المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

لماذا لم تتزوج السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ؟
2024-10-26
شوكة اغوستاف
28-8-2016
معاوية وحربه مع الامام الحسن (عليه السلام)
7-4-2021
أما شرب الخمر فمضراته الطبية
4-6-2019
معنى كلمة خبت
4-06-2015
سياسات الاصلاح الاقتصاديـة الاشتراكيـة
9-4-2020


دور البيئة في بناء شخصية الشاب  
  
1206   10:02 صباحاً   التاريخ: 2023-07-21
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص67ــ69
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18 151
التاريخ: 2024-10-31 84
التاريخ: 2024-07-09 557
التاريخ: 2024-07-12 451

قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138].

اختلاف حياة الكائنات الحية:

للحيوان عالمه الخاص، وثمة اختلاف في حياة الحشرات والحيوانات البرية والبحرية على وجه الأرض من ناحية حاجتها لمساعدة الآخرين أو عدم حاجتها ، وكذلك من ناحية حياتها الفردية والجماعية ، والكل يواصل حياته تبعاً لظروفه الخاصة.

وينشط بعض الحيوانات منذ اليوم الأول للولادة ، ويعتمد على نفسه مستغنياً عن حماية أبويه ، مثل هذه الحيوانات بمقدورها أن تستقل في حياتها ، وأن تبحث عما تأكله وتشربه ، وأن تدافع عن نفسها من أجل البقاء ، وهذا الصنف من الحيوانات ليست لديه مرحلة طفولة ، لذا فهو لا يحتاج إلى مساعدة الآخرين ليواصل حياته.

الحيوانات ومرحلة الطفولة:

وثمة حيوانات تكون منذ ولادتها بحاجة إلى حماية الآخرين ، لأنها لا تستطيع العيش بمفردها وذلك بسبب ضعفها . وقد أوجد الله سبحانه وتعالى بحكمته محبة في قلوب كبار الحيوانات تجاه صغارها ، فتضحي من أجلها وتؤمن لها الطعام والماء وتدافع عنها تجاه الأعداء ، حتى يشتد عودها وتقوى على العيش المستقل ، ولهذه الحيوانات مرحلة طفولة ، إذن فهي بحاجة لحماية الآخرين من أجل البقاء.

مقدار المحبة :

الأمر الملفت للنظر في عالم الحيوان أن مقدار المحبة التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الحيوان تجاه صغاره ، يوازي فترة طفولة الصغار ومقدار احتياجها. وكل حيوان تمتد فترة طفولته وأيام عجزه، كما تمتد بنفس المقدار محبة أبوية له وعطفهما عليه. وفي المقابل نرى أن هذه المحبة تكاد تتلاشى كلما كان صغير الحيوان قوياً أثناء فترة طفولته . وعندما ينهي صغير الحيوان فترة الطفولة ويصبح على استعداد للاعتماد على نفسه ، تنتهي محبة أبويه له ، فيهجرانه ليذهب إلى سبيله ويحيا حياة مستقلة.

وتعتبر مرحلة الطفولة التي يمر بها الإنسان هي الأطول بين مختلف أنواع الثدييات، واحتياجه لرعاية وحماية الآخرين أكبر . فصغير الإنسان يحتاج وعلى مدى سنين طويلة لرعاية كاملة وعون كبير من قبل ذويه قبل أن يصبح أهلا لحياة مستقلة.

الإنسان ومرحلة الطفولة:

وبعبارة أخرى نقول لا تقتصر حاجة الطفل خلال فترة الطفولة على الترعرع في أحضان الأم والإرتزاق من حليبها حتى يتمكن من الوقوف على قدميه وتنمو اسنانه ويبدأ بتناول طعامه بنفسه ومن ثم يبدأ حياة مستقلة ، فالإنسان بحاجة أثناء طفولته لأن يشتد عوده وتقوى روحه وتتكون أخلاقه وطبائعه ويتعلم من الآخرين آداب الحديث والسلوك ويطلع على الآداب الاجتماعية ، ليعد نفسه إعداداً صحيحاً للتآلف الاجتماعي ، وهذا كله يحتاج إلى فترة طفولة طويلة .

«إن مرحلة نمو الإنسان طويلة جداً قياساً بالمراحل التي تحتاجها سائر الكائنات الحية ، ومن هنا فإن المرحلة التي يمر بها الطفل معتمداً على الآخرين محتاجاً عونهم ورعايتهم تكون مرحلة طويلة . ويعيش الإنسان في مجتمعه وسط جو من العلاقات المتبادلة ، فيكتسب من خلال احتكاكه بالآخرين السنن والآداب الاجتماعية ، ليصبح بالتالي إنساناً اجتماعيا مؤدباً . فالعلاقات المتبادلة بين الفرد والفرد وبين الفرد وثقافة مجتمعه ترسم للإنسان سبيل الحياة وتضفي عليه صبغة اجتماعية»(1).

_______________________

(1) مبادئ علم الاجتماع، ص176.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.