المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الوظيفة السياسية للإعلام
24-8-2022
الكتل الهوائية Air Masses
2024-11-10
مركبات الخشب Wood Composites
23-9-2020
تفسير الاية (61-72) من سورة الحجر
1-8-2020
أحمد بن إبراهيم الضبّي
10-04-2015
قاعدة « الإحسان »
16-9-2016


حرب صفين  
  
3123   06:02 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2, ص223-225
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 3512
التاريخ: 21-01-2015 3520
التاريخ: 24-2-2019 2821
التاريخ: 2-5-2016 3648

وهي من الحروب العظيمة التي وقعت في الاسلام قتل فيها من الفريقين مائة وعشرة آلاف على الأكثر وسبعون ألفا على الأقل وكان الباعث عليها كالباعث على حرب الجمل وهو حب الدنيا والعداوة للرسول وأهل بيته ولو كانت هذه الحروب في نصرة الاسلام لجرت على الاسلام خيرا كثيرا بقدر ما جرت عليه من الضرر أو أكثر أو أن الباعث عليه الاجتهاد وطلب ثار الخليفة وإن كان ثاره عند من طلب بثاره فالاجتهاد بابه واسع فيمكن للقاتل ان يطلب بثار القتيل لأن اجتهاده أداه إلى ذلك فيقتل بسبب ذلك مئات الألوف من المسلمين ويجر إلى القاتل والمقتول منهم نفعا عظيما فيكون كلاهما في الجنة وأي سعادة أعظم من دخول الجنة ! !

قال المسعودي : اختلف في مقدار ما كان مع علي من الجيش وما كان مع معاوية فمكثر ومقل والمتفق عليه من قول الجميع انه كان مع علي تسعون ألفا ومع معاوية خمسة وثمانون ألفا .

تاريخ الوقعة الذي ذكره جماعة من المؤرخين انها كانت من ابتداء ذي الحجة سنة 36 وانتهت في 13 صفر سنة 37 ففي جمادي الآخرة سنة 36 كانت وقعة الجمل كما مر وفي 12 رجب منها سار أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة إلى الكوفة والمسافة بينهما نحو عشرة أيام فيكون وصوله إليها في نحو 22 منه وقال نصر في كتاب صفين في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة 36 قدم علي من البصرة إلى الكوفة (اه) وظاهره ان وصوله إليها كان بذلك التاريخ ويمكن أن يريد خروجه إليها ؛ ثم خرج إلى النخيلة معسكر الكوفة في أواخر شهر رمضان أو أول شوال منها وفي 5 أو 6 من شوال سار من النخيلة إلى صفين أما وصوله إلى صفين فلا يحضرني الآن تعيينه ويظهر من الطبري ان وصولهم إلى صفين كان في أواسط ذي القعدة سنة 36 فإنه بعد ما ذكر القتال على الماء عند وصولهم قال فمكث علي يومين لا يراسل معاوية ثم راسله أول ذي الحجة (اه) فيكون مقامهم في الطريق بين الكوفة وصفين نحو شهر وعشرين يوما والمسافة بينهما وإن كان يمكن قطعها بأقل من نصف هذه المدة الا ان مسير جيش فيه تسعون ألفا أو أكثر بأثقالها لا يمكن الا أن يكون في قليل من كل يوم غدوة وعصرا لا سيما إن كان يجمع العساكر في طريقه من المدائن وغيرها وان أهل الرقة منعوه من العبور وقطعوا الجسر ومضت مدة حتى أعادوه وجرت خطوب كما يأتي استغرقت زمنا طويلا .

وقال المسعودي وغيره ان مقامهم بصفين كان مائة يوم وعشرة أيام كان فيها نحو تسعين أو سبعين وقعة (اه) وهو يقارب ما ذكره الطبري بان يكون وصولهم إلى صفين في العشرين من ذي القعدة فإذا ضمت العشرين الباقية منه إلى ذي الحجة والمحرم وصفر الذي كتبت الصحيفة لأيام بقيت منه لعلها لا تتجاوز الثلاثة فهذه نحو مائة يوم وإلى ان أمضيت الصحيفة واستعدوا للسفر مضى نحو ثلاثة عشر يوما فهذه مائة يوم وعشرة أيام .

وقال المسعودي أيضا كان بين دخول علي إلى الكوفة والتقائه مع معاوية للقتال بصفين ستة أشهر و 13 يوما لعله أراد المدة بين دخوله الكوفة وانتهاء الحرب فخرج من البصرة في 12 رجب ووصل الكوفة في آخره فقطع المسافة بينهما في 18 يوما وإن كان يمكن قطعها بأقل فأقام بها شعبان ورمضان وخرج إلى صفين في شوال أو أواخر شهر رمضان ووصلها في ذي القعدة وانتهت الحرب في 13 صفر فهذه ستة أشهر و 13 يوما .

والحاصل انه في جمادي الآخرة سنة 36 كانت وقعة الجمل وفي 12 رجب منها سار أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة إلى الكوفة وفي آخر رمضان أو أول شوال خرج من الكوفة إلى النخيلة وفي 5 أو 6 من شوال سار من النخيلة إلى صفين فوصلها في ذي القعدة وابتدأ الحرب في أول ذي الحجة سنة 36 قاله ابن الأثير وغيره واستمر إلى آخره وتركوا الحرب في المحرم سنة 37 واستؤنف واشتد في أول صفر إلى 13 منه فوقع الصلح .

وفي مروج الذهب كان الصلح لأيام بقين من صفر سنة 37 وقيل بعد هذا الشهر منها وفيه في موضع آخر وكتبت صحيفة الصلح لأيام بقين منه (اه) ؛ واجتمع الحكمان في شعبان سنة 37 . هذا ما ذكره جماعة من المؤرخين في تواريخ هذه الوقعة .

وقيل كانت الوقعة سنة 38 وعليه ينطبق قول المسعودي كان التقاء الحكمين سنة 38 وما حكاه الطبري عن الواقدي ان اجتماع الحكمين كان في شعبان سنة 38 أو ان اجتماع الحكمين تأخر أكثر من سنة وهو بعيد وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين إنهم تراسلوا بعد وصول علي (عليه السلام) إلى صفين ثلاثة شهور ربيع الثاني وجمادين وهو يقتضي أن يكون وصولهم لصفين في أواخر ربيع الأول وهو يخالف ما مر من أن وصولهم كان في أواخر ذي القعدة مع عدم انطباقه على كون الوقعة سنة 36 ولا على كونها سنة 37 ولا 38 لأنه إن كان من سنة 36 فحرب الجمل لم تكن قد وقعت بعد وإن كان من سنة 37 يلزم كون مقامهم بصفين أكثر من سنة وقد مر انه كان مائة يوم وعشرة أيام وإن كان من سنة 38 فيلزم أن يكون مقامهم بصفين أكثر من سنة أيضا .

ونحن نعتمد في حرب صفين على كتاب نصر بن مزاحم فإنه من الكتب المعتمدة فان أخذنا شيئا من غيره صرحنا به .

قال نصر بن مزاحم: إن عليا مكث بالكوفة فقال الشني في ذلك شن عبد القيس :

قل لهذا الامام قد خبت الحر * ب وتمت بذلك النعماء

وفرغنا من حرب من نقض * العهد وبالشام حية صماء

تنفث السم ما لمن نهشته * فارمها قبل ان تعض شفاء

انه والذي تحج له ألنا * س ومن دون بيته البيداء

لضعيف النخاع ان رمي اليوم * بخيل كأنها الأشلاء

تتبارى بكل اصيد كالفحل * بكفيه صعدة سمراء

أو تذره فما معاوية الدهر * بمعطيك ما أراك تشاء

ولنيل السماك أقرب من ذا * ك ونجم العيون والعواء

فاضرب الحد والحديد إليهم * ليس والله غير ذاك دواء

وكتب علي إلى العمال في الآفاق وكان أهم الوجوه إليه الشام وقدم عليه الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وحارثة بن بدر وزيد بن جبلة وأعين بن ضبيعة فتكلم الأحنف فقال يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي لجارية بن قدامة وكان رجل تميم بعد الأحنف ما تقول يا جارية فأجاب بما يدل على كراهته لاشخاص قومه عن البصرة وكان حارثة بن بدر أسد الناس عند الأحنف وكان شاعر بني تميم وفارسهم فقال علي ما تقول يا حارثة فقال من جملة كلام : إن لنا في قومنا عددا لا نلقي بهم عدوا اعدى من معاوية ولا نسد بهم ثغرا أشد من الشام ووافق الأحنف في رأيه فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وامنتم ما خفتم وأصبحتم منقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا قدمنا على تميم الكوفة فاخذوا عينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي واجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم وكتب معاوية بن صعصعة وهو ابن أخي الأحنف إليهم :

تميم ابن مر ان أحنف نعمة * من الله لم يخصص بها دونكم سعدا

وعم بها من بعدكم أهل مصركم * ليالي ذم الناس كلهم الوفدا

سواه لقطع الحبل عن أهل مصره * فامسوا جميعا آكلين به رغدا

وكان لسعد رأيه أمس عصمة * فلم يخط لا الاصدار فيهم ولا الوردا

وفي هذه الأخرى له مخض زبدة * سيخرجها عفوا فلا تعجلوا الزبدا

ولا تبطئوا عنه وعيشوا برأيه * ولا تجعلوا مما يقول لكم بدا

أ ليس خطيب القوم في كل وفدة * وأقربهم قربا وابعدهم بعدا

وان عليا خير حاف وناعل * فلا تمنعوه اليوم جهدا ولا جدا

ومن نزلت فيه ثلاثون آية * تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا

سوى موجبات جئن فيه وغيرها * بها أوجب الله الولاية والودا

فلما انتهى كتاب الأحنف وشعر معاوية بن صعصعة إلى بني سعد ساروا بجماعتهم حتى نزلوا الكوفة قدمت عليهم ربيعة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.