها ما أخذه هارون الرشيد من المدن في أقاليم سليسيا، وقد قفلت العرب بوغازات جبل قوقاز سنة سبع وثمانين وثمانمائة لمنع الأتراك الخزر الذين أغاروا زمن هارون على بلاد أرمينية، فأخذوا منها مائة ألف أسير.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|