أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2021
2480
التاريخ: 13-12-2016
2846
التاريخ: 2023-04-06
1231
التاريخ: 19-1-2016
3327
|
قال الله تعالى في محكم كتابه : {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60، 61].
إن الرغبة في إثبات الوجود وتوكيد الشخصية هي حالة نفسية طبيعية يمر بها الفتيان والشبان بقضاء من الله سبحانه وتعالى وحكمه.
فالفتى الذي طوى مرحلة الطفولة والتطفل، يجد نفسه شاء أم أبى ملزماً بإيجاد مقومات حياة اجتماعية مستقلة ، واكتساب الصفات التي تضمن له تآلفه مع محيطه وإحراز شخصيته ، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بسهولة.
فجيل الشباب ليس على استعداد لاتباع سلوك ومناهج من هم أكبر منهم سناً دون قيد أو شرط ، كما ان الشباب ليسوا مستعدين لمطابقة صفات شخصيتهم مع أفكار الكبار، والملاحظ ان هناك تضاداً بين جيل الشباب وجيل الكهول في سائر الأمم والشعوب ، وهذا التضاد يجر أحياناً إلى حصول شجارات ونزاعات تؤدي بالتالي إلى قيام حالة من التمرد والعصيان بين جيل الشباب.
ومما لا شك فيه أن للأحاسيس الحادة التي تصحو بشكل طبيعي في اعماق الشباب إثر ظاهرة البلوغ دوراً مؤثراً في جعل الشباب يتمردون على الكبار ويعارضونهم ويعاندونهم.
«إن الوثوب غير الطبيعي لحساسية الشاب تجاه الأفراد أو الأشياء يبين ان مرحلة البلوغ بكل سنواتها ما هي إلا مرحلة خاصة بالأحاسيس. والانفعالات التي تؤثر على التركيبة الجسمانية للإنسان من شأنها أن تولد نوعاً من الاختلالات ، وتطول فترة ظهور هذه الإنفعالات نتيجة التصورات الذهنية التي تسيطر على الشاب. فمثلاً تدلل حركة واحدة على تعلق الشاب بشخص ما ، فتولد انفعالات وعواطف متعددة لا تلبث أن تزول ، ويبقى من كل ذلك الإطار الخارجي للحادثة أو القصة التي لا يبقى منها سوى شعور دائم وثابت بالحب»(1).
«إن الحساسية التي تولد في الإنسان خلال مرحلة البلوغ تمنحه نوعاً من الحيوية والنشاط والحماس ، وقد أشاد «روسو» في كتابه «اميل» ببلوغ سنوات الحيوية والنشاط ، كما أن «شاتوبريان» كان له نفس الرأي. ولكن ما المقصود من هذه الحيوية والنشاط ؟ المقصود هو حالة من الحساسية المفرطة والمعارضة التي تسيطر على ضمير الإنسان سيطرة كاملة ، فتمنحه مزيداً من الطاقة وتسوق سلوكه نحو اتجاه معين. وهذا ما يمكن لمسه من خلال طريقة الشاب في الحب والبغضاء»(2).
الشاب وتمرده على العادات والتقاليد القديمة:
وإلى جانب وثوب الأحاسيس العامة ، تظهر سلسلة من الميول والرغبات الخاصة لدى الفتى خلال فترة البلوغ ، ولكل من هذه الميول والرغبات دور في اندفاع الشاب نحو التمرد على العديد من الآداب والسنن التي ينتهجها الكبار ، كما أنها قد تدفع بالشاب إلى معارضة من يكبره سناً فيما يتعلق بانتخاب الصفات اللازمة لشخصيته. ولمزيد من التوضيح سنتطرق في بحثنا إلى العديد من هذه الميول والرغبات.
______________________________
(1 و2) ماذا اعرف؟، البلوغ ص 51 و52.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|