المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

Girth
28-2-2022
Molecules with More Than One Chiral Center. Diastereomers
28-12-2021
معنى ( يوم تبدل الأرض غير الأرض)
3/9/2022
الكبر
30-9-2016
modulation (n.)
2023-10-13
أنواع زوايا التصوير- الزوايا الذاتية
15/9/2022


أخبار الهادي (عليه السلام) مع المتوكل  
  
3586   06:17 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : لسيد حسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص584
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

قال المسعودي في مروج الذهب : سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الجواد (عليه السلام) ان في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم وانه عازم على الوثوب بالدولة فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا فلم يجدوا فيها شيئا ووجدوه في بيت مغلق عليه ، وعليه مدرعة من صوف وفي رواية من شعر وهو جالس على الرمل والحصا وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن وفي رواية يصلي وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له لم نجد في بيته شيئا ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة وكان المتوكل في مجلس الشرب فدخل عليه والكاس في يد المتوكل فلما رآه هابه وعظمه واجلسه إلى جانبه وناوله الكاس التي كانت في يده فقال والله ما يخامر لحمي ودمي قط فاعفني فأعفاه فقال أنشدني شعرا فقال (عليه السلام) إني قليل الرواية للشعر فقال لا بد فانشده (عليه السلام) وهو جالس عنده :

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل

فافصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما اكلوا دهرا وقد شربوا * فأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا

وطالما عمروا دورا لتسكنهم * ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا * ففرقوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الاحداث قد نزلوا

قال فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه وبكى الحاضرون ودفع إلى علي (عليه السلام) أربعة آلاف دينار ثم رده إلى منزله مكرما .

وروى ابن شهرآشوب في المناقب عن أبي محمد الفحام قال : سأل المتوكل ابن الجهم من أشعر الناس ؟ فذكر الشعراء في الجاهلية والاسلام ثم إنه سأل أبا الحسن (عليه السلام) فقال الحماني حيث يقول :

لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمط خدود وامتداد أصابع

فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع

ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع

فان رسول الله احمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع

قال وما نداء الصوامع يا أبا الحسن قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.