أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-27
753
التاريخ: 14-1-2023
1629
التاريخ: 2024-09-15
174
التاريخ: 17-10-2016
1708
|
الجود والكرم بمعنًى واحد، والجواد الذي لا يبخل بعطائه، وهو من أسمائه تعالى، كما في الدعاء: (اللهم أنت الجواد الذي لا يبخل) (1).
والجود منه تعالى إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض، كالعطاء والكرم والهبة منه تعالى؛ إذ مرجعها إلىٰ صفة واحدة هي الإفاضة والفياضة.
وفي المجمع: «سُئل الحسن عليه السلام ـ وهو في الطواف ـ فقيل: أخبرني عن الجواد، فقال عليه السلام: (إنّ لكلامك وجهين؛ فإن كنت تسأل عن المخلوق فالجواد الذي يؤدّي ما افتُرض عليه، والبخيل الذي يبخل بما افتُرض عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع؛ لأنّه إن أعطى عبداً أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له)» (2).
أقول: أراد عليه السلام أنَّ خالق جميع العطيّات وموجدها ومعطيها ومالكها نفسه تعالى، لا شريك له في الإيجاد، كما لا ثاني له في الوجود.
وقول السائل: (أن تُدنيني من قُربِكَ) أي تقرّبني إليك. يقال: زيد أدنى عمراً إلىٰ بكر، أي قرّبه إليه، وأدنوه منّي: أي قرّبوه منّي، من الإدناء. كأنّه قال: أسألك بسبب جودك وكرمك أن تعطيني بعطاء هو قربك، يعني: توفّقني لإقامة طاعاتك وإدامة عباداتك، حتّىٰ يحصل لي التخلّق بأخلاقك الحسنة والاتصاف بصفاتك الكريمة؛ لأنّك قلت: (عبدي أطعني حتىٰ أجعلك مثلي، أقول لشيء: كن، فيكون، تقول لشيء: كن، فيكون) (3)، وفي الحديث القدسيّ أيضاً: (مَن تقرّب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، من أتاني مشياً أتيته هرولة) (4).
وكأنّ غاية التقرّب إليه تعالى هي الفناء في أسمائه وصفاته، وبعبارة أخرى: الفناء في الحضرة الواحدية، وحينئذٍ يسري حكم المفني فيه في الفاني، ويبقى ببقائه لا بإبقائه ... فإنها باقية بإبقاء الله تعالى.
فهذه الغاية القصوى والبغية الكبرى حصلت لسيد الأنبياء وخاتمهم، وسيد الأوصياء والأولياء وخاتمهم، ولهذا قال صلى الله عليه وآله: (مَن رآني فقد رأى الحقّ) (5). وقال: (لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب ولا نبي مرسل) (6).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (معرفتي بالنورانيّة معرفة الله) (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «بحار الأنوار» ج 95، ص 241، باختلاف.
(2) «مجمع البحرين» ج 3، ص 29.
(3) «الجواهر السنية» ص 284، باختلاف.
(4) «الأمالي» للسيد المرتضى، ج 2، ص 6.
(5) «...البخاري» ج 6، ص 2568، ح 6595.
(6) «جامع الأسرار» ص 27، 205.
(7) «شرح الأسماء» ص 623.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|