المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الذكاء والإبداع  
  
1270   11:12 صباحاً   التاريخ: 19/12/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص245 ــ 247
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

الموهوبون، هم منارات المجتمع، وثروته، وطاقته، وبفضلهم خطت البشرية من ديجور الظلمات إلى النور الساطع، (وهم الثروة القومية، والطاقة الدافعة نحو التقدم والبناء) (1)، وعلى هذه الفئة يتوقف الأمل بالنقلة النوعية للمجتمعات، وللإنسانية كافة ومن أقوال العقاد في هذا المجال، (العبقرية هبة الله للإنسان فيرى ببصيرته ما لا يراه في بصره)(2)، والتفكير الإبداعي تفكير منطلق أو متشعب ، يملك القدرة على الاستجابات عندما يكون هناك مؤثر، بل يمكن أن نقول (إنه نوع من التفكير يملك الجديد، والتأمل والاختراع والابتكار)(3).

واختبارات الذكاء التقليدية لا تكشف في كل مرة عن الموهوبين، وأبرز القدرات التي يتميز بها المبدعون: الطلاقة اللفظية والفكرية، وسرعة التفكير في اختيار الكلمات الملائمة المتصلة، ودرجة المرونة في تفسير المواقف، وهذه سمة أساسية تميز المبدعين عن العاديين، أضف إلى ذلك مسألة سهولة التكيف، وإن كنا نرى العكس أحياناً إذ ينفر المبدع من الواقع وسوء تكيفه معه وينتقل إلى مجتمع آخر.

وهناك سمة أخرى هي: السمة التحليلية ـ التأليفية، فالمبدع يحتفظ في ذهنه بعدة متغيرات يستعين بها في إيجاد الحلول للمشكلات التي تعرض له. ويتميز المبدعون بالحدس، ويصفها بعضهم بأنها تلك الومضات التي تحل فجأة فتضيء أفق الموهوب وتفتح بصيرته، فيكتشف حقيقة من الحقائق العلمية، وقد أطلق عليها بعضهم (شرارة الإبداع) وغالباً ما يحصل ذلك بعد تخزين الكثير من الأفكار والخبرات.

والإبداع لا يتقيد بحدود الزمان والمكان، وبعضهم يصر - ودون التقليل من أهمية الومضات المشار إليها - أن الإبداع هو جهد وعمل لذلك انقسم المبتكرون إلى نوعين (الحدسيون الذين يعتمدون على الحدس، والمنطقيون الذين يصرون على التفكير المنطقي المنظم)، ومن سمات الموهوبين كما استخلصها (تيرمان): الميل الشديد للقراءة والاهتمام البالغ بالمعاجم، والأطالس، وفضولية المعرفة لعلوم أخرى كالتاريخ والجغرافيا، والسير، ولهم هوايات مرتبطة بالكيمياء وجمع الطوابع البريدية، والاهتمام بالزهور والحيوانات على أنواعها.

ويذهب فريق من الباحثين إلى أن العلاقة بين الذكاء والابتكار ليست كبيرة، فقد يكون الفرد مبتكراً دون أن يكون على قدر عالٍ من الذكاء، وقد يكون العكس صحيحاً وقد لوحظ أيضاً (أن الأذكياء يمكنهم أن يكونوا أكثر توفيقاً ونجاحاً في المناهج الدراسية أكثر من المبدعين)(4)، ومن الملاحظ أيضاً أن المدرسة تجزل العطاء والمكافآت والثواب للأذكياء في حين تهمل المبتكرين، وقد لا تتعرف عليهم في كثير من الأحيان.

والموهوبون أقل نزوعاً إلى الادعاء والمفاخرة، والمباهاة من العاديين، بل وهم أكثر اتزاناً من الناحية الانفعالية، واتجاهاتهم الاجتماعية أكثر سلامة واستقامة.

وفي دراسة أجريت حول أسر الموهوبين. كانوا أعلى من غيرهم من الأطفال العاديين في المستوى الاقتصادي والاجتماعي إذ كان يشغل معظم آبائهم مهناً من مستوى عالٍ كالطب والقانون، ورجال الجامعة، بينما لم تزد نسبة من ولدوا لآباء من طبقة العمال عن 18,5 %(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. خليل معوض، قدرات وسمات الموهوبين، ص6.

2ـ المصدر السابق، ص6.

3ـ المصدر السابق، ص49.

4ـ المصدر السابق، ص67.

5ـ المصدر السابق، ص117. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.