أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2019
2543
التاريخ: 10-4-2016
3195
التاريخ: 29-4-2022
1259
التاريخ: 15-3-2016
3633
|
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: لم يشهد عقيل مع أخيه أمير المؤمنين شيئا من حروبه أيام خلافته وعرض نفسه وولده عليه فأعفاه ولم يكلفه حضور الحرب ثم قال واختلف الناس في عقيل هل التحق بمعاوية وأمير المؤمنين حي فقال قوم نعم ورووا ان معاوية قال يوما وعقيل عنده هذا أبو يزيد لولا علمه إني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه فقال عقيل أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي واسال الله خاتمة خير .
وقال أيضا: روي أن عقيلا قدم على أمير المؤمنين فوجده جالسا في صحن مسجد الكوفة فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وكان عقيل قد كف بصره فقال والسلام عليك يا أبا يزيد ثم التفت إلى ابنه الحسن فقال قم فأنزل عمك فقام فزله إليه ثم عاد فقال اذهب فاشتر لعمك قميصا جديدا ورداء جديدا وازارا ونعلا جديدا فذهب فاشترى له فغدا عقيل على علي (عليه السلام) في الثياب فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال وعليك السلام يا أبا يزيد قال يا أمير المؤمنين ما أراك أصبت من الدنيا شيئا واني لا ترضى نفسي من خلافتك ما رضيت به لنفسك فقال يا أبا يزيد يخرج عطائي فادفعه إليك فلما ارتحل عن أمير المؤمنين اتى معاوية فامر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا عليه يوما بعد ذلك وبعد وفاة أمير المؤمنين وبيعة الحسن لمعاوية الحديث ثم قال ابن أبي الحديد في تتمة كلامه السابق : وقال قوم انه لم يأت إلى معاوية الا بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) واستدلوا على ذلك بالكتاب الذي كتبه إليه في آخر خلافته والجواب الذي اجابه به (عليه السلام) قال وهذا القول هو الاظهر عندي (اه) وأشار بالكتاب والجواب إلى ما رواه ابن إسحاق في كتاب الغارات قال كتب عقيل بن أبي طالب إلى أخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) في اثر وقعة الضحاك بن قيس حين بلغه خذلان أهل الكوفة وتقاعدهم به.
كتاب عقيل إلى أمير المؤمنين بعد وقعة الضحاك فقال: لعبد الله علي أمير المؤمنين من عقيل بن أبي طالب سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا إله إلا هو اما بعد فان الله حارسك من كل سوء وعاصمك من كل مكروه وعلى كل حال اني قد خرجت إلى مكة معتمرا فلقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء فعرفت المنكر في وجوههم فقلت إلى أين يا أبناء الشانئين أ بمعاوية تلحقون عداوة والله منكم قديمة غير مستنكرة تريدون بها اطفاء نور الله وتبديل امره فاسمعني القوم وأسمعتهم فلما قدمت مكة سمعت أهلها يتحدثون ان الضحاك بن قيس أغار على الحيرة فاحتمل من أموالها ما شاء ثم انكفا راجعا سالما فاف لحياة في دهر جرأ عليك الضحاك وما الضحاك فقع بقرقر وقد توهمت حين بلغني ذلك ان شيعتك وأنصارك خذلوك فاكتب إلي يا ابن أمي برأيك فان كنت الموت تريد تحملت إليك ببني أخيك وولد أبيك فعشنا معك ما عشت ومتنا معك إذا مت فوالله ما أحب ان أبقى في الدنيا بعدك فواقا وأقسم بالأعز الاجل ان عيشا نعيشه بعدك في الحياة لغير هنئ ولا مرئ ولا نجيع والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فكتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) : من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عقيل بن أبي طالب سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا اله الا هو ؛ اما بعد كلأنا الله وإياك كلاءة من يخشاه بالغيب انه حميد مجيد قد وصل إلي كتابك مع عبد الرحمن بن عبيد الأزدي تذكر فيه انك لقيت عبد الله بن أبي سرح مقبلا من قديد في نحو من أربعين فارسا من أبناء الطلقاء متوجهين إلى جهة الغرب وان ابن أبي سرح طالما كاد الله ورسوله وكتابه وصد عن سبيله وبغاها عوجا فدع ابن أبي سرح ودع عنك قريشا وخلهم وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق الا وإن العرب قد أجمعت على حرب أخيك اليوم اجماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل اليوم فأصبحوا قد جهلوا حقه وجحدوا فضله وبادروه العداوة ونصبوا له الحرب وجهدوا عليه كل الجهد وجروا إليه جيش الأحزاب اللهم فأجز قريشا عني الجوازي فقد قطعت رحمي وظاهرت علي ودفعتني عن حقي وسلبتني سلطان ابن أمي وسلمت ذلك إلى من ليس مثلي في قرابتي من الرسول وسابقتي في الاسلام الا ان يدعي مدع ما لا اعرفه ولا أظن الله يعرفه والحمد لله على كل حال واما ما ذكرته من غارة الضحاك على أهل الحيرة فهو أقل وأذل من أن يلم بها أو يدنو منها ولكنه قد كان اقبل في جريدة خيل فاخذ على السماوة حتى مر بواقصة وشراف والقطقطانة مما والى ذلك الصقع فوجهت إليه جندا كثيفا من المسلمين فلما بلغه ذلك فر هاربا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق وقد أمعن وكان ذلك حين طفلت الشمس للاياب فتناوشوا القتال قليلا فلم يصبر لوقع المشرفية وولى هاربا وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلا ونجا جريضا بعد ما اخذ منه بالمخنق فلأيا بلأي ما نجا فاما ما سألتني ان اكتب لك برأيي فيما انا فيه فان رأيي جهاد المحلين حتى القى الله لا يزيدني كثرة الناس معي عزة ولا تفرقهم عني وحشة لأنني محق والله مع المحق ووالله لا أكره الموت على الحق وما الخير كله الا بعد الموت لمن كان محقا واما ما عرضت به من سيرك إلي ببنيك وبني أبيك فلا حاجة لي في ذلك فاقم راشدا محمودا فوالله ما أحب ان تهلكوا معي ان هلكت ولا تحسبن ابن أمك لو أسلمه الناس متخشعا ولا متضرعا انه لكما قال أخو بني سليم :
ان تسأليني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليب
جهيد على أن لا ترى بي كآبة * فيشمت واش أو يساء حبيب
وحكى ابن الحديد في شرح النهج عن الزبير بن بكار انه روى في كتاب الموفقيات بسنده انه لما حصر عثمان أبرد مروان بريدين إلى الشام واليمن ومع كل منهما كتاب إلى يعلى بن منية باليمن ومعاوية بالشام يستنجد بهما ثم جاء كتاب مروان إلى معاوية بقتل عثمان فكتب معاوية إلى جماعة من بني أمية وغيرهم يحرضهم على الطلب بدم عثمان فكلهم كتبوا إلى معاوية يحرضونه ويقرونه الا سعيد بن العاص فإنه كتب إليه ينهاه عن ذلك .
قال وقد روى في خبر مشهور ان معاوية وبخ سعيد بن العاص على تأخره عنه في صفين فقال سعيد لو دعوتني لوجدتني قريبا ولكن جلست مجلس عقيل وغيره من بني هاشم ولو أوعبنا لأوعبوا (اه) ؛ وقال ابن أبي الحديد فاما عقيل فالصحيح الذي اجتمع ثقات الرواة عليه انه لم يجتمع مع معاوية إلا بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) ولكنه لازم المدينة ولم يحضر حرب الجمل وصفين وكان ذلك بإذن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد كتب عقيل إليه بعد الحكمين يستأذنه في القدوم عليه الكوفة بولده وبقية أهله فامره بالمقام (اه) .
وفي بعض خطب النهج : وعاودني اي عقيل مؤكدا وكرر علي القول مرددا فأصغيت إليه سمعي فظن اني أبيعه ديني واتبع قياده مفارقا طريقتي فأحميت له حديدة إلى آخر الكلام .
هذا ما وصل إلينا من اخباره مع أخيه عقيل ويمكننا ان نلخصه في أمور : الأول ان عقيلا كان قد بقي بأولاده في المدينة كما يدل عليه قول سعيد بن العاص ولكن جلست مجلس عقيل الخ وكتاب عقيل إلى أخيه الدال على أن عقيلا كان بالحجاز مع أولاده عند غارة الضحاك التي كانت بعد الحكمين وان أمير المؤمنين امره بالإقامة بأولاده بالحجاز وعدم المجئ إلى العراق كما نص عليه جواب الكتاب .
الثاني ان عقيلا لم يذهب إلى معاوية في حياة أمير المؤمنين وانما ذهب بعد موته ويدل على ذلك الكتاب والجواب وكلام سعيد بن العاص فكلام سعيد يدل على أن عقيلا كان عند حرب صفين بالحجاز والكتاب والجواب يدلان على أنه كان بعد الحكمين بمدة بها أيضا وذلك في آخر خلافة أمير المؤمنين ؛ ويمكن ان القائل بذهابه إلى معاوية في حياة أخيه اشتبه عليه ذهابه بعد وفاة أخيه بذهابه في حياته .
الثالث هل جاء عقيل إلى الكوفة في خلافة أخيه يمكن أن يقال نعم وانه أمر ابنه الحسن ان ينزله عنده وان يشتري له كسوة جديدة ونعلا جديدا ففعل وجاء إليه في غدوة اليوم الثاني في ثيابه ونعله الجدد فأخبره عقيل انه لا يرضى لنفسه ما رضيه اخوه لنفسه من المساواة مع باقي المسلمين في العطاء وانه يريد التميز عنهم فهو أخو الخليفة فيلزم ان يميز عن غيره في العطاء ولكن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد اختط لنفسه خطة العدل والمساواة بين الناس وبدأ في ذلك بنفسه وبولديه أعز الناس عليه فاخذ لنفسه من العطاء ما يأخذه اي شخص من المسلمين واعطى ولديه كذلك ولما جاء إليه اخوه عقيل أكرمه غاية جهده فجعله ضيفا عند ولده وكساه كسوة جديدة ولما طلب الزيادة عن الناس في العطاء قال يخرج عطائي فادفعه إليك وهذا غاية ما في وسع أمير المؤمنين أن يفعله وهو غاية الجود والكرم والرأفة والشفقة فأمير المؤمنين لم يكن يدخر مالا ونفقته ونفقة عياله محصورة في عطائه فجاد به على عقيل وهو كل ما يملك ووطن نفسه على أن يبقى بدون نفقة ويستدين على عطائه الثاني فليس من المبالغة في شئ قولنا هذا غاية الجود والشفقة ولكن عقيلا لم يرضه ذلك ولم يقنعه وكرر المطالبة وألح وألحف وعاود أخاه مؤكدا وكرر عليه القول مردا ولزمه لزوم الأعمى غريمه حتى أحرجه ولم يجد منه مخرجا الا احماء الحديدة وادناءها من جسمه ليعتبر بها ، وكان صرفه واقناعه منحصرا في ذلك ومنه يعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقصر في اكرام أخيه عقيل وبره بغاية ما تتسع له ذات يده ويساعد عليه دينه وعدله وان ما فعله مع عقيل الذي يريد حمله بإلحاح والحاف على ما لا يمكن ان يفعله من احماء الحديدة ليس فيه شئ من القسوة والجفوة كما يتوهم في بادي النظر والظاهر أن عقيلا لما جاء إلى الكوفة أحضر معه ولده ليكون وجودهم أدعى للعطف عليه ثم عاد بهم إلى المدينة ولا بد أن يكون أمير المؤمنين لما خرج عطاؤه بعث به إليه مع عطاء عقيل فإنه لم يكن ليخلف ما وعد به .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|