أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29
248
التاريخ: 2024-09-20
257
التاريخ: 2024-07-02
643
التاريخ: 2023-08-28
1164
|
رَوَى فِي الْمِصْبَاحِ أَنَّهُ فِي يَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ كَانَ رُجُوعُ حَرَمِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مِنَ الشَّامِ إِلى مَدِينَةِ الرَّسُولِ (صلى الله عليه وآله) وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ إلى زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ زَارَهُ مِنَ النَّاسِ(1).
وَرَوَى ذَلِكَ الْمُفِيدُ فِي مَسَارُ الشَّيعَةِ أَيْضاً مُرْسَلًا.
وعَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: قَالَ لِي مَوْلايَ الصَّادِقُ (عليه السلام) فِي زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ تَزُورُ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ وَتَقُولُ السَّلَامُ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَحَبِيبِهِ. وَذَكَرَ الزِّيَارَةَ إِلى أَنْ قَالَ وَتُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَتَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ وَتَنْصَرِفُ(2).
وَفِي الْمِصْبَاحِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
وإذا كان جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو بدري وممن روى عنه وهو أعرف بالإمام الحسين وأهل البيت (عليهم السلام) من غيره وهو ممن روى حديث الثقلين وغيره.
فلا عجب أن يكون جابر أول من زار الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم الأربعين.
وإذا كان في سنة 61 هـ بعد أربعين يوماً من شهادة الإمام الحسين زاره جابر بن عبد الله، ففي أربعين سنة 1424هـ يزور الإمام الحسين (عليه السلام) أكثر من خمسة ملايين إنسان من العراقيين بعد قهر وإرهاب وتقتيل جماعي وتشريد دام أكثر من 35 سنة خلال حكم صدام حسين التكريتي البائد.
إن هذه الزيارة والمظاهرة المليونية التي جاءت إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ورفعت شعارات المطالبة بالإسلام والوحدة الإسلامية والمطالبة بخروج القوات الأمريكية الغازية عن البلاد.
ومهما يكن من أمر لا بد من التوقف عندها والخروج منها بعدة أمور:
1ـ تحقيق المبادئ الحقة:
إن هذه المسيرات استلهمت شعاراتها من مبادئ الثورة الحسينية التي رفعت شعار هيهات منا الذلة وقال قائد تلك الثورة المباركة الإمام الحسين (عليه السلام):
موت في عز(3) خير من حياة في ذل، وأنشد يوم قتل:
الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار
والله ما هذا وهذا جـاري
وقال الشاعر ابن نباتة:
الحسين الذي رأي القتل في العزّ حياة والعيش في الذل قتلا
وقال الأصفهاني في الحلية وروى محمد بن الحسن أنه لما نزل القوم بالحسين (عليه السلام) وأيقن أنهم قاتلوه قال لأصحابه: قد نزل ما ترون من الأمر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما، وأنشأ(4) متمثلاً لما قصد الطف:
سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى خيراً (5) وجاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مذموماً وخالف مجرما
أقدم نفسي لا أريد بقاءها لتلقى (6) خميساً في الهياج عرمرما
فإن عشت لم أذمم وإن مت لم ألم كفي بك ذلاً أن تعيش فترغماً (7)
ان هذه النصوص والكلمات تمثل لنا قمة العزة والكرامة والإباء والانفة وان الموت
في العز خير من الحياة في الذل.
2- لما علمت الجماهير المتدفقة على كربلاء الحسين (عليه السلام) أن الحسين (عليه السلام) لم يخرج لطلب الجاه أو المادة وإنما خرج لأجل الإسلام وتطبيقه كما قال (عليه السلام): إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (عليه السلام)(8).
فهي على منواله تطالب بالإسلام وتطبيقه وهذه مسؤولية الإمام الحسين (عليه السلام) وغيره فمن يحبه فيجب عليه أن يحقق تلك الأهداف التي من أجلها ثار الإمام الحسين (عليه السلام).
3- إن الشعب العراقي ليس له القدرة فقط على أن يحكم العراق لوحده وإنما له القدرة وبكل جدارة أن يحكم العالم العربي كله طبعاً إذا تركته أمريكا وشأنه إننا نرى في العالم لو أرادت أية جهة من الجهات أن تقود مظاهرة أو تنظم موسماً دينياً يضم 2 مليون أو أكثر لاحتاجت إلى جهود دولة أو عدة دول ولمدة شهور بما أوتيت من شرطة وأمن وبقية مؤسسات الدولة لذلك وقل أن تخرج بدون سلبيات وأخطاء.
إن الشعب العراقي في هذا الوقت بدون حكومة مدنية أو عسكرية وهو في حالة حرب مع الغزاة الأمريكان مؤسسات مخربة محروقة لا كهرباء لا ماء وعليه حصار طيلة 12 سنة بل حصار عليه 35 سنة من قبل المجرم صدام ومن ساعده على إبادة الشعب العراقي ومنها أمريكا الشيطان الأكبر، إن شعباً كهذا يقود مسيرة قدرتها وسائل الإعلام بـ 5 ملايين أو أكثر ولمدة ثلاثة أيام أو أربعة وبدون سلبيات تذكر، في الحقيقة إن هذا معجزة في العصر الحديث، وحتى أمريكا التي تدعي الديمقراطية والحرية لن تتمكن على هذا مع قوتها.
فالشعب العراقي لا يحتاج إلى وصاية من الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها.
4ـ إن هذه المسيرة هي في واقع الأمر استفتاء على الحرية والإسلام ونمط الحكم التي تريده وأن من الظلم للشعب العراقي عندما تقول قيادة الإدارة الأمريكية أن هذا ليس هو رأي الأكثرية من الشعب العراقي، فما هو رأي الأكثرية؟ فهل رأي الأكثرية هو تنصيب جنرال عليها من قبل أمريكا؟ وهذه هي الحرية والديمقراطية؟
5ـ ان شعار الوحدة بين طوائف المسلمين التي رفعتها المسيرة المليونية في كربلاء والمسيرات الأخرى في بغداد وغيرها وتشابك الأيدي بين السنة والشيعة والتلاقي بين علماء الدين والمفكرين وصلاة الوحدة صلاة الجمعة التي اجتمع فيها الشيعة والسنة تحت سقف واحد، إن هذا كله من إنجازات الوعي الإسلامي والامتحان والابتلاء الذي مر به الشعب العراقي.
6ـ لما عجزت إدارة أمريكا عن فهم حقيقة هذه المسيرة بل الجهل بواقع الشعب العراقي ولم تتوقع من الشعب العراقي الذي أزالت عنه الجزار الذي وضعته عليه وساعدته وجعلته دمية في يدها، كانت تتوقع أن يستقبلها الشعب العراقي بالأحضان والورود، فقد تفاجأت بهذا المد والوحدة المليونية فأصبحت إدارة الولايات الأمريكية تتخبط، فصارت توزع الاتهامات على جيران العراق بالتدخل في شؤون العراق من الجمهورية الإسلامية في إيران وسورية وحزب الله في لبنان، ففي قاموس أمريكا المجرمة لا يحق لجيران العراق أن يتدخلوا في شؤونه الداخلية، ولكنها هي جاءت من وراء البحار وآلاف الكيلو مترات يحق لها أن تتدخل فلها الحق لأنها قوية وإن لم تأخذ موافقة من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، فالقوة هي الحق والقوة هي القانون والقوة هي كل شيء في مفهوم الأمريكان.
وهكذا كل من يفشل في سياسته يحمل غيره ذلك ويجعله ذريعة لفشله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 479، ح 19645.
2ـ المصدر السابق، ص 478، ح 19644.
3ـ في الأصل: الموت في العز.
4ـ في المصدر: وأنشد.
5ـ حقاً / خ ل.
6ـ في المصدر والبحار: لنلقى.
7ـ البحار: 44 / 191، ح4. العوالم، الإمام الحسين (عليه السلام) للشيخ عبد الله البحراني ص 67.
قال المجلسي توضيح:
الصبابة بالضم البقية من الماء في الإناء.
والوبلة بالتحريك الثقل، والوخامة وقد وبل المرتع بالضم وبلا ووبالا فهو بيل أي وخيم، ذكره الجوهري والبرم: بالتحريك السأمة والملال.
والخميس: الجيش لأنهم خمس فرق، المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق. ويوم الهياج: يوم القتال.
والعرمرم: الجيش الكثير و(عرام الجيش) كثرته.
8ـ بحار الأنوار، ج 44، ص 329. والعوالم ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) ص 179. ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1، ص 188، والفتوح لابن أعثم ج 5، ص 21 واللفظ للأول. وفي الفتوح لابن أعثم ج5، ص 21 بعد هذا (وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين) وكلمة الخلفاء الراشدين: اصطلاح متأخر عن ذلك العصر فيبدو أنها أدخلت في كلام الإمام الحسين (عليه السلام) وهي أجنبية عنه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|