أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-22
1591
التاريخ: 16-3-2022
1563
التاريخ: 4-08-2015
3839
التاريخ: 2023-06-29
1399
|
مدة حكم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف
تقوم المهمة الأساسية للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على العمل لتأسيس المجتمع البشري العادل ، والحكم وفق الشريعة الإلهية الحقة والصحيحة ، وقد ثبت لنا بالبرهان والدليل القاطع أنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يحكم الدنيا كلها وتدخل البشرية كلها تحت سيطرته .
والسؤال الذي يدور في الأذهان هو :
إلى متى وكم تكون مدة حكم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لهذه الأرض ؟ وهل أنه عليه السّلام بعد رحيله إلى ربه تستمر حكومته عبر خلفاء وأوصياء يأتون من بعده ؟
وهذا بالطبع مترتب على الرأي القائل بأن حكم الإمام ودولته يستمران إلى ما بعد وفاته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
الإجابة على السؤال الأول هو أننا لا نستطيع أن نعرف المدة التي يحكم فيها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلا عن طريق الأحاديث والروايات الشريفة التي تحدد هذا الأمر .
إلا أن هذه الروايات التي تشير إلى مدة حكم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هي متضاربة في مضمونها إلى حد كبير بشكل يوقع الباحث في الحيرة والذهول وعدم القدرة على تحديد مدة حكمه بشكل واضح وصريح .
وهذه الروايات يمكن تصنيفها إلى نوعين :
النوع الأول : الروايات التي تدل على بقاء الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الحكم لفترة تتراوح ما بين خمس وتسع سنين .
النوع الثاني : الروايات التي تدل على بقائه عليه السّلام في الحكم لفترة تزيد عن العشر سنوات وفيما يلي نشير إلى طائفة من هذه الروايات :
روى عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام كم يملك القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟ قال :
« سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه »[1].
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :
« يملك المهدي أمر الناس سبعا أو عشرا »[2].
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :
« ملك القائم منا تسع عشرة سنة وأشهرا »[3].
وعن جابر بن يزيد الجعفي أنه سأل الإمام الباقر عليه السّلام : كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ فقال عليه السّلام :
« تسع عشرة سنة ، من يوم قيامه إلى يوم موته »[4].
وفي سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« المهدي مني - ويملك سبع سنين »[5].
وروى في حديث آخر عن أم سلمة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« فيلبث سبع سنين . ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . . . »[6].
وأخرج الترمذي أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« إن في أمتي المهدي ، يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا . . . »[7].
وروى المفضل بن شاذان عن الإمام الصادق عليه السّلام عندما سئل عن مدة ملك القائم فقال عليه السّلام :
« سبع سنين ، تطول له الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه . . . »[8].
ولأجل إشباع الحديث في هذا الموضوع ننقل للقارئ الكريم ملخصا لبعض آراء علماء أهل السنة والشيعة .
روى أحمد في مسنده في الجزء الثالث من الصفحة 28 أنه يملك سبعا أو تسعا .
وروى في صفحة 37 فقال : « . . . يكون ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده » .
وروى مثله في الصفحة 17 .
وروى الحاكم في المستدرك في ( ج 2 - ص 558 ) وعلق على هذا الرأي بالقول وهذا حديث صحيح على شرط مسلم .
وروى الحاكم في المسترك في ( ج 4 - ص 465 ) فقال : يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع ثم قال : هذا الحديث صحيح الإسناد .
في ( ص 557 ) قال : يعيش سبعا أو ثمانيا .
في ( ص 558 ) روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال ( يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع ) .
وفي الجامع الصغير ( ح - 9244 ) قال : يملك سبع سنين .
وفي منتخب كنز العمال ( ج 6 - ص 29 ) قال : ( يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ) .
وفي كشف الغمة عن الحافظ أبي نعيم في الأحاديث الأربعين قال : يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس .
وروى الشيخ الطوسي أن مدة ملكه سبع سنين ( يكون سبعين سنة من سنيكم ) .
وروى النعماني في الغيبة في عدة روايات أن مدة ملكه تسع عشرة سنة .
ويمكن التعليق على هذه الروايات ضمن النقاط التالية :
النقطة الأولى :
إن ما دل من الروايات على أن مدة حكمه وبقائه في الدنيا أقل من عشر سنوات هي روايات علماء أهل السنة بمعظمها .
وما دل على بقائه في الحكم أكثر من عشر سنوات هو موجود في الأغلب في روايات علماء الشيعة ومصادرهم .
النقطة الثانية :
إن الروايات التي ذكرها الشيعة عن مدة حكم الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وحددتها بأقل من عشر سنوات كانت مقرونة غالبا بالإشارة إلى أن هذه السنين ليست كسني الدنيا المتعارف عليها بين الناس مثل ما ورد عن الصادق عليه السّلام ( يكون سبعين سنة من سنيكم هذه ) أو ( تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ) .
النقطة الثالثة :
أنه يمكن إيجاد وجه للجمع بين الروايات بما ذكره العلامة المجلسي في البحار حيث قال :
الأخبار المختلفة الواردة في أيام ملكه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعضها محمول على جميع مدة ملكه ، وبعضها على زمان استقرار دولته ، وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة .
أو بما نقله صاحب ( منتخب الأثر ) عن أبي حجر في رسالته ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ) في إمكان الجمع بين الروايات على تقدير صحة الجميع :
بأن ملكه متفاوت الظهور والقوة ، فالأربعون مثلا باعتبار جملة ملكه ، والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته ، والعشرون ونحوها باعتبار أمر الوسط .
أما الإجابة عن السؤال الثاني ، وهو المتعلق باستمرار دولته ، وحكومته بعد شهادته فنوكل أمر الإجابة عنه إلى البحوث القادمة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|