هناك صناعات كثيرة سيكون لتقنية النانو دور كبير في تطويرها في المستقبل القريب، ومن أهمها: تقنيات الإعلام والاتصال والبيئة والطاقة والنسيج، والكيمياء، ومواد التجميل والعطور والخزف ومواد البناء، والمطاط، والمواد البلاستيكية، والزجاج والمواد المصنوعة منه، والسيارات، والطائرات ⁽¹⁰⁾.

ففي صناعة السيارات والطائرات تقدّم تقنية النانو الكثير؛ لتحسين الصناعة في هذين المجالين فمثلا: تتدخل هذه التقنية في صناعة الأبواب والمقاعد، والدعامات، ومن أهم مميزات هذه القطع المحسنة صلابتها، ومرونتها العالية في الوقت نفسه، وكذلك تتميّز بخفة وزنها. كما تدخل تقنية النانو أيضًا في تحسين الزجاج على وجه العموم، وتحسين زجاج النوافذ على وجه الخصوص، حيث يصبح عالي الشفافية، وذلك باستخدام نوع معيّن من جسيمات النانو في صناعة نوع من الزجاج يعرف باسم «الزجاج النشط»، حيث إنّ هذه الجسيمات تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية، فتهتز؛ مما يزيل الرواسب، والأوساخ، والغبار الملتصق بالسيارات. كما تتميّز هذه الجسيمات أيضًا بتشكيلها سطحًا طاردًا للماء؛ ممّا يجعل تنظيفها أمراً سهلاً لدرجة أنه أطلق عليه اسم «زجاج التنظيف الذاتي».

وكذلك من ميزات القطع المحسنة المستخدمة في صناعة الأجزاء الداخلية، أنها تقلل استهلاك الوقود، وستساعد على صنع محركات نفاثة تتميز بهدوئها، وأدائها العالي. كما تستخدم تقنية النانو في المجال الرياضي عمومًا في تحقيق هدفين هما: تقوية الأدوات الرياضية، وإكسابها المرونة والخفة حيث إنّ بعض جسيمات النانو أقوى بمئة مرة من المعدن الصلب، وأخف منه. ومن المنتجات التي حسّنت مضارب الهوكي، ومضارب البيسبول، ومضارب كرات التنس، وكرات الجولف.

وتستخدم تقنية النانو أيضًا في مجال الدهانات حيث تتميز هذه الدهانات بقدرتها على مقاومة الخدش، والتآكل، والتفتت؛ مما سيجعلها مناسبة تمامًا لدهن السفن، والمراكب. وفي صناعة الشاشات التلفازية، وشاشات الحاسوب، فإنّ تقنية النانو لها تأثير ملحوظ في تحسين أدائها، وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيلها، كما أنها ستتميّز بوضوح ودقة عاليتين. أما بشأن حجمها فتتميز بصغر سماكتها، وخفة وزنها ⁽¹⁰⁾.

كما توجد استخدامات كثيرة تخدم مجال الصناعات الإلكترونية مثل مجال صناعة الترانزستورات، حيث بدأ مصنعو الترانزستور الوصول إلى الحدود الطبيعية لمدى صغر رقائق السيلكون، والنحاس التي تصنع منها مثل هذه المواد. وقد ساعدت هذه التقنية هؤلاء العلماء على الوصول إلى طريقة مبتكرة؛ لتصنيع ترانزستورات أصغر بكثير من الرقائق الحالية، وليس ذلك عبر تقليل حجم الرقائق الحالية، ولكن بتصنيعها من الجزيئات الفردية فقد ساعدت الأبحاث التي أجراها أربعة علماء يعملون في مركز الأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على تمهيد الطريق؛ لبناء ترانزستورات من الأنابيب الكربونية المتناهية في الصغر، والتي صنعت من طبقة واحدة من الذرات الكربونية التي تقاس من خلال النانومتر. واستنتج العلماء إمكانية تصنيع الترانزستورات من الأنابيب المتناهية في الصغر.

وتضمنت اكتشافاتهم الغوارتيمية تشكيل هذه التطبيقات، والتقنيات الجديدة؛ لإرسال المعلومات والمكونات الكربونية التي تعمل مثل المحطات الطرفية لمفتاح تشغيل الترانزيستور، ووسائل استخدام سلاسل أنابيب النانو بالأنظمة الإلكترونية ⁽¹⁰⁾.

__________________________________________________

هوامش

(10) Saudi Center for Nanotechnology: www.saudicnt.org